أكبر شحنة مخدرات تضبط حول العالم أسدية، هل التحالف مع مافيا المخدرات العالمية من أسرار قوة الأسد؟!

حرب الأفيون ..

يثير عنوان " حرب الأفيون " في سجلات التاريخ الدبلوماسي كثيرا من الذكريات والصور الرعيبة للحرب الهمجية المسعورة التي قادتها بريطانيا العظمى ضد امبراطورية الصين في حربين متتاليتين ، في القرن التاسع عشر وتحديدا بين العامين 1840 - 1860 .

في إشارات موجزة يمكن أن نذكر بعنوانين رئيسيين خاضت بريطانيا العظمى حربها تحتهما : حرية التجارة العالمية - وحرية انتشار المسيحية . كم أنت مظلومة أيتها الجميلة التي اسمها حرية ؟! ربما تاريخ هذه الحرب يستحق منا وقفة أطول للتأمل بمعنى " التاريخ يعيد نفسه " فيما يجري علينا في عالمنا العربي بشكل عام وفي سورية بشكل خاص .

ونعود إلى ما أعلنت عنه الشرطة اليونانية وتناقلته وكالات الأنباء الأوربية عن ضبط كمية من حبوب المخدرات قادمة من سورية في ميناء بيريوس قرب العاصمة اليونانية أثينا في 19 / 6/ 2019 أي منذ خمسة عشر يوما .

وإليكم بعض التفاصيل ..

تنقل الوكالات معلوماتها عن إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية في اليونان " ستافروس توبداكيس" وقام أكثر من عشرين ضابطا مختصا من الأمن اليوناني مع الكلاب المدربة في تتبع خيوط الشحنة حتى تم ضبطها ..

تشكل الشحنة المضبوطة والمحملة في ثلاث حاويات بين شحنات من ألواح الخشب أكبر كمية مخابرات يتم ضبطها حول العالم في تاريخ تعقب المخدرات . وهذا الوصف - أكبر شحنة تضبط حول العالم - معتمد من شبكة أخبار روسيا اليوم المدافعة بشراسة عن زمرة الأسد .

أخفى المهربون الأسديون 33 مليون حبة كبتاغون وسط كميات من الأخشاب . خرجت الشحنة من موانئ الأسد قاصدة الصين . والتساؤل هل كانت الصين هي المحطة الأخيرة يبقى السؤال مفتوحا ؟!

تبلغ القيمة التجارية للشحنة مليار يورو . ويبلغ وزنها 5،3 طن .

وكانت السلطات اليونانية قد ضبطت في شهر 12/ 2018 أي منذ سبعة أشهر كمية أخرى من حبوب الكبتاغون والحشيش قادمة من ميناء اللاذقية .

تؤكد التقارير أن زراعة المخدرات وتصنيعها والاتجار فيها يتم عبر شراكة استراتيجية بين الطائفيين الأسديين والحزبللاويين ..

والكبتاغون مادة كيمائية " فينيثايلين " مادة منشطة تعمل على زيادة أداء الجسم ، وتنبيهه ، وتقلل من القلق ، وتضعف النشاط الجنسي ، والشهية للطعام . تم تصنيفها ضمن العقاقير الخطرة 1986 من قبل المنظمات الأممية المختصة..

وبقي أن نقول :

لقد ظلت حرب الأفيون درسا عمليا للعصابة الأسدية منذ أول يوم وصلت فيه إلى الحكم . وكل الذين يقرؤون مقالتي هذه من الرقباء يعرفون ماذا أقول . يعرفون كيف كان حافظ الأسد يرهق ويبتز دول الخليج العربي والدول الأوربية بعصابات تهريب المخدرات التي كان يحركها حول العالم .

افتحوا الأرشيف وأتحداهم أن يفعلوا ، ولأن الذي يريد منهم لا يقدر ، والذي يقدر لا يريد . والملفات حاضرة والأسماء شاهدة .

نتحدث كثيرا محقين عن التحالف الاستراتيجي بين الأسدي والصهيوني ، ولكن إلى أي مدى نستطيع أن نتحدث عن التحالف بين الأسدي والمافيوي العالمي . الشركات متعددة الجنسيات . ممثلة في وراثة " شركة الهند الشرقية " التي أدارت أقسى الحروب على الصينيين من أجل توفير الفضة البريطانية ؟!

لقد كان هرتزل ولاشك خطيرا وقاسيا ولكن "شايلوك" بكل تأكيد هو الأقسى . شايلوك هو الذي ما زال يقتل في سورية ولا يبالي ..

من حق أن نتساءل ونحن نتابع العالم يحارب الإرهاب المحدود الذي يقتل الأفراد ما باله يصمت عن الإرهاب الذي يفتك بالمجتمعات ويدمر بنيتها وأصحاب القرار فيه يعلمون ..

كل الإحصاءات تقول : إن أفغانستان " طالبان " - وهذا ليس ترويجا لطالبان - كانت أكثر نظافة من المخدرات من أفغانستان أمريكا ووكلائها هناك ، أي سر وراء هذا..؟!

وحين أقرأ أن حبوب الكبتاغون من مادة" فينيثايلين" منشطة مثبطة مدمرة أتساءل هل يتم تصديره إلى الصين بعلم الحكومة الصينية ، هل الحكومة الصينية جزء من مخطط زيادة الأداء وإضعاف الشهية والشهوة ، ولذا تظل تصوت في دعم العصابة الأسدية..؟!

لك الله يا سورية في أيدي أي المجرمين أنت أسيرة ؟!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 832