ألا يمكن أن تحمل دولة الصين مسؤولية انتشار فيروس كورونا وتحاسب على ذلك

ألا يمكن أن تحمل دولة الصين مسؤولية انتشار فيروس كورونا وتحاسب على ذلك وتطالب بتعويضات لضحايا الوباء في أرجاء المعمور ؟

بعيدا عن الشماتة بأمة الصين التي ظهر فيها وباء كورونا ، ودون أن يكون القصد كذلك  ونعوذ بالله منه ، من حقنا أن نتساءل : ألا يمكن أن تحمل دولة الصين مسؤولية انتشاره في المعمور ، وتطالب بدفع تعويضات لضحاياه كما يفعل عادة عندما تتعرض حياة الناس للخطر بفعل فاعل ؟ ألم تحمل المسؤولية للنظام الليبي السابق بسبب تفجير طائرة في أجواء لوكربي ، وأرغم على دفع تعويضات للضحايا ؟

وإذا ما صحت الأخبار التي تقول أن هذا الفيروس الذي يصيب عادة بعض الحيوانات وانتقل إلى الإنسان  إنما سببه نظام غذائي للصينيين ،  خصوصا وقد نشرت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لبعض أسواقهم التي تعرض فيها الحيات والثعابين والكلاب والسحليات .... وغيرها مما لا يدخل في النظام الغذائي للبشر ، بل نشرت فيديوهات لبعض الصينيين وهم يتناولون ثعابين وجرذانا وغيرها حية ، وكان ذلك بالفعل هو ما تسبب في ظهور هذا الوباء وانتشاره عبر العالم ، فلا بد أن تحمل دولة الصين مسؤولية انتشاره، لأنها لم تفرض رقابتها على النظام الغذائي لمواطنيها ، ولم تحرص على سلامتهم ، ولا على سلامة من انتقلت إليهم العدوى في أرجاء المعمور .

وعلى وكالة الصحة العالمية أن تفتح تحقيقا  جادا في الموضوع لتحديد من يتحمل مسؤولية ظهور الوباء وانتشاره عوض الوقوف عند حد اعتبار هذا الوباء كارثة دولية .

وإذا كان النظام الغذائي لأمة الصين كما نقلته وسائل التواصل الاجتماعي ، فإننا لم نسمع  بجهة ما عابت عليهم ذلك أو فرضت عليهم قيودا كما يعاب على المسلمين  في العالم  ذبح أضاحيهم  بذريعة الرفق بالحيوان، علما بأن ذبح تلك الذبائح إنما شرعها الله عز وجل  وهو الأعلم بما ينفع ويضر البشر وقد أحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث ، وأن من فوائده الحيطة والحذر مما  قد يكون في دماء تلك الأضاحي من أمراض قد تنتقل إلى الإنسان . وفد بلغ الأمر بالدول الغربية حد منع المسلمين  الذين يعيشون فيها من ذبح أضاحيهم دونما احترام لدينهم  بل وفرض عليهم  صعقها . ولم نسمع بتدخل تلك الدول الغربية لمنع الصينيين من أكل ما يأكلون وهي كائنات حية ، وحاملة لكل أنواع الأذى من سموم وغيرها ، بل تروج وسائل إعلامها لذلك باعتباره ثقافة صينية يجب احترامها  .

ولا ندري هل سترعوي أمة الصين  عن أكل ما تأكله بعد كارثة فيروس  كورونا أم أنها ستستمر في ذلك خصوصا إذا أثبت خبراء الطب فيها  وفي عموم العالم أن التغذية  بالكائنات الحاملة له هي السبب في هذا الوباء ؟

و أخيرا نأمل أن توجد قوانين دولية صارمة  تحمل دول العالم مسؤولية انتشار الأوبئة  مهما كانت الأسباب ، وتحاسبها على ذلك ، وتطالبها بجبر الأضرار الناجمة عنها .

وإذا ما صحت الأخبار التي ذهبت إلى أن هذا الفيروس ربما يكون قد صنّع في مختبرات الأسلحة الجرثومية ونتمنى ألا يكون ذلك صحيحا  ، فيتعين على دول العالم أن تفرض حظرا على تلك المختبرات كما يفرض ذلك على مصانع أسلحة الدمار الشامل صيانة لكرامة الإنسان وحرصا على سلامته.

وسوم: العدد 868