ماهي مشكلة علمانيي أمازيغ مهرجان "تويزا" في مدينة طنجة ؟

الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني

صرح أحد دعاة استئصال الدين واللغة العربية في مهرجان "تويزا" المنعقد هذا الأسبوع بمدينة طنجة قائلا: (إن جوهر مشكلتنا سياسي)، وإذا كان هذا هو جوهر مشكلتهم فلماذا كل هذه الوقاحة والعدوانية على ثوابتنا الدينية والوطنية وقد بلغت حد التشكيك في وجود نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟

نحن كذلك نعلم أن "جوهر مشكلتهم سياسي"، يصرحون به سرا فيما بينهم، ويصرحون به علانية فيما بينهم وبين حلفائهم من عتاة الاستعمار الفرنسي وقادة الكنيسة الصليبيبة في فرنسا.

إنهم يُكبرون على العنصر العربي في المغرب أن يكون الملك منهم، ولكنهم يرون أيضا أن العنصر العربي ليس لها من فائدة في الملك وأصله العربي إلا مزيد الازدراء والتهميش والتفقير والعدوان على الدين والنبوة والقرآن ومحاولة تقليص الوازع الديني بين المسلمين.

وإنهم في مجالسهم الخاصة يطمحون في أن تكون رئاسة الحكم في العنصر البربري الأمازيغي، ولكنهم ينطلقون إلى هدفهم هذا من جهل مطبق مركب، ويتجاهلون دروس الماضي والحاضر:

أما الماضي فيشهد بأن أعز وأشرف مراحل التاريخ الإسلامي في المغرب كانت وحكامه من إخوتنا أحرار البربر الأمازيغ لا سيما في عهد صنهاجة المرابطين ومصامدة الموحدين، وما زال المغاربة بكل مكوناتهم – عربا وبربرا وأندلسيين وحسانيين – يفتخرون بهم ويتوقون إلى عهود مثل عهودهم.

أما في الحاضر فهم يشاهدون عيانا أن أكثر أعوان الفساد والظلم والاستبداد في جميع مرافق الدولة بدون استثناء من إخوتنا البربر الأمازيغ، وأن أغلب أحرار العرب مهمشون فقراء وعاطلون ونزلاء السجون والهجرة. 

إذا ما فكر هؤلاء الذين يتطاولون على دين الأمة قرآنا وسنة ولغة عربية وأخلاقا وثوابت دينية، ويشككون حتى في وجود نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فسوف يكتشفون أن مشكلتهم السياسية التي يزعمون ليست إلا غطاء لمشكلة أخرى في الوطن هي مشكلة الولاء للاستعمار الفرنسي والكنيسة الفرنسية الصليبية، وأن علاج هذه المشكلة لديهم في عرف عموم أحرار المغرب بدواء ناجع  لا علاقة له بقضايا فكرية أو دينية أو سياسية.      

وسوم: العدد 836