خداع الأسد بخطة الإعمار .. داريا مثالاً

اعزائي القراء

 أشاعت اجهزة إعلام النظام مؤخراً عن وجود خطة لإعادة إعمار بلدة داريا ولكن لماذا داريا؟ ؟

وماهي التقديرات المالية لإعادة إعمار  داريا؟

وهل ينجح نظام الأسد بإعادة تعميرها وهو يعيش  مع اسيادة الإيرانيين كارثة  اقتصادية غير قادربن  على الخروج منها ؟

قبل ان ابدأ بالإجابة تعالوا نتعرف على داريا اولاً

داريا بلدة من بلدات الغوطة يبلغ عدد سكانها تقريباً اكثر من ربع مليون إنسان ،تقع بالقرب من دمشق غربَ العاصمة بحوالي ثمانية كيلومترات، وهي قريبة جدًا من حي المزة الدمشقي ومدينة معضمية الشام، كما أنها تُعدُّ أكبر مدن الغوطة الغربية. 

داريا كانت بين أوائل المدن السورية التي انخرطت في الثورة، فأطلقت حراكًا مدنيًا سلميًا، ميز الثائرين من أبنائها في سلوكياتهم وشعاراتهم رغم البطش المبكر الذي مارسه النظام ضدهم مع بدء المظاهرات في أواخر 2011،

تعتبر داريا مدينة البراميل المتفحرة، حيث تلقت حوالي ٦٠٠٠برميل اسدي خلال عامين . 

كرس أبناء داريا فكرة سلمية الثورة بصورة منظمة ومنضبطة، وعملوا على صيانة المدينة والحفاظ على وحدة المسلمين والمسيحيين من أبنائها، كما حافظوا  على خطاب الثورة وشعاراتها دون الذهاب إلى التطرف. 

استعان المجرم الأسد بالميليشيات الإيرانية والطيران الروسي مما ادى الى استشهاد الكثير من ابنائها  وتهديم البلدة وتهجير معظم سكانها .

لماذا داريا؟

تعتبر داريا احدى بلدات الحزام حول العاصمة دمشق  مما جعلها تقع في اهتمامات المحتل الإيراني عملاً باستراتيجيته بمحاصرة العواصم كما حصل في ضاحية بيروت لتكون المليشيات الشيعية قريبة من العاصمة  وذلك لمنع  وقوع اي تطور قد يطيح بنظام الأسد .

ولكن ماهو  المبرر الذي  تم فبركته لبقاء المليشيات الشيعية الإيرانية  في داريا؟

  تعتمد  استراتيجية ايران لاحتلال اجزاء من سوريا على عدة خدع  من اجل ترسيخ وجودها  المبني على العقيدة الصفوية فاخترعت فكرة حماية المقدسات الشيعية ، رغم عدم وجود اي مزار لهم في سوريا حتى مقام السيدة زينب والذي لقى الاحترام هو مقام إسلامي عربي ولا علاقة لهم به، ومن اجل ذلك أنشأت إيران عدة مقامات في سوريا تحت مسميات دينية، كان من بينها مقام السيدة سكينة في مدينة داريا نسبة لسكينة بنت الحسين رضي الله عنهما، لكن المقام وبشهادة السكان المحليين كان مجرد بناء قديم لرجل دين لا علاقة له بالشيعة قبل عملية بنائه وترميمه من قبل إيران.فكان هذا الاختراع هو المبرر المدعوم من الطائفي بشار الأسد  لتسليمهم  داريا 

هل ينجح نظام الأسد بإعادة تعميرها ؟

هذا هو بيت القصيد  فإثارة هذا الموضوع في وقت الكارثة المالية والاقتصادية  هو امر مشكوك بنجاحه ، وهنا اجد من الضروري التدخل لحساب الكلفة المالية لتنفيذ مشروعات  إعمار  في هذه المدينة ، حيث بنيت دراستي الهندسية الأولية على ماقدمه النظام من معلومات .

الكلفة الثابتة لمشروع البناء ضمن  انخفاض العملة السورية الدراماتيكي يعطي الحد الأدنى للكلفة  :

تبلغ مساحة داريا حوالي ٤٢٠ هكتاراً ( الهكتار ١٠٠٠٠ متر مربع )

إذا فرضنا ان ربع هذه المساحة بحاجة لتعمير فيمكن القول ان المساحة الواجب تعميرها  حوالي ١٠٠ هكتار أو ١مليون متر مربع 

التعمير سيشمل شقق لوكس وأبنية  بعدة طبقات وحدائق وخدمات  ولكن الحد الأدنى لكلفة بناء  المتر مربع تبلغ في حدها الأدنى مائة الف ليرة سورية وبالتالي فان جداء

( مائة الف x مليون متر مربع )

تقسيم  ٨٠٠ ليرة   لحساب القيمة بالدولار فتكون كلفة تعمير داريا 

  ١٢٥ مليون دولار  وبإضافة أعمال إضافية  بنسبة٢٠٪؜ وهو امر معروف بتنفيذ الأعمال الهندسية فان كلفة الإعمار لهذه البلدة تبلغ ١٥٥ مليون دولار 

فهل بقي في ميزانية قارون الأسدي وسيده  الخامنىء  مايكفي لصيانة شارع فقط في هذه المدينة؟

بقي سؤال هام:

هل يحتاج الإيرانيون لتعمير داريا حتى يقيموا فيها ؟

أم ان احتلالهم لبيوت المهجرين وبناء بيوت قرميدية بدائية كافية لهم لاحتلالهم داريا ؟

هذا هو السؤال الهام  وعلى الشعب السوري ان  يستمر في ثورته وخاصة في المناطقة الحساسة من العاصمة لمنع مخطط الاستيلاد على دمشق باحتلال محيطها 

مع تحياتي 

*ملاحظة :الشريط القادم من سوريا الغد - المهندس هشام نجار سأتكلم فيه عن  الانهيار التاريخي لليرة السورية ، راجياً متابعة اليوتوب مع الشكر .

وسوم: العدد 853