الوفاة أنواع ، أحدُها الموت ! فلمَ يخيف الناسَ ، أكثر من غيره؟

من أنواع الوفاة، النوم ؛ قال تعالى:(وهوالذي يَتوفّاكم بالليل ويَعلم ماجَرحتم بالنهار).

وفاة عيسى ،عليه السلام، قال تعالى:(إنّي متوفّيك ورافعُك إليّ ).وهي وفاة خاصّة، لايعلم أحد ، غير الله ، كنهها .. وسيعيده الله ، إلى الدنيا ، قبل يوم القيامة !

الموت : لمَ يخيف الناس ، أكثر من غيره ؟

ألأنه أطولُ أنواع الوفاة ، غياباً عن الناس ، مع أن بعض الناس يسافرون ، إلى أماكن بعيدة ، ولا يعودون !

ألأنّ الجسم فيه يتغيّر، من حال إلى حال ؟

ألأنّ الأمل، في عودة الميْت، إلى الحياة ،انقطع، وطرأت حالة جديدة، على الأسرة؟

ألأنّ بَعد الموت أموراً ، يخاف منها الإنسان ، مثل : النشر والحشر، والحساب ، واحتمال دخول النار؟

طلبُ الموت :

 بعض الناس يطلبون الموت ، ويسعون إليه !

مثل : المريض بداء عضال ، لايرجى الشفاء منه ، وهو يعاني من آلام شديدة ، لا يستطيع تحمّلها ؛ فيرجو بعض مَن حوله ، من طبيب أو قريب ، أن يريحه ، بالقتل! وقد يستجيب بعض الناس للرجاء، فيمارسون عملية القتل ،المسمّاة،في القوانين،باسم: القتل إشفاقاً!وقد اختلف فقهاء القانون، في تجريم هذه العملية؛ فالقاتل ليس مجرماً،بل هو شخص رحيم ، أشفق على إنسان يتألم،ولا أمل في شفائه! والعملُ مجرّم، شرعاً!

ومثل : طالب الشهادة ، الذي يسعى إلى الموت ، في الحرب ، أو في تفجير نفسه، ليدخل الجنّة ، وينجو من الحساب ، ومن عذاب النار، ومن الأمور المخيفة ، التي يرهبها الناس ، والتي تعقب الموت العادي ! بل إنّ للشهيد منزلة عظيمة ، يحرص المندفع إلى الشهادة ، على نيلها ! وقد وردت آيات قرآنية ، وأحاديث نبوية كثيرة، حول فضل الشهادة ، في سبيل الله ! بل إنّ الشهيد في سبيل الله ، لايُعَدّ ميتاً ؛ إنّما هو حيّ يُرزق ، عند ربّه ، كما ورد ، في القرآن الكريم !

وسوم: العدد 874