حوار الضباع : المتعاونة ، المتنافسة ، المتشاكسة ، على أرض الشام !

صراع الروس والفرس ، في سوريا: لروسيا السلطة ، تمارسها.. ولإيران الشعب ، تشيّعه!

وأمريكا شرقيّ الفرات : تنهب الثروات ، وترصد الجيران ، وتتآمر عليهم .. وتتاجر بأحلام البائسين ، من عصابات الكرد ، التي تجرّ أنفسها ، وأهليها ، وبلادها .. إلى محارق المكر الشيطاني الصهيوني الأمريكي !

إيران أخطر، في الشام ، من روسيا؛ فالأولى تشيّع المسلمين ، ليكونوا جنداً لها، أمّا روسيا فتَرحل بالمقاومة ! فهل يقاوم المسلّحون ، التشيّع والمشيّعين؟

لسان حال الروس ، في مخاطبة الفرس :

نحن أقوى منكم ، عسكرياً ، فلا تنافسونا ، ولا تعارضوا عملنا ، في سورية ! ودعونا نتفاهم ، مع الترك والأمريكان ، حول المصالح المشتركة والمتعارضة ، بيننا وبين سائر الأطراف ! وابتعدوا عن حدود إسرائيل ؛ فهي – وإن أحبّتكم ؛ لجَعلكم العرب يتسابقون إليها ، لتحميهم منكم - لاتحبّ أن تراكم إلى جوارها ، في المناطق الجنوبية ! واحرصوا ، على عدم الاشتباك معها ، أو الردّ ، على ضرباتها للجيش السوري ؛ كيلا تهاجمكم بعنف ، في سورية ، فيكون موقفنا حرجاً، تجاهها ، وتجاه الأمريكان ! ولكم ، بعد ذلك ، سورية ، اسرحوا وامرحوا فيها ، كما يحلو لكم، فنحن نراكم ، جيّداً ، كيف تمارسون تشييع أهل السنّة ، ليكون المتشيعون جنداً لكم ، تحتلّون سورية مستقبلاً ، بواسطتهم ، دون أن يكلّفكم ذلك شيئاً ! ونحن يريحنا ، هذا الذي تمارسونه ، ضدّ أهل السنّة ، الأكثرية الساحقة في البلاد ؛ لأنا لا نريد أن تظلّ سورية ، تحت حكم السنّة ، وقد صرّحنا بذلك ، بلسان المقال ، ومارسناه بلسان الحال ! فلا تطمعوا ، بأكثر من ذلك ، خلال وجودنا في سورية !

لسان حال الفرس ، في مخاطبة الروس :

النظام السوري أقرب إلينا ، منه إليكم ! وقد كنّا الداعمين الأوائل له ، قبل مجيئكم إلى سورية! وقد دخلتم بقوّات ضخمة ، لامصلحة لنا ، في مقاتلتها! غير أنّ لنا مصالح ، تعرفونها جيّداً؛ فقد دعمنا النظام السوري ، بالمليارات من الأموال ، نقداً وسلاحاً ، وحشدنا له قسماً كبيراً ، من خبرائنا ومستشارينا ، ونُخَبنا العسكرية ، والميليشيات الخاضعة لنا ، في لبنان وباكستان وأفغانستان ، وغيرها ، لدعم حكم الأسد ، لا لسواد عيونه ، بل لأن لنا مصالح ، في الشام، وفي غيرها ، من البلاد العربية والإسلامية ، في آسيا وإفريقيا ! فالكثير، من هذه المناطق ، كان خاضعاً لحكمنا ، قبل أن يعرف قياصرة الروس ، هذه البلاد ! وما دمتم قد عرفتم هدفنا البعيد، وأقررتم لنا به ، فلن ننازعكم ، على الأهداف القريبة ، التي تطمحون إلى تحقيقها ، في سورية؛ فتشييع مئة شابّ ، من أهل السنّة ، يكونون جزءاً، من طابورنا الخامس ، داخل سورية ، أهمّ ، لمشروعنا المستقبلي ، من السيطرة ، على مئة نقطة عسكرية ، نحتلّها اليوم ، لنغادرها غداً!

الروس والفرس ، بصوت واحد : حَسناً ، اتفقنا!

وسوم: العدد 833