رجال الظلام الذين يمولون جرائم الأسد ومجازره(2-2) رامي مخلوف

clip_image002_d5672.jpg

شركات وبنوك متعددة الجنسيات يملكها آل مخلوف

يملك آل مخلوف شركات: "كارا كورببريشن وشركة هوكسيم لين مانجمنت كورب وشركة بولتر انفستمنت إنك وشركة سيديل انترناشيونال كوربورت وشركة لوري ليميتد"، وقد ظهرت هذه الشركات ضمن مستندات العائلة في حسابات البنك السويسري، ثم تم الحصول على وثائقها الأصلية من جزر العذراء البريطانية، وكشفت الوثائق التي حصل عليها “العربي الجديد”، ظهور هذه الشركات كملكية لـ: الوالد محمد مخلوف وزوجته غادة مهنا وأولاده رامي مخلوف الذي قدم نفسه في السجلات الرسمية للبنك كرجل أعمال ومستشار لوزارة الصناعة السورية، وحافظ مخلوف الذي قدم نفسه في وثائق البنك كموظف حكومي، في الوقت الذي كان يشغل فيه منصب رئيس أحد فروع أمن الدولة التابعة للمخابرات السورية (فرع الخطيب)، (قيل إنه ترك المنصب دون إعلان رسمي العام الماضي)، وإياد الذي سجل نفسه في الوثائق كنقيب في الجيش السوري وإيهاب محمد مخلوف الذي يعتبر اليد اليمنى لرامي.

آل مخلوف يتعاملون مع شخصيات إسرائيلية مرتبطة بهذه الشركات والبنوك

تظهر حسابات البنك السويسري والوثائق الرسمية لسجلات هذه الشركات في جزر العذراء شخصيات أخرى مرتبطة بهذه الشركات منها: رجل الأعمال الإسرائيلي، فريدي زينغر، المولود في بولونيا ببولندا (1954) والمقيم منذ ذلك التاريخ وحتى الآن في إسرائيل في منطقة تسمى “رعنانا”، زينغر الذي ظهر في حسابات شركات: هوكسيم وكارا كوربوريشن، كما ظهر زينغر كمفوض يسمح له دخول حسابات كل من: ضابط الأمن حافظ مخلوف ورامي وإيهاب وإياد، كما أظهرت الوثائق، أيضاً، أنّ هؤلاء الأربعة هم مالكون Beneficial Owner للحساب المصرفي المسجل باسم الإسرائيلي زينغر، كما ظهرت زوجته الإسرائيلية لوريا زينغر كمالكة للحساب أيضاً.

زينغر الذي يقيم حالياً في مستوطنة كريات شمونة، ويدير جمعية دعم التعليم في إسرائيل، إضافة إلى ملكيته بعضَ الشركات الطبية التي سجلت اختراعات طبية في إسرائيل، يحمل ألفاظاً مختلفة لاسمه (تم التأكد منها من معد التحقيق بعد مقارنة باقي المعلومات كالمواليد والعنوان والسيرة الذاتية والصورة لزينغر): Freddy Zinger أو Fredy أو Friddie Singer ، راسله معد التحقيق لمواجهته بالحقائق على بريده الإلكتروني المعلن على موقع الجمعية الخيرية التعليمية التي أسسها ويرأسها، فلم يجب عن الأسئلة على الرغم من مرور خمسة أشهر على إرسالها، وعلى الرغم من تحديد موعد نهائي لتسلم الإجابة (أرسلت بتاريخ السادس والعشرين من فبراير/شباط 2015، ولم تصل الإجابة حتى تاريخ نشر التحقيق).

كان زينغر في الفترة ما بين 1976 و1981 يحمل رتبة كابتن، ويشغل منصب مدير التطوير في الجيش الإسرائيلي. ويعتبر زينغر شريكاً في شركة ويست فارما العالمية لإنتاج المعدات الدوائية، والتي تنتشر في مختلف بلدان العالم بأسماء مختلفة، بعدما دمج معها شركته Medimop.

 شخصي وسري

ملفات حسابات آل المخلوف

يظهر من ملفات حسابات العائلة في البنك السويسري، أنّ الحسابات لم تكن لاكتناز الأموال، وإنما لتمرير أموال ولربط أسماء وشخصيات وشركات بهذه الحسابات، وتحويلها إلى بنوك وشركات أخرى مخفية، فبعض الحسابات، مثل سارة وربا وإيهاب مخلوف جرت فيها حركات مالية لمدة لا تزيد عن ثلاث دقائق، ومعظم هذه الحسابات فيها مالكون، إضافة إلى عائلة مخلوف، لا تظهر أسماؤهم، بل أرقامهم فقط، وفي حساب رامي مخلوف تركيبة معقدة من المرتبطين بالحساب والمستفيدين، فهو مرتبط بـ 18 حساباً في البنك، وفي حسابه حركة مالية بقيمة 27 مليون دولار، وشركاء مرتبطون بالحساب يحملون أرقاماً مشفرة لبعض الأسماء المخفية مستفيدين من القوانين السويسرية التي كانت تسمح بذلك، وفيه اسم “منى” فقط دون اسم العائلة، وفيه شريك في الواجهة باسم “أحمد غسان البنشي” والذي ظهر كمساهم في شركة شام القابضة، وهي أكبر شركة في سورية، كما ظهر في حساب رامي، أيضاً، الإسرائيلي فريدي زينغر، وأسماء ثماني شركات مرتبطة بعائلة مخلوف (دريكس، ماسماك وموساك إضافة إلى الشركات الخمس في جزر العذراء والتي ذكرت سابقاً).

في حساب رب العائلة وزوجته غادة مهنا كثيرٌ من الألغاز التي تكشفها الوثائق، منها اللقاءات التي عقدها محمد مخلوف مع إدارة بنك “اتش اس بي سي” لإدارة استثماره الجديد، وتم ذلك بزيارة قام بها مخلوف مع زوجته غادة للبنك في سويسرا، بتاريخ 5 كانون الثاني 2005، وفقاً للوثائق. كما ظهر في الحساب فريد إبراهيم زاك من تورنتو في كندا، وهو متقاعد من مواليد 1924 بينت متابعات معد التقرير أنه توفي أخيراً.

كما تشير معلومات حساب الخال محمد مخلوف، إلى أنّه قدم أحد عناوينه باسم “شخصي وسري” ذاكراً عنوانين بعض مسؤولي فرع بنك “اتش اس بي سي” في لبنان منهم، روي أبو عسلي، بحسب الوثائق.

ملفات ووثائق مسربة من سلطات جزر عذراء

ولتتبع العلاقة بين عائلة مخلوف والبنك نفسه HSBC، فإنّنا ننتقل من ملفات البنك المسربة إلى الوثائق التي حصلنا عليها من سلطات جزر العذراء. تكشف هذه الوثائق أنّ إحدى الشخصيات المسؤولة في بنك “اتش اس بي سي”، وهي نادين ركاح، ظهر اسمها كمديرة في شركتين من الشركات السرية لعائلة مخلوف في جزر العذراء، وهما شركتا (كارا وهوكسيم) وفقاً للسجلات المحدثة في عام 2011، واعتمدت ضمن سجلات الشركتين بريدها الإلكتروني الرسمي على موقع البنك (hsbcpb.com) علماً أنّ السيدة ركاح، وبحسب حسابها على موقع التواصل الاجتماعي ”لينكد إن” فإنها كانت في وقت عملها كإدارية في هاتين الشركتين، تعمل، أيضاً، مسؤولة في البنك عن الفريق الإسرائيلي بين أعوام 2000 و 2012.

تم التواصل مع ركاح عبر البريد الإلكتروني وموقع التواصل الاجتماعي (لينكد إن)، لكنها لم تجب عن الأسئلة التي وجهت إليها، على الرغم من انتهاء الموعد النهائي للإجابة ومرور أكثر من 5 أشهر (تم إرسال البريد الإلكتروني، بتاريخ الأول من أبريل/نيسان، ورسالة على حسابها في “لينكد إن” بتاريخ التاسع عشر من أبريل/نيسان2015) ولم تجب حتى الآن.

وتتشابك العلاقة بين بنك “اتش اس بي سي” وعائلة مخلوف في وثيقة أخرى من وثائق جزر العذراء، التي تم الحصول عليها من إدارة السجل التجاري في جزر العذراء البريطانية بشكل رسمي، تظهر الوثيقة أنّ إحدى شركات مخلوف في هذه الجزر وتدعى سيديل انترناشيونال، والتي ظهر في إدارتها إيهاب مخلوف ورجل يدعى محمد عباس، وهو أحد واجهات مخلوف في رومانيا وجمهورية التشيك، ويدير مجموعة مشاريع، منها مطاعم ووسائل إعلام وشركة طيران تسمى “الأجنحة”، حاول رامي مخلوف إطلاقها من سورية، لكنّ الاثنين وثقا عنوانهما في السجلات الرسمية للشركة على أنّه بنك “اتش اس بي سي” في سويسرا.

بروكسيات بنما (ملاذات ضريبية آمنة)

في وثائق جزر العذراء البريطانية التي حصلت عليها “العربي الجديد” ووثاِئق من السجل التجاري في بنما واللتين تعتبران ملاذات ضريبية آمنة، يلجأ إليها الراغبون في إخفاء أموالهم، ظهر اثنان من أشهر الواجهات التي تغطي أموال مسؤولين ونافذين حول العالم، وهما هوزيه جيمي مالانديز jose jaime Melendez وليزت مورينو LIZET MORENO ويطلق عليهما في أنظمة إخفاء الأموال اسم “بروكسي” أي وكيل أو واجهة شكلية لصاحب المال، إذ سجل الاثنان من عائلة مخلوف، كمديرين لشركة “راماك ليمتد” المسجلة في بنما والتي تدير تعهدات ضخمة في سورية ولبنان حالياً، وتحصل على المناقصات والعطاءات كشركة أجنبية، لكنها في الواقع مملوكة لآل مخلوف وأصحاب الحسابات المشفرة الذين يخفون أسماءهم.

ووفقاً للسجل التجاري في بنما والذي اطلع عليه معد التحقيق، يدير البروكسي مالانديز أكثر من 700 شركة أخرى لشخصيات أخرى حول العالم، وتدير مورينو حوالي 16 شركة لآخرين مسجلين في بنما.

ويعتبر الاثنان واجهات مستأجرة لشخصيات سياسية، وأقارب مسؤولين في العالم، يتقاضون عمولات محددة، كمقابل لعملهم كبروكسي، من شركات قانونية متخصصة حول العالم في إخفاء شبكات الأموال السرية للفاسدين.

أجواء الحرب في سورية وتجييرها لخدمة شركات رامي مخلوف

على الرغم من إعلان رامي مخلوف في مؤتمر صحافي، في يونيو/حزيران 2011 ، نيته تحويل أرباح مساهمته في شركة سيريتل التي تدر أرباحاً قدرت بنحو ربع مليار دولار سنوياً للعمل الخيري الذي تديره جمعية البستان “الخيرية”، ظهرت تسريبات ويكيلكيس، لاحقاً، لإعلانه، والتي اعتمدت على رسائل إلكترونية مخترقة من شركة شام كابيتال للوساطة المالية ونشرتها صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله الموالي للنظام السوري، بينت الوثاق المسربة، أن مخلوف كان يستغل أجواء الحرب في سورية، لشراء مزيد من الأسهم في المصارف السورية، على الرغم من إعلانه التحول الى العمل الخيري، وإعلانه وأشقائه الاستقالة من مجالس إدارات مصارف وشركات مثل بنك سورية الدولي الإسلامي وبنك بيبلوس وشركة العقيلة للتأمين التكافلي.

رفضت المحكمة الإدارية الفيدرالية السويسرية رفع الحجز عن أموال رامي مخلوف، وبينت المحكمة: “أن إعلان مخلوف انتقاله إلى العمل الخيري لا يثبت أنه نأى بنفسه عن النظام وممارساته. وأضافت أن لمخلوف “مصلحة شخصية ومباشرة في إدامة النظام السوري الحالي للحفاظ على مكانته وبالتالي على مستوى معيشته”.

لا رد من آل مخلوف

لم تتمكن “العربي الجديد” من الحصول على أي رد من عائلة مخلوف على الرغم من المحاولات الكثيرة للتواصل مع العائلة، عبر أرقام هواتفهم المرتبطة بحسابتهم في بنك “اتش اس بي سي”، وعلى الرغم من ابتعاد العائلة عن الإعلام حتى ما قبل اندلاع الاحتجاجات التي نادت “لا مخلوف ولا شاليش الشعب السوري بدو يعيش”، لكن العائلة التي تسيطر على شركات معلنة وسرية ووسائل إعلام مثل صحيفة الوطن شبه الرسمية وإذاعات مثل “نينار أف أم” وشركات إنتاج تلفزيوني، كانت تجد دوماً من يقدم أفرادها كفاعلي خير.

الصراع مع العقوبات التي طالت آل مخلوف

بدأت العقوبات تطال عائلة مخلوف منذ عام 2008، حينما استهدفت وزارة الخزانة الأميركية رامي بالعقوبات ضد سيريتل وشركة راماك، واعتبر القرار أنّ مخلوف: “من بين المستفيدين من الفساد الذي يحدث في سورية، وأن نفوذه واتصالاته مع النظام السوري وقربه منه قد كان سبباً في احتكار بعض السلع الربحية” وأنّه: “تلاعب بالنظام القضائي السوري، واستخدم مسؤولي الاستخبارات السورية لترهيب منافسيه في الأعمال.

ووظف هذه التقنيات عند محاولة الحصول على تراخيص حصرية لتمثيل شركات أجنبية في سورية والحصول على منح العقود”.

العقوبات الأمريكية والأوروبية تطال رامي مخلوف

ومع اندلاع الثورة السورية، خضعت عائلة مخلوف، الذكور منهم، للعقوبات، بسبب تورطهم المباشر في تمويل النظام وعملية قمع الاحتجاجات بحسب ما استند إليه الاتحاد الأوروبي والعقوبات الأميركية: رامي مخلوف: من مواليد 1969، وصفته العقوبات الأوروبية بأنه مرتبط مع ماهر الأسد، وطاولته العقوبات بداية الثورة في شهر مايو/ أيار 2011، من خلال معاقبته هو وشركتيه (صندوق المشرق الاستثماري وشركة بنا للعقارات)، واعتبره القرار الأوروبي ممولاً للعنف ضد المتظاهرين.

ثم أضافه الاتحاد الأوروبي لعقوبات جديدة في يوليو/تموز من ذات العام، وأدرج شركته دريكس تكنولوجي في العقوبات، تلا ذلك قرارات أميركية وسويسرية بمعاقبته.

المصادر:

*العربي الجديد-27/4/2020

*صحيفة حرية-25 /4/2020

*عربي بوست 14 -/9/ 2019

*عربي بوست-21/11/2019

*إرم-/24 /12/ 2019

وسوم: العدد 876