حول عملية نبع السلام كلمة

د. محمد أحمد الزعبي

عندما يحط المرؤ رحاله في مرحلة " أرذل العمر " يصبح مطلوباً منه موضوعياً ، وتفادياً لزلات قدمه أولسانه ، ان يصمت أو يرحل . ولما كان امر الرحيل ليس بيده ، فلم يبق أمامه سوى الصمت

ولقد كان هذا هو خيار الكاتب الذي بات يقف على أبواب العقد التاسع من العمر . بيد أن ماحدث ويحدث على الحدود الشمالية لبلده سوريا منذ يوم الأربعاء الموافق للتاسع من أكتوبر 2019 ، قد دفع به ، ( مكره أخاك لابطل ) ، إلى تناول الورقة والقلم الملقيان إلى جانبه ، والشروع في محاولة أن يقول شيئاً مسطوراً حول هذا الموضوع ، الذي بات مالئ الدنيا وشاغل الناس .

وفي بعض قراءات الكاتب ومشاهداته التلفزيونية المتعلقة بإشكالات مابات معروفاً ب " المنطقة الآمنة  " بين تركيا وسوريا ، وقع في أحد مواقع التواصل الإجتماعي (FacebooK)على بضعة أسطر لأحد الأصدقاء القدامى كانت – وهذا من وجهة نظري طبعاً –  كانت على درجة عالية من العلمية والموضوعية ، الأمر الذي ارتأى الكاتب معه  ، أن يضمن  بعض ماأعجبه منها ، (ودون إذن من ذلك الصديق )، في هذه المقالة  ، انطلاقاً من المقولة الشهيرة " الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها أخذها " . يقول الأخ فارس أبازيد  ، وهنا سأنقل حرفياً عنه ، رغم اختلافي معه في جزء من صياغته الأدبية والسياسية :

" إنني كبالع السكين ، لاأستطيع أن اقف مع دولة تتخطى حدود بلدي ، لا لحمايتي من بطش نظام مستبد ، وجيوش محتلة أخرى لبلدي ، روسية وفارسية وميليشيات طائفية ... ، وبذات الوقت لن أدافع وأقف مع فصائل غردت منذ بداية الثورة السورية خارج سرب الثورة ، لابل مدت يدها للنظام  ، وجرى تسليحها بداية من نظام الأسد ، لقمع إخوة لهم من الأكراد ومن العرب وبقية المكونات السورية في الجزيرة من الذين وقفوا بصدق مع الثورة السورية ، أمثال الشهيد مشعل تمّو ورفاقه من الأكراد والعرب والآشوريين والسريان وغيرهم . ولا ننسى دور صالح مسلم وفصائله المسلحة المستهدفة اليوم من الهجوم التركي في تهجير العرب من قراهم ...." .

لابد أن أذكر الأخ فارس هنا ، أنه قد نسي ذكر الدور الإيجابي الكبير الذي يلعبه " الجيش السوري الحر " في هذه العملية ، الأمر الذي يشير عملياً ، إلى أن عملية " نبع السلام " لاتخص تركيا وحدها , ولكنها تخصنا نحن السوريين أيضاً وأيضاً .

إن مايرغب الكاتب ، أن يضيفه إلى كل ماورد أعلاه ، هو تذكير طرفي القتال ، اللذين  يخوضان معركة " نبع السلام " ، بوصية الخليفة الأول أبو بكر الصديق ، لقادة وعناصرالجيوش التي كان يرسلها لنشر الدين الجديد شرقاً وغرباً ، ألا وهي :

وصية أبى بكر الصديق لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام (12 هجرية) قال: يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. ... اندفعوا باسم الله،.

وسوم: العدد 846