قال : كلنا سوريون .. قلت نعم : وأنتم القتلة ونحن المقتولون ..

لم يبتلَ شعب بنخبه كما ابتلي السواد السوري بنخبه . قوم من الهيولى المائعة قبل أن تتحيز أو تتبرعم ..

حين أنظر اليوم إلى الجالسين على منصة الدستور المتحدة ولا أريد أن أقول على المنصات الثلاث ، فلا أجد فرقا يذكر حتى الذي تعودنا أن يكون بين شهاب الدين وأخيه ، وكأن شهاب الدين غالب أخاه فغلبه على مقاعد المنصة المائة والخمسين .

منصة الهيولى السورية المتحدة الطامعة والطامحة عادت اليوم إلى خطابها التاريخي الممجوج والمرذول والمتماهي مع مشروع الشر ، الداعم له والمغطي على جرائمه ، والمتستر على جريمه والمتشوق إلى موضع شجرة التوت من عورته ..

في الخطاب القرآني نجد القرآن الكريم قد احتفى في بيان حال المنافقين أكثر مما فعل مع الكافرين .. ذلك أن منافقي ذلك الزمان كان عندهم من المكر والدهاء ما يجعلهم أكثر قدرة على التلون والنغير أكثر مما يفعله منافقو المنصات مما يجعلك بعد أن تسمع خطاب كل واحد منهم : تسأل عن أي منصة هذه ؟! أو عن أي منصة هذا ؟! ، إن لم  تكن قد عرفته من قبل ؛ حقيقة أفضى فيها العديد من السوريين السوريين !! كان عبد الله ابن سبأ يقول عن سيدنا علي رضي الله عنه: إنه أشبه بمحمد من الماء بالماء !! وكذا نقول اليوم عن شاغلي مقاعد المنصات إنهم ببعضهم من الماء بالماء ، أو من الهيولى بالهيولى ..

وإذا كان الانتماء إلى سورية هو فقط انتماء إلى أرض وتراب فنعم كلنا سوريين ولكن انتماء قابيل وهابيل إلى أبويهما كان أقرب نسبا وأعز وشيجة ..

كلنا سوريون نعم وعلى مدى قرن من الزمان كان فينا

المقتول منا والقاتل منهم

والمغتَصَب منا والمغتَصِب منهم

والمسروق منا والسارق منهم

والمهِجَر منا والمهجِر

والمبغي عليه منا والباغي منهم

ولكن الهيولى العمياء لا تكاد تحس ولا تسمع ولا ترى ..وتظل تلوك لبانة جمل لا تدري مدخلها ومخرجها . الهيولى العمياء في صورة " الخُشب المسندة " على كراسي منصة أطت بالنفاق والكذاب والخداع والجشع والطمع والغدر والخيانة ..

شخصيا لا أستطيع أزعم أنني أكتب باسم أحد . ولكنني أستطيع أن أنهي لكل الذين لا ينبذون إلى معارضي الهيولى على سواء بأنها على نفسها تجني براقش .

وهؤلاء الخشب المسندة على مقاعدهم في منصة الروس والأمريكان لا يملكون من أمرهم شيئا إلا أنهم باسمهم يبيع ويشتري الروسي والأمريكي والأسدي ..وهم باسمي واسمكم أيها المستضعفون المضطهدون المقتولون المعتقلون المشردون يبيعون ويشترون ..

(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)

إن الله لا يحب الخائنين ..

وأنا لا أحب ما لا يحب الله .

وأنت ....

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 850