هل يدافع شركاء الوطن والمصير، عن أنفسهم ، معاً ، أم (كلّ حزب بما لديهم فرحون)!؟

هل تتفاهم الأحزاب المتشاركة ، في الوطن والمصير، على عمل يقوّيها ، معاً- في سورية وغيرها-؟ً أم(كلّ حزب بما لديهم فرحون)؟ أم يرون موت الأنذال ، في حضن النظام المجرم،ـ أخف وطأة ، من الموت الشريف المحتمل ، عند مقاومته ، أو معارضته ، أو مساعدة شعب سورية ، بما يستطيعون ، للتخلّص ، من عبثه وإجرامه !؟

شعب سورية مجرم ، كلّه ، في نظر العصابة الحاكمة ، بسائر: فئاته، ومِلَله، ونِحَله ، وأعراقه ، وطوائفه ، وأحزابه، وقبائله!

بعض أبناء الشعب مجرمون ( بالفعل) ، وبعضهم مجرمون (بالقوّة) ؛ كما يقول الفلاسفة ! أيْ: هم مشاريع جُرمية كامنة ، قد ترتكب جرائمها ، في أيّة لحظة! إلاّ مَن كان مصفّقاً - في اللحظة التي هو فيها- للمجرم الكبير! ويُعَدّ المصفّق وتصفيقه ، في موضع شكّ ، وفي دائرة الاحتمال، لأيّة عقوبة ؛ بناء على وشاية ، من زيد ، أو تقرير من عمرو، أو اتّهام من أحد الأفراد ، في أحد أجهزة الأمن ، المتكاثرة ، كالفطر، في سائر المحافظات السورية!

في سورية فئات متنوّعة:

إسلامية ، تشمل سائر المدارس الفكرية الإسلامية : أعضاء المدارس ، العاملة في السياسة ، أعداء مباشرون ، يجب استئصالهم ، فوراً ، لأنهم إرهابيون – حكماً- بالفعل .. أو بالقوّة: (مشاريع إجرامية)، أيّ: قنابل مُعدّة للانفجار!

والمدارس الإسلامية ، غير العاملة في السياسة ، مجرمة(بالقوّة) ، واستئصالها مؤجّل ، إلى مرحلة ثانية ، إلاّ حين يراد التذرّع بها ، لاستئصال غيرها ، فعندئذ ، يحلّ عليها الغضب ، على سبيل (الجَرّ بالمجاورة) ، كما يقول النحويون !

بل ، حتى المحسوبون ، على نظام الإجرام ، المصفّقون له ، المسوّغون لجرائمه ؛ بفتاوى (شرعية!) ، هم مشاريع أعداء ، تراقبها أجهزة المخابرات ، وتحصي أنفاسها ، ويراقب كلّ واحد منها، أمثالَه ، ويدبّج التقارير، ضدّهم ؛ ليحلّ محلّ أحدهم ، إذا حان وقت استئصال هذا الأحد، قبل التقرير، أو بسببه !

أمّا المدارس غير الإسلامية ، فهي أنواع ، وهي ، كلّها ، مشروعات إجرامية ، في عرف القوى المتنفّذة ، في النظام ، حتى الذين يخدمونه ، ويخدمون قواه المتنفّذة ! ومن هذه المدارس:  

علمانية : تشمل سائر المدارس العلمانية – طائفية : تشمل سائر الطوائف ، غير السنّية-

عرقية : تشمل سائر الأعراق !

ويبقى السؤال الأهمّ ، سؤال البحث :

هل اعتبرت القوى : المتعاونة مع النظام الحاكم ، والمتآمرة معه ، والسائرة في ركابه ، والساكتة على إجرامه ، والآملة بفُتاته .. هل اعتبرت هذه القوى ، بمصائر مَن سبقها: من عناصر محسوبة على النظام ، ومن عظام الرقبة ، التي أطاح بها ابن الأسد، في سائر المواقع : الأمنية والعسكرية ، والسياسية والإعلامية .. هل اعتبرت هذه القوى ، بما حصل ؟ أم هي تنتظر الخناجر، التي تحزّ رقابها .. أو المسدّسات ، التي تُفرغ في رؤوسها ، بعمليات انتحار:(انتحار بسبع طلقات ، في الرأس ، أو في القلب)!؟

وسوم: العدد 833