اجتياح إدلب وأخواتها بين المكذبين والمصدقين!!

أيها السوريون جددوا الثورة على أنفسكم 

اجتياح مدينة إدلب وأخواتها  ليس مفاجأة ، ولا تقبل دعوى المتفاجئين  ..

اجتياح إلشمال السوري الذي يشهد منذ أيام  المزيد من القصف والقتل والتدمير والتهجير تحت سمع العالم وبصره  جزء من استراتيجية روسية - أمريكية - تمضي على خطوات تصفية ما سمي  ادعاء مناطق خفض التصعيد . 

كل الحسابات الاستراتيجية كانت تؤكد أن مخطط تصفية المناطق المحررة ماض إلى غايته . كل التصريحات الروسية  والإيرانية والأسدية كانت تهدد بالعدوان وتنذر به .  وكل الأطراف كانت تعيه ، حتى جاء تصريح ترامب الأخير  : اقصفوا  ولا تتوسعوا..!! فكان الضوء الأخضر لعملاء أمريكا وها هم عملاء أمريكا اليوم  يقصفون ويتوسعون .

الطرف الوحيد الذي لم يكن يريد أن يصدق أن اجتياح إدلب وقطاع  الشمال قادم هو قيادات المعارضة السورية . قيادات العجز والاسترسال مثل ألواح الخشب الطافية على سطح الماء !!.  

قيادات المعارضة العتيدة الناعمة المسترخية المتثائبة التي تفكر في كل شيء إلا في البحث عن بدائل جادة لسوتشي وأستانة وجنيف وبقية حلقات الارتهان الذليل .. قبل أن تسقط حلب ، ومنذ  أن سقطت حلب ، وبعد أن سقطت حلب ، ثم القلمون والغوطة وحوران ...كان على قيادات المعارضة وفصائلها أن تبحث قبل كل فاجعة وبعد كل فاجعة عن بديل .. 

اليوم ونحن بين يدي فاجعة جديدة تحل بنا في إدلب وقطاع الشمال على السواء إن أقل 

أقل ما تقدر قيادات المعارضة عليه  حتى لا يقال لنا اقترحوا البديل 

ألا توقع على صك استسلامها . ألا تفرط بدماء مئات الألوف من الشهداء ، ولا بعذابات ملايين المشردين ..

أقل ما تقدر قيادات المعارضة عليه ، وأشملها جميعا ولا أستثني ، أن تصدر بيانا تعلن فيه أنه إذا استمر القصف على إدلب وأخواتها فلسنا من سوتشي ولا من أستانا ولا من جنيف ولا من دستور الورق المبلول !! 

تقدر المعارضة السورية أن تعلن أنه إذا استمر القصف على إدلب فإن على بيدرسن أن يسعى إلى حل حقيقي بين بشار الأسد ونمر الحسن إذا شاء .

لقد آن الأوان لكل قيادات المعارضة السورية أن تثور على ضعفها وعلى ترددها وعلى استرسالها وعلى استسلامها ..

ومن لم يكن له بالثورة طاقة فأقله أن يخلي طريق الأحرار من السوريين .

على قيادات المعارضة وعلى أحرار سورية أجمع أن يتوقفوا عن التأميل والتطلع والترقب والانتظار ففي هذا العالم المضطرب المعقد لكل أمرئ منهم شأن يغنيه ..

  لن ينفع المشهد لا الإدانة ولا الاستنكار ولا البكاء ولا العويل ...

ينفعه التوقف عن الاسترسال في طريق الباطل والتوجه إلى الدفع في طريق الحق ولو بقدر ما يحمي من أرض سورية مفحص قطاة ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 823