تهمة الإرهاب : انتهى مفعولها ، وستُستعمل ، حتى يُصنّع غيرها !

الناظر، في تهمة الإرهاب ، يجدها قد استُهلكت ، وانتهى مفعولها ، بعد أن صارت سلاحاً ، في أيدي الجميع ، يَشهره كلّ ضدّ كلّ : دوَلاً وأحزاباً وأفراداً ! حتى الدول التي صنّعت التهمة ، وأصرّت ، على استخدامها ، ضدّ أعدائها ، الفعليين والمحتملين .. حتى هذه الدول ، نفسها ، لم تسلم من تهمة الإرهاب ؛ لأنها تمارس الإرهاب ، بأشكاله المختلفة ، بحجّة  أنها تحارب الإرهاب ! ويمكن تصنيف الإرهابي ، على ضوء الواقع ، وضوء انتشار المصطلح .. أصنافاً عدّة !

 من تصنيفات الإرهابي :

إرهابي بالقول : وهو الذي يقول كلاماً ، يَستشف منه مصنّعو الإرهاب ، بأنه كلامُ إرهابي !

إرهابي بالفعل: وهو الذي يمارس الأعمال الإرهابية ، وفق تصنيفات مصنّعي الإرهاب !

إرهابي بالقوّة : وهو الذي فيه بعض الصفات أو الأخلاق ، التي تجعل منه إرهابياً ، يوماً ما ، وهو الذي يسمّيه الفلاسفة : (إرهابياً بالقوّة) ؛ أيْ أنه ، مشروع إرهابي محتمَل !

إرهابي بالشكل ، أو باللباس: وهو الذي يَحكم عليه المتفرّسون، من مصنّعي الإرهاب، بأنه إرهابي ! 

إرهابي بالوراثة : وهو الذي يصنّفه مصنّعو الإرهاب ، بأنه من أسرة إرهابية ، لأن أحد أفراد أسرته ، اتّهم بالإرهاب !

إرهابي بالبيئة : وهو الذي يرى مصنّفو الإرهاب ، الذين صنّعوه ، أنه من بيئة إرهابية ؛ فهو بالتالي ، إرهابي ، بالقوّة ، أو بالفعل !

إرهابي بالدراسة : وهو الذي درَس في مدرسة ، كان له فيها زملاء إرهابيون !

إرهابي بالصداقة : وهو الذي له أصدقاء إرهابيون ، أوكان أحد أصدقائه القدماء ، إرهابياً !

إرهابي بتصنيع الإرهاب : وهو الذي يصنّع الإرهاب ؛ سواء أكان دولة ، أم جهاز مخابرات في دولة !( وهذه التهمة ، لاتتحدّث عنها وسائل الإعلام ، التي تسيطر عليها ، وعلى أصحابها، أجهزةُ مصنّعي للإرهاب) !

إرهابي بتسويق الإرهاب : وهو الذي يقول كلمة ، يَتّهم فيها ، بعضَ الجهات ، بأنها تصنّع الإرهاب ؛ فيُستشَفّ من كلامه ، أنه يدافع عن الإرهاب ، ويسوّغه ويسوّقه !

إرهابي بقوّة الدفع ، نحو الإرهاب : وهو الذي يَدفع الناس ، دفعاً ، إلى الإرهاب ، بظلمه الواقع عليهم ، أو بمساعدة مَن يظلمهم ! (وهذه تهمة خاصّة ، بمصنّفي الإرهاب ، الذين هم مصنّفوه، وأذنابهم .. في بعض الدول ، لايَكثرُ الحديثُ عنها )!

إرهابي ، ولو تاب : التوبة قد ترفع العقوبة ، عن المتّهم بالإرهاب ، لكنها لاتلغي تاريخه ، الذي يصنّف على أساسه ، بأنه إرهابي تائب !

إرهابي ، ولومات : لو مات المتّهم بالإرهاب ، يظلّ تصنيفه قائماً ، بأنه كان إرهابياً ، أو متّهماً بالإرهاب ، ممّا يدفغ المصنّفين ، إلى تسمية أسرته ، بأنها أسرة إرهابي ، وبأنها يمكن أن تخرّج إرهابيين : بالوراثة ، أو بالتربية ، أو بالبيئة !

والطريف ، أن الذين صنّعوا الإرهاب ، وصنّعوا راياته ، وشعاراته ، وجماعاته .. يصرّون على عدم تعريفه ، وعلى رفض أيّ تعريف له، يقترحه الآخرون؛ وذلك ، لتبقى التهمة سلاحاً خاصّاً، في أيديهم ، يَشهرونه ، في وجه مَن يريدون محاربته ، ومحاربة الأمّة التي ينتمي إليها ! ولذلك قصَروا التهمة ، على الإسلاميين ، خاصّة ، ثمّ عمّموها ، على المسلمين .. ثمّ نقلوها ، إلى الإسلام ، ذاته !  مع أن الإسلام ، يوضح معنى الإرهاب ، إيضاحاً لالبس فيه ؛ إذ تقول الآية الكريمة (وأعدّوا لهم مااستطعتم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّالله وعدوّكم وآخرين مِن دونهم لاتَعلمونهم الله يَعلمهم) ! فالإرهاب ، في الآية ، هو الردع ، حصراً .. لا عدوانَ فيه، ولا إغارة ، ولا قتل ، ولا قتال ، ولا تفجير، ولا اغتيال ، ولا ترويع للناس ! هذا ماورد في النضوص ، التي جزء من الدين ! أمّا سلوكات المنتسبين ، إلى الدين، المخالفة له، فخاصّة بهم!

وسوم: العدد 860