تفنيد أباطيل وافتراءات العلماني عصيد على الإسلام والمسلمين

في إطار المحاولات الدعائية اليائسة  للعلمانية في مغرب مسلم يحاول العلماني والطائفي المتعصب للعرق الأمازيغي في نفس الوقت التسويق الإعلامي الرخيص لفكره المتهافت إن صح أن يسمى المتهافت من الفكر فكرا .

ويجد هذا الصوت الناشز في مجتمعنا المسلم دعما إعلاميا كبيرا من مواقع إعلامية مأجورة ومسخرة لتسوق الفكر العلماني الذي تنامى بسبب الإجهاز على ثورات الربيع الإسلامي والتي عبرت خلالها الشعوب العربية عن رهانها على الإسلام للخروج من وضعيىة التخلف التي خلقها وكرسها الفساد السياسي الذي ترتبت عنه كل أنواع الفساد في مختلف مجالات الحياة .

ومن ضمن ما سوقت له بعض تلك المواقع المأجورة فيديو صرح فيه عصيد بأن الذين يتهمونه بالكفر يعيشون خارج سياق الدولة الحديثة، لأن مفهوم الكفر في نظره  لم يعد له وجود في الدولة التي تسودها القوانين الوضعية ، وهي قوانين تسوي بين المؤمن والكافر في الحقوق والواجبات ، وكلهم يحمل  بطاقة وطنية . وعنده أن الذين يقولون بالكفر أو يكفرون العلمانيين في هذا العصر إنما يعيشون في الماضي ، ويتعين عليهم بذل مجهود للدخول  مع العلمانيين في هذا العصر وإلا  عاشوا على الهامش ،لأنهم بقولهم بكفر غيرهم يسيئون إليه وإلى حرية اعتقاده ،كما أنهم يسيئون إلى الدولة الحديثة التي لم يستطيعوا هضمها .  والتكفير بالنسبة إليه عنف لفظي يمارسه شيوخ الإسلام ودعاته ، وهم في نظره مرضى نفسيون يجب أن يخضعوا لعلاج الطب النفسي .

ويصرح عصيد أنه مثقف لا يمارس السياسة  بل  يتناول سلبيات المجتمع  بالنقد ولا يهتم بإيجابياته  ، وغرضه من وراء ذلك تنبيه الدولة والمجتمع المدني إليها لتجاوزها ، وبضرب مثالا لذلك وهو اعتراض الإسلاميين على حرية  الممارسة الجنسية المعروفة بالرضائية ، والتي هي بالنسبة إليه حق كل إنسان ، ويذكر أن بعض هؤلاء تورطوا في هذه الممارسة ، فوجدوا أنفسهم في مأزق احتاجوا معه إلى من يدافع عنهم  وعن حقهم في حرية  ممارسة الجنس  الرضائي.

ويزعم أنه مثقف وحقوقي يدافع عن الحرية بما فيها حرية الممارسة الجنسية ، ويدافع عن المساواة ، وعن العقل والعقلانية ، والعدل والحق .

ويرى أن المكان الطبيعي للدين هو المجال الشخصي أو الحياة الشخصية وليس المجال العام أو الحياة العامة . وفي نظره أن الدين حين ينتقل إلى المجال العام أو الحياة العامة يصير حينئذ قهريا يمارس السلطة القمعية ،الشيء الذي يجعل الناس يقاومونه كما حصل بالنسبة للمطالبين بالإفطار العلني  في رمضان ليس رفضا للدين، ولكن رفضا لفرض سلطة الذين يريدون من غيرهم أن يعيش وفق طقوسهم التعبدية  على حد قوله .

ويعطي مثالا بالنموذج النرويجي حيث يسود التدين البروتستانتي ،ومع ذلك تحترم جميع التوجهات والمعتقدات ، ويتعايش الناس فيه دون صراع وفي أمن وأمان وسلام ، وهو نموذج يجب الاقتداء به في نظره لأن مكان الدين هو المجال الشخصي أو الحياة الشخصية، وليس المجال العام أو الحياة العامة .

ويزعم عصيد أنه كعلماني ليس ضد الدين ، وأن العلمانية ليست ضد الدين وهو أمر يعرفه الإسلاميون على حد قوله ، ومع ذلك يتهمون العلمانية بأنها ضد الدين ليظل المجتمع حبيس السلبيات التي وقع فيها أجدادنا المتدينون منذ أربعة عشر قرنا على حد زعمه . ويعرف العلمانية بأنها هي عدم إقحام الدين في السياسة ، ويرى أنها الحل الأنسب والناجع لوقف الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط لأنها توفر الحرية للجميع لممارسة حرية التدين وفق قناعاتهم  مع خضوعهم جميعا لقوانينها الوضعية الضامنة لمصالحهم جميعا .

هذه هي الفكرة التي يجترها عصيد في كل ما يصدر عنه كتابة ومشافهة ، وتفنيدها كالآتي :

مفهوم الكفر ليس من اختراع المسلمين بل هو وحي أوحاه ا لله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغه للعالمين ، وهو آخر رسالة سماوية للناس كافة على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم . وقول عصيد  أن مفهوم الكفر لم يعد له وجود في الدولة الحديثة ،وهي دولة افتراضية لا وجود لها في الواقع هو نفي وإنكار لهذا المفهوم القرآني . وقوله أيضا أنه مفهوم ماضوي ولى زمانه يعني تعطيل العمل بمصدره وهو تصريح أو شهادة منه على نفسه بالكفر البواح قبل شهادة غيره على ذلك .

وأما قوله بأن من يقولون بمفهوم الكفر عليهم أن يدخلوا معه ومع أمثاله من العلمانيين في عصرهم الذين يستأثرون به دون غيرهم وإلا عاشوا على الهامش هو قول يثير للسخربة والضحك ،لأنه في الواقع هو وأمثاله من يعيشون على هامش مجتمع مسلم بسبب وهم مجتمعهم العلماني الافتراضي . 

وإذا كان عصيد يتهم من يسميهم الإسلاميين بممارسة العنف اللفظي عليه وعلى أمثاله من العلمانيين ، فهو أيضا يمارس هذا العنف ضدهم ولكنه يعتبره نقدا للسلبيات الموجودة في المجتمع المتدين على حد زعمه . وإذا كان يرى أن الشيوخ والدعاة عليهم أن يعرضوا على الطب النفسي لأنهم مرضى ، فهو أولى بهذا الطب النفسي لكونه لحنا علمانيا ناشزا في مجتمع مسلم دخله الإسلام مع الفتح الإسلامي الأول  ليبقى فيه إلى نهاية العالم لا ليخرج منه تاركا المجال للعلمانية التي ثبت فشلها في أوكارها .

ويصدق على عصيد قول الشاعر :

فهو يشهد على نفسه أن شغله الشاغل هو تتبع المساوىء، ولكن ليس كما يزعم للتنبيه إليها بل لتسويق زبالته العلمانية ، والنيل من الإسلام وأهله . ومن تلك الزبالة التصريح بكل وقاحة بما سماه حرية الممارسة الجنسية أو الرضائية ، وحرية الإفطار العلني في رمضان . وأما تمثيله بمن تورطوا في الممارسة الجنسية المشينة  من المحسوبين  على الإسلام فلا  يمكن أن يحسبوا عليه ولا على الذين ينضبطون بضوابطه بل  يحسبون على عدم المنضبطين لها ولو ادعوا الانتساب إليه علما بأنه لا يغني ادعاء اللسان شيئا عما يثبت بالفعل .

ومن بوائق عصيد قوله أن المكان الطبيعي للدين وهو بطبيعة الحال يقصد الإسلام أيضا هو المجال الخاص أو الحياة الفردية وليس المجال العام ،لأن الدين حسب زعمه إذا دخل المجال العام أو الحياة العامة يصير قهريا ، ويمارس السلطوية القمعية ، ومن ثم تحدث الثورة عليه كما وقع بالنسبة لدعاة الإفطار العلني في رمضان ، وقد أقرهم على ذلك، وزعم أنهم لا يعادون الدين بل يعادون من يريدون إخضاعهم لطقوسهم ، ولا يحترمون حريتهم ، ويريدون مصادرتها باسم الدين .

ومن دعايته الرخيصة للعلمانية أنها ليست ضد الدين ، وإنما هي دعوة لفصل الدين عن السياسة لتصير هذه الأخيرة من اختصاصها وحدها دونه . ويعتبر التشبث بالعلمانية وسيلة لما سماه سلبيات الأجداد التي ورثناه منذ أربعة عشر قرنا ،وفي هذا تعريض بالإسلام بشكل واضح لا غبار عليه عكس ما يزعم كذبا ومراوغة ونفاقا .  ويزعم أن العلمانية هي الوسيلة المناسبة لوقف الصراعات الطائفية بين سنة وشيعة وغيرهم كما هو الحال في العراق وسوريا، لأنها ضامنة حسب زعمه لحقوق الجميع في حرية الاعتقاد وحرية الرأي ، وكل الحريات بما فيها الإباحية والمتهتكة مع العلم أنها في واقع الأمر تضيق الخناق على المسلمين ويكفي كمثال على ذلك ما تجده المرأة المسلمة من مضايقة في فرنسا العلمانية بسبب لباسها ولباس سباحتها ، ولو كانت العلمانية كما يزعم عصيد لما صادرت فرنسا العلمانية حرية المرأة المسلمة في اختيار اللباس الذي تريده ، وليس هذا اللباس كل ما تصادره تلك العلمانية وغيرها من العلمانيات الغربية بل هناك حريات أخرى كحرية اختيار المأكولات حيث تمنع الرعايا المسلمين الموجودين فوق أراضيها من ذبح ذبائحهم ، وتفرض عليهم أكل المصعوق عوض المذبوح من الأنعام ، وهو ما يخالف اعتقادهم ، ويعتبر مصادرة  لحريته وحرية التدين .

وأخيرا يجب الإشارة إلى أن عصيد يعيش غربة وعلى هامش المجتمع المغربي المسلم بسبب سجن نفسه في عالمه العلماني الافتراضي الذي لا يجاوز جمجمته التي تحجر فيها الفكر العلماني والتعصب الطائفي وصاحبها يظن أنه يحسن صنعا وقد ضل سعيه ،وصار بسبب ذلك أضحوكة تتناوله الألسنة بالسخرية والاستهزاء  في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يظن أنه يمارس تأثيرا كبيرا على مجتمع مسلم لا حظ فيه للعلمانية التي يغزو الإسلام ثغورها  أو عقر ذارها غزو إقناع لا غزو عنف  وإكراه ، وقد صار أتباعها يدخلون في دين الله أفواجا ويقيمون الحجة الدامغة على ضلال من لا زالت تخدعهم ، وتدغدغ مشاعرهم  وأهواءهم عازفة على أوتار حرية  شهوات البطن والفرج .

ولا يحتاج عصيد بعد هذا الفيديو إلى من يشهد بكفره ، وأصدق شهادة ما يشهد به الإنسان على نفسه، وكفى به شاهدا على نفسه.

وسوم: العدد 828