بمثل هذا تنهض الأمم

فواز بهاء الدين الخوجة

أواخر الاربعينيات في القرن الماضي كانت أهم مدرسة في دمشق تسمى مدرسة التجهيز الأولى مديرها الاستاذ جودت الهاشمي اعتاد المدير كل صباح ان يقف على باب مدرسته لاستقبال الطلاب حتى الساعة الثامنة حيث يتم إغلاق الباب والبدء باليوم الدراسي

في يوم من الأيام توقفت سيارة الرئاسة امام باب المدرسة ..

هرع إليها المدير جودة الهاشمي معتقداً أن رئيس الجمهورية شكري القوتلي اتى المدرسة للاطمئنان على سير الدراسة

ولكن عند فتح باب السيارة فوجئ بابن الرئيس ينزل منها

عندها قام المدير يمسك يد حسان قوتلي ابن الرئيس شكري واصطحبه معه حتى باب المدرسة

وتوقف عند الباب كما كل يوم.  وفي الساعة الثامنة اغلقه واصطحب الطالب حسان قوتلي إلى غرفة الإدارة

ورفع سماعة الهاتف واتصل بمنزل شكري القوتلي

رد عليه الرئيس مرحبا

قال المدير بالحرف :

شكري بيك تريد أن ترسل ابنك بسيارة الرئاسة هذا شأنك

ولكن في مدرستي طلاب لا يملكون اجرة طريق

اذا كنت ترغب ان يكون ابنك هكذا هناك مدارس هامة بها أولاد كبار الأغنياء اللاييك او الفرير أرسله إلى هناك انا لا أرغب ان أفسد طلابي

سكت الرئيس قليلا واجابه :

متى تنتهي الفترة الأولى

اجابه المدير .

بالفعل والطلاب في باحات اللعب توقفت سيارة شكري القوتلي على باب المدرسة

هرع المدير والعاملين لاستقباله

توقف لعب الطلاب

اصطف الجميع للترحيب به

وقف شكري القوتلي على منبر المدرسة وبجواره المدير

رحب القوتلي بالجميع وقال :

اعتذر منكم جودت بيك لا علم لي بما فعله ابني

انا اتقدم باعتذاري للجميع

انت المدير

وانت صاحب العقوبة المناسبة

وغادر المدرسة بعد أن عاقب ابنه قبل عقاب المدير

خلد التاريخ جودت الهاشمي الذي سطر اسمه من ذهب

خرّجت مدرسة التجهيز الكبار الكبار من أبناء الوطن

بعض من حضر الواقعة لا يزالون أحياء يرزقون

وسوم: العدد 866