حول الجرائم التي ترفع عنها الصهيوني وولغ فيها الصفوي في العراق وسورية ...

المقال الذي لم أنشره وما زلت مترددا فيه ..

لا أحد يقول هذا زمان صفقة القرن ، وعهد وثيقة مكة ...فالمقال بل الإحصاء الدقيق الموثق بوقائعه وشواهده محبوس منذ زمن ، وهو يخضع للتجديد والإضافة مع كل شاهد جديد ولكنني في موازنة المصلحة والمفسدة الكبريين في أفق أمة أنتمي إليها ما زلت ممسكا بتفاصيله المتلطخة بالدم والعهر والكراهية والحقد الذي لم يمر مثله على في حقب التاريخ إلا على الأيدي الذي تنفذه اليوم ..

وكلما ضغطت على روحي صور أشلاء الأطفال  المبعثرة ، تحت الأنقاض وبين براثن السارين ، وأنا لم أنس قط صور الأطفال الفلسطينيين الذين أطفأ أعينهم الفسفور الأبيض في غزة 2009 ، ملت أكثر إلى الشهادة على هؤلاء الذين ما زال يزعم البعض أنهم من أنفسنا !! ،و على مذهب أولئك الذين ما زالوا يعتبرون هؤلاء الصفويين والأسديين من أنفسنا أو على مذهب الذين يقولون : يدك منك وإن كانت شلاء . 

الإمام أبو الحسن الأشعري في مقدمة كتابه "مقالات الإسلاميين..." يقول هم محسوبون على الإسلام حسبانا لا يضمن في الآخرة نجاتهم .

وبالمناسبة كل الفرق المنحرفة الضالة في التاريخ كان فعلها في أهل الإسلام عندما أمكنتها الفرصة أقبح وأوقح وأشد وطأة وأكثر تنكيلا من فعل المحارب الغازي الخارجي . وهذا أبو طاهر القرمطي يصعد على ظهر الكعبة في يوم عيد الأضحى وقد قتل الحجيج في ساحة الحرم فأفناهم بالآلاف ، وسد بئر زمززم بأجسادهم واعتلى ظهر الكعبة يتحدى ربها ويقول : 

أنا بالله ..وبالله أنا ...يخلق الخلق وأفنيهم أنا 

في يوم عيد الأضحى اقدم صفيو العصر أو قرامطته على إعدام صدام حسين . مع هلال رمضان / 1440 للهجرة جيّش صفيو العصر الروس لحرق السوريين في شمال حماة وجنوب إدلب ..

الفرق بين 656 هجرية و1400 هجرية أن ابن العلقمي في 656 حرض هولاكو واستعان به على تدمير بغداد . وأن علي خمنئي وقاسم سليماني في هذا الزمان  أغروا الروسي وكانوا أدواته القذرة في إحراق كل شيء في الشام . ..

المقارنات في دركات القذارة صعبة على النفوس السوية على الصعد كافة . وقاسم سليماني الذي أخرج بالأمس " يهود أصفهان " في مسيرته في يوم القدس يعلم جيدا ماذا يفعل . 

دارس جيد للحركة الصهيونية يقرر أن عتاولة الحركة ، ورموزها الفاعلين وكما نقول في العامية " القرم الكبار " لا يقيمون في إسرائيل , وفي كثيرا من الأحيان لا يزورونها ، ولكنهم يقيمون في عواصم صنع القرار العالمي والإقليمي ومنها بلا شك طهران ..

يختلف المتابعون للسلوك الجرمي الصفوي بانحطاطه وبشاعته وتجرده عن القيم التي يجتمع عليها الأحياء ، وقولنا الأحياء هنا تعني كل حيوانات الغابة بما فيها الضباع والذئاب ، فلكل حي من الأحياء نوع من القيم الغريزية الفطرية التي تضبط سلوكه ولم نجد مثل هذا عند صفوي عندما يقدر قط حزبلاويا لبنانيا كان أو حشديا عراقيا أو فارسيا أو أفغانيا أو باكستانيا ؛ أقول يختلف المتابعون لهذا السلوك الجرمي هل هو من إبداعات الصفويين الذاتية في لاوعيهم الغارق في الجريمة والإثم أو هو أداء لدور مرسوم ووظيفة محددة أوكلها إليهم من استخدمهم ممن ذكرنا من قبل ..

جمهور المفسرين على أن فرحة المؤمنين بنصر الروم يوم انتصروا على الفرس إنما كان بسبب أن الروم كانوا نصارى وأهل كتاب ..يبدو لي في هذا الزمان أن أسبابا أخرى كانت وراء هذه الفرحة ليس السياق سياقها في هذا المقال ومن أراد أن يتوسع عليها أن يراجع السلوك الروماني والسلوك الفارسي في البلاد التي تخضع لسيطرتهم هنا وهناك  ..

وكما تعودنا أن نقول إن الجنة درجات فقد تعلمنا أيضا أن النار دركات وأن المنافقين في الدرك الأسقل منها وكذا فإن الجريمة والتغول فيها دركات ..

الإحصاء الذي أحبسه بوقائعه الإنسانية والطائفية والعسكرية والسياسية يربو على شر كل شرير عرفه العالم بين الأمس واليوم ..

أعرف أن الكثيرين سيقولون ولماذا لا ...؟!

وأقول :

وكيف ينطق من في فيه ماء ؟!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 827