كلنا جزء من ...منظومة الفساد والإفساد..!!

 لن تستطيع أمة حل مشاكلها والتقدم الى الامام ما لم تشخص امراضها وتتقبل ولو (على مضض) حقيقتها.

الحقيقة تقول ان اللبنانيين او جلهم هم من أختار بحرية من نهب بلادهم ودمرها ..اختاروهم بإرادتهم بل بديمقراطيتهم التي كان ومازال يفتخرون بها امام محيطهم العربي ...اللبنانيون أنفسهم سيختارون مرة أخرى الوجوه نفسها لو أعيدت الإنتخابات غدا ! سيختار جل الشيعة سيدهم ومن احب وسيختار الدروز مختارهم المزمن ومن أراد...قبل أن يبكوا من جديد  على مواقع التواصل الإجتماعي!! ..الساذج هو فقط من يعتقد ان رحيل زعماء لبنان الفاسدين سيكون كفيلا بحل مشاكله ..!!... سبقهم المصريون بسنوات حين انتخب  نصفهم في أول إنتخابات حرة مساعد طاغيتهم(شفيق ) بعد رحيله فورا !وأشتاقوا لاستبداد فرعونهم  حتى قبل أن يجف دماء شهداء يناير .

حينها برر حكماء مصر بأن فلول نظام الاستبداد وعملائه واسيادهم نجحوا بشراء ذمم نصف سكان مصر ....أن كانت هذه الحقيقة  فاي مصيبة تلك الحقيقة فعلا...!!!

 الأحمق هو من يعتقد أن رحيل السيسي وحده سيحل مشاكل مصر وشعبها.

سوريا النازفة ...ما زال نصف الجيش الأسدي بضباطه وجنوده من أقرباء ضحاياه بعد عشرة اعوام من الحرب الطائفية الحاقدة ضد  أخوانهم ومدنها رغم وضوح المعركة وأهدافها..... بل ما زال تجار دمشق يجاهدون من أجل كسب رضا قاتل إخوانهم والتنمر على فقرائهم رغم كل ما حل بها من كوارث.

الحقيقة تؤكد أن الثروات الشخصية لأثرياء العرب وبعضهم من المحسنين العصامين !! وحكامهم تقترب من 4 تريليون دولار حسب تقرير أمريكي موثق(أربعة الأف مليار دولار) وجل لأجئ العالم من أبناء جلدتهم   ومازالت مؤتمرات الصدقة تعقد لجمع المال السياسي للسودان واليمن وأخواتهما.

عذرا فانها الحقيقة ....اذا لم نعترف بحقيقتنا فلن نعرف بداية العلاج وطريق خلاصنا وسنبقى دائما نلوم الأخرين لأنهم يعملون........ لمصلحتهم!!!ونعيش بلا ملل  دور الضحية الذي ينتظر إحسان من ظلمه!!

الحقيقة المرة ربما ان بكل واحدا منا او على الاقل بمعظمنا شئ من حكامنا ...لا نقبل الراى الآخر ولو كان من اقرب الناس لنا ولمصلحتنا  ...نتعصب لحزبنا او لجماعتنا حتى ولو ادمنوا الفشل والخراب.

ربما تختلف شعاراتنا او عاداتنا او حتى عباداتنا..وربما تختلف مستويتانا الاجتماعية ...ولكننا بمجملنا نتفق ربما على تعصبنا الأعمى وعلى رغبتنا بالتسلط على من حولنا ومن أضعف منا وعلى تبرير أخطائنا.......ولوم الاخرين .

 انها الحقيقة التي لا بد من الإقرار بها  ايها العربي ان رغبنا  فعلا بالتغيير  ..فلينظر كل منا حوله ليجد في محيطه....ما يشبه صراعات حكامنا وفي تعاملاته مع الاقربين ما يماثل الى حد ما ما نراه من علية قومنا .....إنها الحقيقة ايها المحبط دوما من تغيير سيطول وسيطول ربما بعد عقود من الربيع والخريف ....ما لم نبدأ بانفسنا ...الطبيب وهو بتواضع لمرضاه وللمحيطين..والتجار وهو يتقى الله في زبائنه....والمفكر وهو يرفض المال السياسي حتى ولو غلف بغطاء الدين او الخير .......السياسي الذي يترك مكانه طوعا حين لا يوفق ....ستنتظر هذا الامة ربما طويلا ما دامت تنتظر هبة الإصلاح من السماء وهي تعتقل وتضطهد المصلحين والصالحين وتنفى المخلصين والحكماء ...وتستهزى بالمتواضعين والسائرين على نهج سلفهم الصالح.....ستبقى تنتظر ربما أجيال أخرى قبل ان.......يتغير حالها.

وسوم: العدد 890