نظام الملالي ..حقد تاريخي على العرب

اعزائي القراء..

أبدا مقالي بسؤالين .

السؤال الاول: هل حقق  الايرانيون تقدماً بالقضية الفلسطينية نتيجة تدخلهم بها؟وبصيغة اخرى : هل  تراجعت القضية الفلسطينية منذ استيلاء الايرانيين على مقاليد هذه القضية المقدسة؟

    الجواب : عندما كانت قضية فلسطين قضية عربية بامتياز رغم اختلاف العرب فيما بينهم  ، وصلت قضية فلسطين من مجرد مجموعات مقاتلة الى اعتراف دولي بها،فكان قرار الاعتراف بإعلان دولة فلسطين  رقم  43/177 المؤرخ 15 كانون الاول / ديسمبر 1988 والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان دولة فلسطين واستخدام تسمية "فلسطين"، مشيرة إلى منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك، أكدت الجمعية ضرورة سيادة الشعب الفلسطيني على أراضيه التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. وتم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية على مستوى العالم ، يومها لم يكن هناك انقسام كبير بين تنظيماتها وكانت الضفة الغربية وغزة تتكلم بلسان وطني واحد ، بل كانت الفصائل الفلسطينية وبموجب اتفاق القاهرة تسيطر على الحدود الشمالية لفلسطين ، وكان نفوذ التنظيمات في جنوب سوريا ملحوظاً قبل انقلاب المجرم حافظ الاسد .الا ان كل شيء انقلب رأساً على عقب بمجرد اختراق اسرائيل الشرقية  للبلاد العربية  بتآمر واضح مع اسرائيل الغربية ، فتم طرد المقاومة الفلسطينية من جنوب لبنان لتحتلها عصابات طهران ولم يسمح حتى لوطنيين لبنانيين بمقاومة اسرائيل الا اذا خضعوا وانصهروا ضمن  تشكيلات حزب الله الايرانية  ،ونتيجة لذلك تحولت معظم التنظيمات الفلسطينية المشبوهة  في سوريا الى عملاء للمجرم حافظ الاسد وابنه ليعملوا ضمن استراتيجة النظام السوري بتوظيفهم كفصيل معتمد  في محاربة الشعب السوري وثورته ضد الخيانه والطغيان  بدلاً من توجيه البندقية باتجاه اسرائيل. 

كان المرحوم ياسر عرفات رغم الأخطاء التي ارتكبها الا انه حافظ على وحدة البندقية العربية واستطاع ان يتعامل مع كل الفصائل دون ان يسمح لايران بالتدخل ، فالقضية كانت عربية بامتياز وما ان تلاعب بها الايرانيون حتى تراجعت القضية الفلسطينية عالمياً ، والذين ادعوا دعمهم  للفلسطينيين  تحولوا الى ارهابيين بنظر العالم  ، فاي تقدم بالقضية الفلسطينية سيحصل من خلال دعم ارهابيين ايرانيين  تحيط بسياساتهم الشكوك وتفوح منهم رائحة المؤامرات ؟ بينما كان المرحوم ياسر عرفات محصناً ضد تهمة الارهاب ، وكان له صوت دولي مسموع مما استدعى التخلص منه لتدعيم مؤامرة الغزو الايراني للقضية الفلسطينية.

  السؤال الثاني: كيف يمكننا اتهام الايرانيين بالمؤامرة على الفلسطينيين وهم  احد مصادر توريد السلاح للمقاومة الفلسطينية؟

الجواب: اذا لم يكن هذا السلاح سلاحاً استراتيجياً وهو ممنوع على الفلسطينيين  فانه سيصب في صالح اسرائيل حيث  تعتمد اسرائيل على وجود هذه النوعية من السلاح لتغير عليه  كل عدة اشهر محدثة ضحايا بالمئات وخسائر مادية وتدمير البنية التحتية في غزة بينما إعلام اسرائيل الشرقية يتبجح بدعم المقاومة الفلسطينية على شاشات التلفزيون ، علماً ان ضحايا اسرائيل من هذا السلاح لايزيد عن عشر قتلى خلال سنوات ، واضيف  فاقول ان ايران استخدمت ضد ثورة الشعب السوري أسلحة اقوى من تلك المسلمة لمنظمتي حماس والجهاد الفلسطينيتين ففشلت في قمع الثورة السورية مما اضطرها الى الاستعانه بالمحتل الروسي ، وعليه نستطيع الجزم ان توريد سلاح ايراني لحماس والجهاد هو في محل صمت اسرائيلي واضح،  ولكن ايران تعتمد عليه ( وهذه هي استراتيجية الملالي ) في احداث اختراق في الجسم العربي لتظهر نفسها داعمة للقضية الفلسطينية  فيتهافت البسطاء لقبول دعاية الايرانيين المغموسة بالمؤامرة .

اعزائي القراء 

بناء على ماتقدم لايمكن للإيرانيين ان يقفوا في صف العرب اطلاقاً فحقدهم تاريخي ، وتدخلهم المشبوه غايته تذويب العرب في الجسم الفارسي لتحقيق غايات دينية بحتة لاتمت لدعم الفلسطينيين بصلة .

فالكراهية متأصلة في جينات النظام الايراني تجاه العرب ولا يمكن تفسيرها سوى بسبب حرمان العرب للفرس الإيرانيين من عبادة النار التي يتشوقون كل الشوق لحرارة دفئها. وقد تغطت هذه الكراهية بجلباب المذهب وهو تشيع صفوي لايمت الى التشيع العربي بصلة بل هو مخرب له و هو نقيضه تماما.

 وتحت ذريعة القضية الفلسطينية كما ذكرت أعلاه مدوا لهيب نارهم المجوسية إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن  وشرارها وشرها يندلع في كل البلاد العربية.

وأكثرية الفرس لا زالوا يعيشون بعقلية جدهم إسماعيل الصفوي،  والمضحك المبكي في الأمر ان إيران توزعُ الكتب المسيئة للعرب والمسلمين في جميع معارض الكتب الإيرانية المشاركة في الدول العربية وبطبعات أنيقة واسعار زهيدة،  في حين أن َّالكتب التي تنال من القومية الفارسية في معارض الكتب العربية التي تقام في إيران يمنع عرضها وتصادر فورا.

يقول أبو منصورالثعالبي من أحب الرسول أحب العرب. ومن أحب العرب أحب اللغة العربية". وإذا أستبدلنا مفردة الحب بنقيضها الكراهية أصبحت الجملة ( من كره الرسول كره العرب. ومن كره العرب كره لغتهم العربية ).إنها كراهية سياسية خبيثة معجونة بالدين، ثعابين سامة تتخفى تحت العمامة تلدغ العرب والإسلام كلما سنحت لهم الفرصة وتغافل عنهم العرب. هل يعقل إن من يكره العرب كل هذا الكراهيه ويتآمر عليهم منذ الفتح الإسلامي حتى الآن يمكن أن يحب عربياً حتى ولو كان من آل البيت ؟ أليس آل البيت عرباً أقحاحاً ومن يحبهم، يفترض منه أن يحب قومهم العرب الذين هداه الله عن طريقهم إلى نور الإيمان ؟ 

وقد أشار القرطبي إلى الشعوبية ووصفها بأنَّها حركة تبغض العرب وتفضل الفرس والعجم". وذكرالزمخشري في كتابه الشهير (أسس البلاغة) بأن الشعوبيين"هم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلا على غيرهم". لذلك يمكن أن نصف العربي الذي يدافع عن الفرس على حساب عروبته بأنه شعوبي أيضا لأنه يزيد من شأن الفرس ويصغر من شأن قومه العرب.

نأمل أن يستفيق بسطاء العرب ممن يدافعون عن نظام العمائم وولي الفقيه الفارسي من سباتهم العميق. ويدركوا حقيقة موقف الفرس الصفويين تجاههم والخطط الفارسية الإيرانية للهيمنة على مقدراتهم السياسية والاقتصادية بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية و ليتغلغلوا عن طريقها في الوصول الى نسيان جذورهم  بنشر الصفوية بينهم  ، والحل  ان  يتحرروا من أغلالها ويرجعوا إلى أحضان عروبتهم وإسلامهم .

وسوم: العدد 827