كتاب "الدين والعلمانية في سياق تاريخي" لعزمي بشارة

ألف عزمي بشارة كتاباً تحت عنوان "الدين والعلمانية في سياق تاريخي" ولقد جاء الكتاب في ثلاثة مجلدات بلغت ٢٠٠٠ صفحة، ولقد قرأتها، وسأعرضها في الأيام التالية لأهمية الموضوع، وهو: حديثه عن علاقة الإسلام بالعلمانية، وسأناقشها في مقالات قادمة بإذن الله.

لكن المفارقة التي تلفت النظر عند قراءتك المجلدات الثلاثة هو إبراز الكاتب عزمي بشارة لدور الدولة في إقامة العلمانية وترسيخها في بلادنا وتأكيده على ذلك الدور، في حين أن كثيرا من المشايخ والكتاب يهونون -بكل أسف- من شأن قيام الدولة الإسلامية، بل يحاربون من يحرص على إقامتها، مع أن الدولة الإسلامية لا تهدف إلى فرض الإسلام، أو إقامته، فالإسلام موجود ومتحقق في الأرض، نتيجة وجود الأمة الإسلامية.

لكن الدولة سيكون دورها مساعدة المسلمين على أن يحيوا حياتهم الإسلامية،  والوقوف في وجه الذين يريدون أن يهدموا كيان الأمة الاسلامية  وقيمها، ومبادئها.

فشتان ما بين الموقفين: الموقف الواعي لدور الدولة في ترسيخ الباطل العلماني، والموقف المهون من شأن الدولة والذي سيؤدي الى إضعاف الأمة، وتفتيتها واحتمال تدميرها.

وسوم: العدد 861