هل السوري الرافض للتجنيد الإجباري في وطنه صاحب قضية !؟

إشكالية أمام القضاء الألماني والمفوضية الأوربية لحقوق الإنسان ..

يناقش القضاء الألماني هذه الأيام ، ومن ورائه المفوضية الأوربية لحقوق الإنسان قضية : هل يستحق السوري الفار من التجنيد الإجباري في وطنه حق اللجوء السياسي.

بإعادة توصيف الواقعة ، فالسوري الذي يرفض التجنيد الإجباري في سورية اليوم ، هو سوري ، يرفض أن يكون قاتلا ، أو أداة للقتل ، أو جنديا بإمرة قتلة ومجرمين .

والشق الآخر للتوصيف ، فإن هذا السوري ، لو بقي في وطنه ، وانساق إلى الخدمة الإلزامية ، فأُمر بالقتل فقتل ، أو بالتعذيب فعذب ، ثم آل أمره إلى كل محاكم حقوق الإنسان حول العالم فحاسبته على أفعاله لأدانته بالإجماع بالقتل والتعذيب ، ولما شفع له أبدا دعوى إكراه أو اضطرار ..!! وهذا ما يجب أن يعلمه القضاة والجناة على السواء .

والذي يجب أن يعلمه القاضي الألماني ، والقضاة الأوربيون أيضا ، أن الإنسان السوري لا يملك أصلا ترف رفض التجنيد . ولا يملك أصلا ترف أختيار المهمة التي يمكن أن توكل إليه ، و لا يملك خيار رفض المشاركة في عمليات القتل والتدمير .

خيارات المجند السوري : تَقتل أو تُقتل ، وقد ضجت المنصات من بضع سنين بالحديث عن رجل الخلف ، القائد الذي يطلق النار حالا على كل مجند يفرغ مخزن سلاحه في الهواء ، لأنه يأبى أن يقتل ، ويأبى أن يطلق النار على مواطنه الذي يريد لطفله أن يلعب مع طفله بحب وسلام ..

ماتت ماري انطوانيت ... ولكن خيار تناول الكيك بديلا للخبز ما زال يعشعش في عقول الكثير من الناس ...!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 879