نشجب ونستنكر وندين إحراق العلم التركي، جريمة مستنكرة مدبرة أو فعل أهوج غير مسئول

ما وقع في بعض بلدات الشمال السوري حيث أقدمت مجموعة من المجهولين على إحراق العلم التركي تعبيرا فيما يزعمون عن ألم أو عن سخط ..!!

إن فرز القوى على الصعيدين الميداني والسياسي هو أول الخطوات التي يحسمها العقل السياسي الرشيد . وإن من حق على القيادات السورية وأولي الأحلام والنهى من السوريين أن تحسم الأمر في مواقفها من تمييز الأصدقاء من الأعداء ..وألا يترك الأمر فوضى يلوكه أصحاب المآرب والغايات أو بعض الذين لا يعلمون

إن انتصار الثورة السورية ، التي ما تزال جمرة متقدة وهي منتصرة بإذن الله ، هو في تكثير أصدقائها وتقليل أعدائها ، والتخذيل عنها ، والاستفادة من كل المتغيرات والتحولات الدولية والإقليمية لاكتساب المزيد من أصدقاء الدعم والتأييد .

وإن أي سوري عاقل منصف رشيد يقوّم بميزان الحق والحقيقة الموقف التركي بشكل عام ، موقف الدولة والحكومة والشعب ، في تركية يجد نفسه أمام موقف إخوة وأصدقاء ومحبين يستحقون من الشعب السوري كل الشكر والعرفان والتأييد .

يحتل الموقف التركي الداعم للثورة السورية في كل الميادين المكانة الأولى بين بقية الأصدقاء الداعمين الذين نطالب أيضا بالحفاظ على ودهم والتمسك بصداقتهم والسعي إلى تمتينها وتوثيقها .

ولعل أهمية الدور التركي بالنسبة للشعب السوري ينبع من أمور عديدة منها :

- وحدة حميمية مرتكزة على دين وعقيدة وثقافة وحضارة عميقة في التاريخ ...

- كون الجمهورية التركية إحدى الدول الإقليمية العظمى في إطار توظيف الدولة الإيرانية نفسها في قوس العداوة للعرب والمسلمين ,,

- الجوار الجغرافي ( السوري - التركي ) الممتد على مسافة 900 كم بين الدولتين والشعبين

- جديلة من المشتركات الجيوسياسية حيث تكون مصالح الشعب السوري الاستراتيجية متطابقة مع المصالح الاستراتيجية للدولة التركية والشعب التركي على السواء ..

إن أبسط ما ينتظر من كل أحرار الساحة السورية ...

- الاعتراف بالجميل لتركية الدولة والقيادة والشعب ..

- الحرص على بناء توافقية مستقبلية متينة على أسس من التعاون الإيجابي البناء كل ذلك في إطار الاعتراف بالخصوصيات والأولويات ..

- المضي على طريق تعزيز الشراكات الوطنية السورية مع كل الأصدقاء دون أن نزج قضيتنا في أي نزاعات جانبية مع أي طرف من الأطراف ..

وبناء على كل مضى نعلن إدانتنا واستنكارنا لعملية إحراق العلم التركي التي تمت في بعض بلدات الشمال السوري المحرر يوم أمس ..

ونؤكد أن الذين ارتكبوا هذا الفعل المستنكر المدان إما بعض المندسين الذين يعملون ليفقد الشعب السوري أخلص أصدقائه ، أو أنهم مجموعة من أهل الخفة الذين لا يقدرون الأمور ولا ينظرون في العواقب ولا يحسب فعلهم إلا عليهم ..

نعلم أنه لم تكن الدولة التركية ولا الرئيس أردوغان لتتأخر عن نصرة الشعب السوري في أمر تقدر عليه في مثل هذا الظرف الدولي والإقليمي شديد التعقيد ..

إن العقلاء إذا نزلت بهم المصائب واشتدت عليهم المحن لاذوا بعقولهم ، وتمسكوا بأحلامهم ووقارهم ولم تجعلهم المصيبة هوجا لا يميزون خيرا من شر ولا أرضا من سماء ..

كل الوفاء والحب والتقدير للدولة التركية قيادة وحكومة وشعبا وكل الاحترام والتقدير للعلم التركي الراية التي جمعتنا على الحب والود ..

أيها السوريون ..

الصبرَ ..الصبرَ ..الوقارَ ..الوقارَ ... الوفاءَ ...الوفاء ..

وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ).

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 824