من عجيب المواقف السياسية الجديدة

من عجيب المواقف الجديدة لحسن نصر الله

من عجيب المواقف الجديدة للسيد نصر الله؛ دعوته القوى الشيعية المعارضة "إثبات حجمها الشعبي ضمن أي شكل من أشكال التعبير؛ انتخابات، احتفالات، اعتصامات، مظاهرات.." (16/8)

الحزب الذي لم يتحمل تظاهرة معارضة لتدخله في سوريا؛ أطلق عليها النار في العام 2013 وقتل هاشم السلمان، والتنظيم الذي يعتدي على مرشحين معارضين في بلدتهم ووسط أهلهم (الزميل علي الأمين عام 2018 على سبيل المثال) لمجرد رفعهم صورا لهم، والبناء الفكري الذي يعتبر المعارضين؛ "عملاء" و"دواعش" و"شيعة سفارات".. يدعو أمينه العام إلى "عباءة واسعة لا تلغي الآخرين". يحار المرء في هذه الدعوة؛ هل هي للجد ام للمزاح!

************************************

عندما يذكّر السيد نصر الله اللبنانيين؛ "بالطمأنينة، وراحة البال، والإعمار، والمشروعات السياحية.. في الجنوب"، استنادا إلى قدرات "المقاومة"؛ لا ينسى أبدا تذكيرهم أن "نعمة الأمن والأمان" مرهونة بأمن وأمان إيران، فـ "للآن وللماضي وللمستقبل؛ إن الحرب على إيران تعني حربا على كل محور المقاومة، والمنطقة كلها ستشتعل"، وفقا لتأكيد نصر الله نفسه(16/8/2019).  

في لبنان جماعات؛ كل منها تجد لها امتدادا عرقيا أو دينيا أو سياسيا بدولة ما؛ فلو أن كل جماعة رهنت أمن البلد بالبلد الذي ترتبط به؛ فسنرقص على خط الزلازل حتى نختفي. هنا بالضبط تظهر خطورة أن يكون الدفاع عن السيادة والأرض موكلا لفصيل بعينه، بعيدا عن مؤسسات الدولة وباقي مكونات الشعب اللبناني.

************************************

الحوثيون والإخوان

في العام 2014 سهلوا سيطرة الحوثيين على شمال اليمن لمحاربة "الإصلاح"..

وفي العام 2019 سهلوا سيطرة الانفصاليين على جنوب اليمن للقضاء على الشرعية بحجة "الإصلاح"..

وخلال خمس سنوات؛ أعاقوا حسم المعركة مع الحوثيين، وكسر حصارهم عن مناطق بعينها، حتى لا يصعد "الإصلاح"..

بالنتيجة؛ تقسّمت اليمن، وتمزّق نسيجها السكاني، وتهتّك أمن السعودية، واشتد طوق المشروع الإيراني، وزاد الحلب الاميركي لثروات الأمة.. 

في مشروع الحرب على "الأخوان"؛ الإمارات تقود السعودية إلى نحر نفسها.. وليس في المملكة من يوقف السير في الطريق إلى الهاوية.

وسوم: العدد 838