لا مستقبل للأمازيغية إن لم تدوّن بالحرف العربي

أثار موضوع اعتزام وزارة الداخلية إخراج البطاقة الوطنية في نسخة جديدة مع رواج خبر مفاده عدم إدراج بياناتها بخط التفيناغ إلى جانب الخط العربي والخط واللاتيني  استياء لدى بعض من يسمون أنفسهم نشطاء أمازيغ ، وعلى رأسهم المتطرفون الذي يتعصبون تدوين الأمازيغية  بخط التفيناغ بدافع التعصب ، وبدافع كراهية يكنونها للغة العربية ولا يجدون حرجا في التصريح بذلك  بمناسبة وبغير مناسبة .

ومع أن الأمازيغ قدماء ومحدثون من الذين لم يصدروا أبدا عن تعصب عرقي للأمازيغية ، وفيهم علماء أجلاء قد دوّنوا علومهم ومعارفهم بالأمازيغية لكنهم اختاروا لها الخط العربي كما فعلت شعوب غير عربية  دخلت في دين الإسلام ، ولم تفوّت على لغاتها  فرصة نيل شرف استعمالها خط اللغة  التي نزل بها القرآن الكريم على أشرف المرسلين وقد تضمن إشادة بها  في قوله تعالى : (( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) . ومعلوم أن بيان هذا اللسان يشمل منطوقه  ورسمه أو خطه على حد سواء  ، وهو خط  نال الشرف العظيم بنقل كلام الله عز وجل للعالمين .  وأهل اللغات الذين اختاروا للغاتهم الخط العربي إنما أرادوا لها نصيبا من هذا الشرف العظيم .

ومعلوم أن اختيار الخط العربي للأمازيغية من شأنه أن يمكن كل من يتحدث اللغة العربية من تعليمها  بسهولة ويسر بينما اختيار رسمها بخط التفيناغ  يحد من فرص انتشارها على أوسع نطاق، الشيء الذي يعني أن مصيرها  إلى زوال طالما أن السواد الأعظم ممن يجهلون رسم التفيناغ  لن يقبلوا عليها ، وسيكون مصيرها  في نهاية المطاف  نفس مصير ما انقرض من الألسنة .

ومعلوم أن اختيار التفيناغ لرسم الإمازيغية كانت وراءه خلفية علمانية  تعادي الإسلام، ومن ثمة تعادي القرآن الكريم المنزل باللسان العربي ، وهو أكبر جرم في حق الأمازيغية عكس ما يعتقد  أصحاب تلك الخلفية لأنهم يستعدون بذلك عليها حتى أهلها ممن يدينون بدين الإسلام .

ولا تختلف خلفية من  اختاروا رسم الأمازيغية بالخط اللاتيني عن خلفية من اختاروا رسمها بالتفيناغ، لأن أهلها الأحرار يرون في رسمها بالخط اللاتيني إهانة لهم ولها  ، ولهذا موّه من اختاروا  لها رسم التفيناغ على خلفيتهم التي لم تعد خافية تجنبا لإثارة مشاعر أهلها  في حال اختيار رسمها بالخط اللاتيني زاعمين أن التفيناغ هو رسمها الأصلي  مع أن أهل الخبرة والاختصاص من  مفكرين ولسانيين  نذكر منهم  على سبيل المثال القبائلي الأستاذ  الدكتور رشيد بنعيسى  قد كشفوا عن الطابع التلفيقي لهذا الرسم.

ولو استطلع الرأي العام الوطني عندنا بخصوص معرفة ما تعنيه العبارات بخط تفيناغ دون وجود ترجمة لها بالخط العربي أو بالخط اللاتيني لجاء جواب الأغلبية الساحقة عكس ما يدعيه المتعصبون للتفيناغ ، لهذا لا قيمة مضافة لعبارات برسم تفيناغ على واجهات الإدارات العمومية أو على البطاقات أو اللوحات الحاملة لأسماء الأماكن أو الشوارع والأزقة ، ولو استعمل الخط العربي عوض التفيناغ لأدرك من يحدثون بالعربية ما يقابل عباراتها بالأمازيغية بل وأضافوا إلى قاموسهم العربي قاموسا أمازيغيا .

وحتى لا يزايد على صاحب هذا المقال أحد من المتعصبين لرسم تفيناغ أصرح بأصلي البربري أبا وأما وأجدادا ، وأحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام ، وعلى نعمة اللسان العربي المبين الذي نزل به الذكر الحكيم ، وإنه لشرف عظيم  للغتي الأم أن ترسم بخط اللسان العربي المبين ، وتنال من بركته .    

وسوم: العدد 881