موجة أخبار عن فلسطينيين يقاتلون مع بشار !! ما وراء الأكمة !؟

تصلنا منذ أيام أخبار متناثرة عن مجموعات فلسطينية ، توصف أحيانا بأنها منظمات ، تقاتل مع بشار الأسد . وأحيانا ذهابا أكثر في الكيد وإثارة الغيظ يقول الخبر مثلا : فلسطينيو" فلسطين حرة " يشاركون في قتل السوريين وتهجيرهم في إدلب . خبر آخر وصل بعدد ما يسميه المنظمات الفلسطينية المقاتلة تحت راية بشار الأسد إلى سبع منظمات ، ولعله يقصد بالرقم سبعة التكثير !! خبر رابع أو خامس وكلها كأنها انفلتت من عقال خلال أيام يتحدث عن عرس فلسطيني في الضفة الغربية غنى مطربه لبشار وتوعد أهل إدلب بالحرق بالنار ..

ودائما ينبغي للحصيف العاقل الذي لا يرتضي أن يتلاعب به من يمسك بخيوط الدمى أن يتساءل عن حقيقة الخبر ، وعن سر توقيته ، وعمن يمسك بخيوطه أي كما يقولون وأن يتساءل عما وراء الأكمة التي يحسبها المرء حينا ويخالها ..

إن أصعب شيء يمكن أن نقر به فيدمي قلوبنا وعقولنا أن شعوبنا المبتلاة بألف عدو وعدو لم تستطع حتى الآن أن تؤسس لنفسها مزود بالأخبار الحقيقية في رتبة " القوي الأمين " القوي الأمين الذي يجعل مصلحة الأمة ومصلحة شعوبها أولا وثانيا وثالثا في رأس أولوياته من خلال الالتزام بالصدق والأمانة الموضوعية .

وإن من حقيقة أن نعلم أن أجندة الكثير من المؤسسات الإعلامية والوكالات المحلية الرئيسية منها والفرعية تخضع بشكل أو بآخر لأجندات الممولين . ويغذيها بالرؤية والخبر وغيرهما ضباط استخبارات يقبعون في أوكارهم التي لا يغيب عنها قط مندوبو نتنياهو الذي رأينا ضحكته بالأمس تصل إلى أذنيه وهو يتلقى تهنئة من فاقد الانتماء عديم الضمير .

قبل أن نغضب ، ونستفز ، ويحركنا الغيظ والنقمة التي هي الهدف من ترداد هذه الأخبار وتكرارها في وقت تسعى به بعض الأطراف إلى إيجاد الشرخ ثم تعميقه بين أبناء الأمة ، وضد القضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني ، ولمصلحة من يظن أنه بتحالفاته المريبة سيكون آخر من سيضحك في هذا الصراع التاريخي المرير يجب أن نملك القدرة على الفهم والرؤية والإدراك لنعرف ماذا يريد المروجون !!

وحين نتساءل عن مصداقية الأخبار المنبوشة التي يتم التركيز عليها من جديد علينا أن نعترف أنه ليس من صواب أن ننكر وجود فلسطينيين في صف بشار الأسد أفرادا ومنظمات ، وكيف ينكر مثل هذا الخبر وهناك سوريون من كل الشرائح يتخندقون مع قاتل أهليهم ومدمر ديارهم !!

ولكن إذا رجعنا إلى حقيقة الأسماء والمسميات في أولئك الأفراد وتلك المنظمات سنتيقن أننا نرجع إلى متردية ونطيحة في غمار الكثير الطيب من إخواننا الفلسطينيين الذين تجمعنا بهم وحدة القضية على مربع الأرض الأطيب ، والذين قدموا حين وقع العبء عليهم أكثر بكثير مما قدمه بعض السوريين..

لن نعيد ذكر هذه المنظمات حتى لا نشارك في إشهارها فهي أقل من أن تذكر ، ولكنها عموما لم تكن أكثر من فقاعات في تاريخ الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني وهي ليست في نفير القضية ولا في عيرها لا من قبل ولا من بعد ..

أيها السوريون أيها الفلسطينيون يا أبناء الشام العظيم ..

احذروا مزامير الفتنة ومزامير الشر ..

احذروا أشعار يوم بعاث يغني بها خلفاء سويلم اليهودي بين ظهرانيكم ..

خلافنا في فرز القوى ..وفي تقدير بعض المواقف منها خلاف ظرفي عابر ..سوف ينجلي غباره بعد حين ..

معركتنا واحد وإن تعددت الجبهات ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 857