يمهل ولا يهمل

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

يروى الفنان عبد المنعم مدبولي :

ان مشهد تقليد الكلب في فيلم احنا بتوع الاتوبيس كان حقيقة في سجون حمزة البسيوني مدير السجن الحربي في عصر جمال عبد الناصر . 

ذكر مدبولي أنه كانت له جارة وزوجها كان معتقل، بعد عناء تمكن من زيارته، ذهبت للسجن الحربى ومعها ابنتها والتقت بضابط السجون حمزة البسيونى ودخل زوجها الزيارة في وضعية الكلب مذلولًا امام زوجته وابنته وقال له البسيوني: إنت إيه؟! 

فأجاب قائلا: انا كلب يا بيه. 

وقال له: الكلب بيعمل ايه؟

فقال المسكين: بيهوهو يا بيه. 

فقال المجرم: طب اعمل زى الكلب. 

فالراجل هوهو ... 

فقرر مدبولى ابتكار هذا المشهد المأسوي في الفيلم!

من هو حمزة البسيوني ؟!

ملك التعذيب مدير سجن عبد الناصر الحربي

اللواء حمزه البسيوني قال له مسجون: الا تتقي الله؟

فقال: لو ربنا بتاعك نزل ححبسه في سجن انفرادي . 

وعند موته امر الله النعش الا يدخل المسجد ليُصلى عليه فحبسه الله داخل نعشه والتصق به ولم يُصلى عليه وغُسِّل إحدى عشر مرة لأنه كان يتبرز وهو ميت وتعجب المغسلين وجلبو طبيب خشية ان يكون حيا فاقر الطبيب انه ميت لكن الله يعذبه!

ودُفِن وهو يتبرز ولم يجد الاطباء بعد ان انتشر هذا الخبر علي الصحف تفسير طبي لذلك . واغلقو عليه المقبرة بالأسمنت ولم يُدفن بها أحد غيره!

*الطاغية في السجن:

وتمر الأيام والسنون وتأتي نكسة ٦٧ ثم تصدر القرارات بتصفية رجال "عبد الحكيم عامر" و إحالة البسيوني على المعاش ثم القبض عليه والتحقيق معه فيما هو منسوب اليه من انحرافات، ووُضع مع بعض ضحاياه في سجن القلعة، وقد بقي في السجن عامين.

-يقول الكاتب الصحفي "صلاح عيسي" والذي التقى حمزة البسيوني وهو مسجون في سجن القلعة عام ١٩٦٨: 

"شاهدت رجُلًا عجوزًا شعره أبيض كالثلج يمشي في ضعف وإنكسار وأمامه مخبر يصرخ فيه ليحث الخطى،  وذات ظهيرة انتهز فرصة مروره أمام زنزانتي، ليقول لي بصوت هامس:

( أنا اللواء حمزة البسيوني.. أنت مين؟)

وقبل ان أفيق من دهشتي، دهمنا صوت المخبر، وهو يصيح فيه: (امشي من سكات)، فإذا به يستجيب للإنذار بخوف شديد!!

حينها تتابعت على شاشة رأسي صور خاطفة لمشاهد مما سمعته من المعتقلين عما فعله بهم حمزة البسيوني، سياط تمزق جلودا، وصفعات تصافح أصداغا، وقبضات تعوج أفكاكا، وأجساد تُسحل بحبال خشنة على أرض صخرية، يا ألطاف الله الخفية، أهذا الرجل المنكسر الضعيف هو اللواء "حمزة كينج كونج" الذي يزدحم ملفه بكل تلك المشاهد التي لا يتحمل أي انسان مجرد رؤيتها !!

الرجل الذي كان مديرا للسجون الحربية يتحول إلى مسجون ويبدو كفأر مذعور!!".

*موته آية لمن يعتبر:

وبعد خروجه من السجن ظل حمزة_البسيوني غائبا عن الاضواء حتى جاء يوم ١٩ نوفمبر عام ١٩٧١ وكان موافقا لأول أيام عيد الفطر المبارك كان حمزة مسافرا من الاسكندرية الى القاهرة ومعه شقيقه راكبا إلى جواره واصطدمت سيارته بإحدى السيارات المحملة بأسياخ حديد ومات حمزة وشقيقه وتعرضت جثته لتشويه غريب نتيجة دخول عدد من الاسياخ الحديد فيها.

وينقل لنا المستشار "خيري يوسف" رئيس محكمة الاستئناف السابق ما حكاه بشأن معاينته لجثة حمزة البسيوني حيث يقول عن الحادثة:

"كانت حادثة مروعة وكنت وقتها رئيسا لإحدي النيابات في محكمة كلية وخرجنا أنا وزميل لي في مهمة قضائية لمعاينة الحادث .. ودلت المعاينة وشهادة الشهود علي أن سائق السيارة القتيل كان يقود سيارته بسرعة غريبة وكانت أمامه سيارة نقل مُحملة بأسياخ الحديد التي تتدلي من مؤخرة السيارة ودون أن يتنبه استمر في سرعته حتى اصطدم بالسيارة النقل وحينها اخترقت أسياخ الحديد ناصية القتيل ومزقت رقبته وقسمت جانبه الأيمن حتى انفصل كتفه عن باقي جسده!

وبتأثر واضح قال المستشار خيري: "لم أستطع مشاهدة الجثة فقد وقعت في إغماءة من هول المنظر وقام زميلي باستكمال مناظرة الجثة"!

مات حمزة البسيوني بعد أن سفع الله ناصيته وجعل موته عبرة لمن يعتبر.

*الجُثة لا تدخل المسجد:

وعندما ذهبوا به لصلاة الجنازة عليه، وقف النعش خارج المسجد ولم يدخل بيت الله، فأبى الله أن يدخل التابوت المسجد، فصعد إمام المسجد المنبر وقال: «مَْن حبس مَنْ يا حمزة ؟؟، حبست الله في زنزانة انفرادية أم حبسك الله فمنعك من دخول بيته ؟ يا حمزة عَلِمَتْ الآن أنك عبد وأنه رب؟!

وسوم: العدد 836