القنبلة البشرية التي تؤرق حياة الدولة العبرية

في ظل الهوان العربي والنفاق الدولي وسطوة القطب الأمريكي الأوحد المنحاز إلى جانب الدولة العبرية المارقة والمتمردة على قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، ومنح هذه الدولة المسخ كل ما يجعلها القوة الأقوى في المنطقة، لتصول وتجول دون رادع يردعها أو يحد من نشاطها العدواني، إلى أن تطاولت أمريكا مؤخراً على الشرعية الدولية واعترفت بأن القدس عاصمة أبدية لهذا الكيان، ونقلت سفارتها إلى القدس في تحد صارخ لكل الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وزيادة في الإيلام أقدمت أمريكا وفي تحد صارخ للمواثيق الدولية والشرعية الدولية أعلنت على أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من الدولة العبرية، ليكون منطقة دفاع عنها، وقد يسقط نظام ذنب الكلب الذي أمن وأبيه حدود إسرائيل الشمالية لأكثر من أربعة عقود.

ورغم كل هذا البغي من الدولة الأعظم فإن هناك كوة يمكن أن يستشرف من بين حناياها إشراقة الأمل من خلال الإحصاء السكاني الذي يؤكد على أن الشعب الفلسطيني شعب حي حافظ على الهوية والانتماء رغم التشريد الذي طال أكثر من نصفه.

فالأرقام والحقائق الإحصائية للشعب الفلسطيني تجعل الإنسان متفائلاً بمستقبل هذا الشعب العظيم الذي يشكل قنبلة موقوتة تخيف الدولة العبرية، وتجعل الصهاينة يفكرون جديا بالهرب من هذا الكيان غير الآمن.

فقد أظهرت النتائج الأولية لتعداد الفلسطينيين داخل حدود عام 1967 م بلغ أربعة ملايين و780 ألفا، إضافة إلى 1.5 مليون داخل الخط الأخضر، بزيادة مليون فلسطيني خلال السنوات العشر الأخيرة؛ وهي أرقام تفزع الاحتلال الصهيوني الذي يزعم أن له الأغلبية ويدعو ليهودية إسرائيل.

وفي التفاصيل، تشير نتائج التعداد في عام 2017 م أن من بين السكان مليونين و881 ألفا و687 نسمة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، ومليونا و899 ألفا في قطاع غزة الذي سجل ثالث أعلى نسبة سكانية في العالم.

وأشارت الإحصائية إلى أن عدد اللاجئين الذين هُجّروا من أراضي 48 إلى الضفة وغزة، بلغ ما يقارب مليوني لاجئ.

وفيما يتعلق بالتركيب العمري، فإن المجتمع الفلسطيني ما زال مجتمعا فتيا، حيث إن نسبة الأطفال ما دون 18 عاما أصبحت تشكل 47%، فيما بلغت نسبة الأفراد من ستين عاما فأكثر 5% من إجمالي عدد السكان، فيما بلغ متوسط حجم الأسرة 5.1.

وكان تقرير للإدارة المدنية للاحتلال الصهيوني كشف عن تساوي عدد السكان العرب واليهود في فلسطين التاريخية غرب نهر الأردن.

وبحسب التقرير الذي تم عرضه على لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، فإن نحو خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة لنحو 1.5 مليون يعيشون داخل الخط الأخضر.

ويشير التقرير إلى أن عدد اليهود في المقابل مساوٍ لمجموع هذا العدد، إذ يصل إلى 6.5 ملايين نسمة.

أما عن الواقع الديمغرافي لفلسطين بعد 70 عام على النكبة فقد أشارت المعطيات الإحصائية، إلى أن عدد الفلسطينيين عام 1948 م قد بلغ 1.4 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين الآن أكثر من 10.9 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف بنحو 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948 م.

وستصبح نسبة السكان اليهود بحلول نهاية عام 2020 م حوالي 48.8' فقط من السكان وذلك حيث سيصل عددهم إلى 6.8 مليون يهودي مقابل 7.1 مليون فلسطيني.

ولهذا فإن الدولة العبرية تسابق الزمن في تهجير الفلسطينيين وإبعادهم من مناطقهم والاستيلاء على منازلهم بحجج واهية لا دليل مادي على صحتها، حتى لا تصل إلى اليوم الذي تكون فيه التركيبة السكانية في غير صالحها كما تشير كل التقارير.

فالدولة العبرية أخشى ما تخشاه هو أرقام الولادات الفلسطينية في الضفة وغزة وأراضي عام 1948 م وهي أعلى ولادات في العالم، والتي تشكل هاجساً للدولة العبرية كونها قنبلة موقوتة حقيقية ترعب هذه الدولة المارقة وتخيفها، وَتُعجز هذه الدولة، مهما ارتكبت من مجازر واعتداءات وحصارات، من وقف هذه الولادات أو تقنينها، وتحسب لها ألف حساب في قابل الأيام، فهي بالنسبة لها كالسرطان الذي ينخر جسدها ويفتك بكيانها!

وهذه الولادات ليست ككل الولادات الطبيعية في العالم لأن كل ولادة جديدة تعني للدولة العبرية، ولادة مقاتل جديد ومقاوم جديد واستشهادي جديد، سيفجر جزءاً من كيان الدولة العبرية أو يقتل واحداً من سكانها، الذين هم في تناقص مستمر بحسب إحصائيات الدولة العبرية التي يفر منها المئات سنوياً خوفاً على حياتهم غير الآمنة في فلسطين!!

خلال الأعوام 70 الماضية لم تتمكن الدولة العبرية، ومن خلال كل حروبها واعتداءاتها وإرهابها من تقنين الولادات والحد منها، أو تخويف الشعب الفلسطيني أو كسر إرادته أو حتى لي ذراعه أو المس بصموده أو تفادي شوكته، التي قويت وامتدت لتصبح شوكة في حلق كيان هذه الدولة المارقة وتذيقها مرارة العيش وحنظل الحياة، وتحيل يومها وغدها إلى كابوس يؤرقها، فكل ردّات فعلها وتخبط قياداتها إرهاصات على قرب زوالها إن شاء الله.

وسوم: العدد 827