أين الخلل؟

د. حسين عبد الهادي آل بكر

استطاع الشعب  تحطيم جدار الخوف والصمت وفي لحظة الإنفجار أصبح الصمت معادلا للموت الذليل

وأصبحت الحرية وحدها هي الأمان

ثورتنا قامت لأجل الحرية وضحى الشعب لأجل الحرية وما زال

وقفزت نخب إلى السطح، شاركت في الظاهرة الصوتية بعيدا عن أرض المعركة ورفعت شعارات إستهلاكية فوق دكاكينها السياسية ومؤسساتها ولم تقدم إنجازا على أرض الواقع

لم تستطع توحيد الصف في جبهة واحدة  ولا إيجاد قيادة ولا طرح مشروع

فبعد تسع سنوات من عمر الثورة، ومما لا يترك مجالا للشك أن هذه النخبة التي حجزت المقاعد في الصفوف الأولية أمام الكاميرات تعاني من ازمات لا تقل خطورة عن أزمات النخبة السياسية عند النظام فأصبحنا أمام حالة أكثر تعقيدا

فقد كان في الماضي النظام هو المسؤول الأول والأخير.

ولكن بعد ضعف النظام، وهو الآن آيل إلى السقوط، أصبح الخوف مركبا من مستقبل يشير إلى ملامح أكثر ظلامية من ذي قبل.

نعم بعد هذه التجربة المرة نحتاج إلى طرح سؤال الحرية من جديد مع ظهور ممارسات معادية للحرية ومع تعدد الآراء وتبادل المناصب قولا وعملا من قبل بعض النخب المحسوبين على الثورة فعندهم المقعد لمن سبق وليس للأكفأ ولمن صدق.

وهذا دليل واضح أن أزمتنا في الأصل أزمة ثقافية وأخلاقية على الرغم من اختلاف الشعارات، لم نستطع بعد الثورة تجاوز هذه الأزمة.

لم نستطع ان نقدم مؤسسات قائمة على الشفافية والمحاسبة لتكون بديلا عن مؤسسات النظام

نحن اليوم في ظروف صعبة يعيشها الذين ضحوا لأجل هذه الثورة.

الثورة وأمام فرصة تاريخية نادرة للتحرر من الثقافة المريضة والأفكار المغلوطة التي فرضها علينا الإستبداد فهل نستطيع تغيير ما في النفس لنغيير ما في الواقع ؟

فهل نستطيع نفض الغبار عن الحقائق المغيبة؟

فإن لم نغعل فلا خير فينا وإن لم نقل فلا خير فينا.

من المسؤول عن التفكير الآحادي؟. من المسؤول عن التعقيدات والتشرذمات ؟

هذا العقل السياسي المسطح ببعده الواضح لم يستطع انجاز أي مشروع أو مقاربات سياسية إو إجتماعية.

وبعيدا عن أي إتهام لأحد فقد دفعنا ثمنا باهظا بسبب هذه العقلية الشللية السائدة.

وهنا أتساءل: من المسؤول؟

لاشك أن المسؤولية تقع على الجميع وأخص بالذكر الذين سبقوا غيرهم إلى المقاعد، وأيضا  الذين سكتوا عليهم.

وفي الختام أخاطب الجميع: تجاوزوا الدكاكين السياسية واجتمعوا في جبهة ثورية واحدة تحت قيادة واحدة ومشروع واحد فقط (مشروع الحرية).

وعليكم إختيار الاكفاء فقط، ومن هم أصحاب رسالة وقضية وليس أصحاب مطامع وطموحات شخصية.

حين ذاك يمكنكم أن تحلوا محل النظام بكفاءة واقتدار

وسوم: العدد 885