الفيتو الروسي الخامس عشر .. روسية وسياسة التقتيل والتدمير والتجويع ..

والإدانة لمجلس الأمن - ولكل الدول والمنظمات الراضخة

رفضت روسية الثلاثاء / 7/ 7 / التمديد لقرار أممي سابق بإيصال المساعدات الإنسانية عبر المعابر الشمالية إلى في المناطق المحررة ، والتي حشد فيها القصف الروسي نصف سكان سورية تقريبا . وبمقتضى الفيتو الروسي - الصيني الجديدين الدنيئين سيتوقف منذ الغد الجمعة / 10/ 7 : وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين الأسر النازحة التي لا تكاد تجد الكفاف ..

المأساة الإنسانية القائمة والمنتظرة بكافة أبعادها لا يجوز أن تشغلنا عن اللعبة الدولية اللإنسانية والدنيئة والمقززة والمنحطة واللأخلاقية ، وهذه الأوصاف كلها ، أنقلها عن الإعلام الغربي ، بريطاني وألماني وفرنسي ، في وصف الفيتو الروسي - الصيني ، دون أن يدري مطلقو هذه الأوصاف أن حكوماتهم ، ومنظماتهم الإنسانية المدعية والمتفاخرة هي شريك عضوي في الجناية وفي الأوصاف على السواء ..

وإلا فمتى كان إطعام الجائع ، وتقديم العون للنازح ، ورضعة الحليب للطفل ، ووصفة الدواء للمريض ، وضماد الجرح للجريح ، يخضع لمواضعات السياسة واشتراطات السياسيين .. وأين هي اتفاقيات جنيف الأربعة ، ومواثيق حقوق الإنسان ، ومنمنمات القانون الدولي !!

وإذا كان إيصال شحنات المعونة الإنسانية إلى الجوعى والهلكى من طفل صغير وشيخ كبير يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن .... فلماذا لم تحتج الولايات المتحدة وتحالفها الستيني ، وفيه تقريبا جميع دول الاتحاد الأوربي ، إلى قرار من مجلس الأمن قبل احتلال الجزء الأغنى من سورية ، لتأسيس دولة كيان عنصري بغيض ..

وكيف تجرأت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الاستهتار بمجلس الأمن لغايات سياسية هنا ، ولم تجرؤ في أي لحظة خلال عشر سنوات من كسر فيتو روسي تصفه بأنه دنيء ثم تلتحفه وتتستر به ..!!

- إن عبارات الإدانة والاستنكار والشجب لم تعد تنفع ..

- إن مشية السكران الذي يتردد بين جدار وجدار لم تعد تنفع السوريين الحقيقيين في شيء فقد انكشف أنهم محاصرون بين رمضاء ونار ..

- إن الحل السياسي المومى إليه في الخطاب الروسي والدولي والإقليمي ، هو زبدة خلاصة الخيانة والغدر والجريمة والإثم . إنه قرار الحكم بالإعدام عبر التذويب ، وإن كل من يتعاطى معه سيكون شريك فيه . وإن دماء الشهداء ستكون اللعنة المستحقة على عنق كل من يخونها ...

إن المحامي الذي أثبت عجزه وإخفاقه وفشله عبر عشر سنوات أولى بالعزل ..وأسوء شيء في خيانة المحامي ، أن يقبض من خصم موكله ، وهو حالنا أيها السوريون ..السوريون ، وعزل المحامي العاجز أو الفاشل أو المتواطئ هو الاستحقاق الأول اليوم على أجندتنا معشر السوريين . لا أحد في هذه الهياكل الخشبية الروسية - الأمريكية يمثلنا .

ولنترك المتآمرين الدوليين والإقليميين لا يجدون على الأرض من يصغي إليهم أو من يخاطبهم . ويكون غاية حلهم السياسي الإصلاح بين بشرى وبشار ..

إن تجريم الروسي بأنه محتل وأنه عدو لم يعد كافيا . بل المطلوب إجماع سوري على تجريم كل أذن تصغي وكل يد تمتد ..

كانت العرب تقول : فإن كنت مأكولا فكن خير آكل ..

واليوم لا نجد لهذا البيت سياقا فننشده ولم يبق لنا إلا قول أبي الطيب :

وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تموت جبانا ..

وقد يموت عجوز وطفل وأسير من الجوع ..ولكن من ذلة الذلة أن يموت شباب حر من الجوع ...!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 885