ماذا يفعل الصهيوني رونالد لاودر في مصر؟

ronald895.jpg

استقبل الإنقلابي عبد الفتاح السيسي، يوم الخميس، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، الملياردير الأميركي "رونالد لاودر"، في حضور رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، وذلك بدعوى تناول آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك بعض جوانب العلاقات المصرية الأميركية، ويعتبر لاودر من أكثر المقرّبين من الرئيس الأمريكي ترامب.

وحسب بيان رئاسة الجمهورية، فإن السيسي "شدد على أهمية استراتيجية العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وكذا أهمية تعزيز أطر التعاون الثنائي المتبادل، لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات.

من جهته، أشاد لاودر بـ"تميز العلاقات التي تجمع مصر والولايات المتحدة على مختلف الأصعدة، مثمناً في هذا الإطار دور مصر في إرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والتصدي للإرهاب والفكر المتطرف، فضلاً عن جهوده المقدرة في تعزيز قيم التسامح والسلام والتعايش المشترك"، وفقاً للبيان.

وأضاف أن اللقاء تطرق إلى آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، إذ أشار السيسي إلى "أهمية دفع العمل الدولي في الوقت الراهن، نحو استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والكيان الصهيوني، بهدف التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، وفق ثوابت المرجعيات الدولية، وهو الأمر الذي من شأنه فتح آفاق الاستقرار والازدهار والتعايش السلمي لكافة شعوب المنطقة".

استوقفني هذا الخبر ورحت أبحث عن شخصية الصهيوني لاودر وعن الدور الذي يلعبه لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وعلاقته المشبوهة مع بعض الحكام العرب الذين يهرولون وراء تطبيع رخيص مع الكيان الصهيوني، فعثرت على كم من المعلومات عن هذا الصهيوني الذي يلعب دوراً بارزاً في وضع الحلول التي تدور حول إيجاد حل للقضية الفلسطينية، بما يخدم مصالح أمريكا والدولة العبرية.

حياة وسيرة الصهيوني رونالد لاودر

ولد لاودر في مدينة نيويورك، ابناً لإستي لاودر وجوسف لاودر، مؤسسي شركات إستي لاودر، التحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم وحصل على درجة البكالوريوس في الأعمال الدولية من مدرسة وارتون في جامعة پنسلڤانيا.

درس في جامعة باريس، وحصل على شهادة في الأعمال الدولية من جامعة بروكسل، وبدأ لاودر في العمل لشركة إستي لاودر في 1964، وفي 1984 أصبح نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لسياسات الناتو وأوروبا في البنتاجون.

يشغل لاودر حالياً منصب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي منذ يونيو/حزيران 2007. والمعروف عنه تبرعه بسخاء لأغراض خيرية يهودية واسعة في كل أنحاء العالم مظهرا بذلك تعهده للنشاطات الخيرية اليهودية.

وكرئيس للمؤتمر اليهودي العالمي اجتمع لاودر برؤساء الدول ورؤساء الحكومات وممثلي الحكومات ساعيا إلى دعم الجاليات اليهودية دوليا. ويؤمن لاودر بأهمية دعم الكيان الصهيوني، خاصة عندما تكون فيها الدولة العبرية وسكانها في حالة حرب. وكذلك يقوم بتعزيز ودعم تطور الجاليات اليهودية في كل أنحاء العالم.

منذ عام 1983 إلى عام 1986 عمل رونالد لاودر بمنصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون أوروبا والحلف الشمال أطلسي. وفي عام 1986 عينه الرئيس ريغان سفيرا في النمسا وخلال فترة خدمته هناك قام بتوطيد العلاقات بين البلدين.

لاودر يحيي التراث اليهودي في أوروبا

كانت تجارب لاودر في النمسا قد عززت تعهده العميق للتراث اليهودي. وبعد ذلك قام لاودر بالسعي لإحياء الحياة اليهودية في شرقي أوروبا من جديد بعد أن كانت الجاليات اليهودية تعيش في ظل القمع السوفيتي، وفي عام 1987 أسس صندوق رونالد لاودر الذي يدعم حاليا 37 مدرسة يهودية، ويقيم مخيمات صيفية ومراكز جامعية في النمسا للشباب والطلبة اليهود، وكذلك في بلغاريا، وبلروسيا، والجمهورية التشيكية، وألمانيا، والمجر، وبولاندا، ورومانيا، وسلوفاكيا، وأكراينا، وقد خدمت جهود لاودر الآلاف من الشباب اليهودي.

لاودر وسيطاً بين حافظ الأسد ونتن ياهو

في عام 1998، طلب لاودر من رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أن يبدأ مسار ثاني للمفاوضات مع حافظ الأسد؛ وقد استمرت تلك المفاوضات بعد انتخاب إهود براك للمنصب، وقد أبلغ لاودر الكيان الصهيوني بوجود استعداد جديد من جانب الأسد للقيام بتنازلات للصهاينة ضمن صفقة شاملة من الأرض مقابل السلام، وشكلت مسودته "معاهدة سلام بين الكيان الصهيوني وسورية" جزءا هاماً من المفاوضات الصهيونية السورية (التي لم تسفر عن شيء) والتي جرت في تشرين الثاني/ديسمبر 1999.

أنشطة لاودر اليهودية

في 1987، أسس لاودر مؤسسة رونالد س. لاودر، وهي مؤسسة خيرية مخصصة لإعادة بناء المجتمعات اليهودية في أوروپا الشرقية والوسطى، وتدعم المؤسسة أيضا برامج تبادل الطلاب بين نيويورك ومختلف عواصم أوروپا الشرقية والوسطى.

ويشارك لاودر في العديد من المنظمات المدنية، منها مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية، الصندوق الوطني اليهودي، المؤتمر اليهودي العالمي، لجنة التوزيع المشتركة اليهودية الأمريكية، رابطة مكافحة التشهير، معهد التعليم اللاهوتي جامعة براندايس، ومؤسسة ابراهام. كما أسس لاودر في عام 2003 كلية لاودر للتجارة في ڤيينا، النمسا، وأصبح رئيساً لها.

لاودر رئيساً للمؤتمر اليهودي العالمي

انتخب لاودر رئيسا للمؤتمر اليهودي العالمي في 10 حزيران/يونيو 2007، بعد فوزه على رجل الأعمال الجنوب أفريقي ماندل كاپلان واليهودي إينات ويلف، كرئيس للمؤتمر اليهودي العالمي، التقى لاودر بصفته رئيساً للمؤتمر اليهودي بعدد من رؤساء الدول والحكومات، منهم المستشارة الألمانية أنگلا مركل، البابا بنديكت السادس عشر، والرئيس الإيطالي، والمستشار النمساوي، والرئيس التشيكي، ورئيس الوزراء المجري، والرئيس السويسري.

وكان لاودر ضمن الوفد الفخري الذي اصطحب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش عند زيارته للكيان الصهيوني أثناء العيد الستين لقيام الدولة العبرية في أيار/مايو 2008.

على الرغم من التزامه باستعادة ما فقد من فن الهولوكست، فقد اتهمه الناجون من المحرقة وعائلاتهم بعدم الكشف عن الفن الذي يخص ضحايا الهولكست.

لاودر يوبخ نتنياهو لكثرة أخطائه

في حزيران/ يونيو 2011 أثناء اجتماع المجلس الدولي للبرلمانيين اليهود، وبخ لاودر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على عدد من الأخطاء، منها ضعف خطته الدبلوماسية مع اقتراب تصويت الأمم المتحدة على إعلان الدولة الفلسطينية، ووضعه شروط مسبقة للمفاوضات كجزء من عمليات السلام، (كما نشرت صحيفة هآرتس الصهيونية).

نشاطات رونالد لاودر في البلاد العربية والإسلامية

يقول لاودر: سافرت إلى العديد من البلدان الإسلامية والعربية بوصفي رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، للقاء رؤساء الدول، وأعضاء الحكومات، والعمّال، والصحفيين، والطلاب. ولم تكن جميع المحادثات سهلة، وأحيانًا واجهنا تحيزًا، لكن في معظم الأوقات، تمكنّا من إجراء حوارٍ بناء للغاية. ومن أكثر المراجع التي سمعناها شعبيةً هو الزمن الموصوف فى «أم هارون»، عندما عاش المسلمون واليهود معًا كجيرانٍ وأصدقاء. ومن المدهش أن برنامجًا تلفزيونيًا أدى إلى حوارٍ بنّاء وبناء الجسور.

ويتابع: في كانون الثاني/يناير الماضي، حين احتفلنا بالذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت، وقفت فى أوشفيتز-بيركيناو وناشدت قادة العالم ألّا يصمتوا أو يتواطؤوا في الكراهية. وفى وقتٍ سابق من ذلك الشهر، قاد محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من مكة مقراً لها، وفداً من القادة المسلمين من أكثر من عشرين دولة إلى نفس الموقع المُحزِن. ويقود الآن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، أحمد توفيق، مشروعًا لبناء متحفٍ لتراث الحياة في منطقة الأطلس، وتم تخصيص جزءٍ من هذا المشروع للثقافة اليهودية.

ولعلّ أكثر الأمور تشجيعًا هو ما يصدر عن أعلى المستويات السياسية أيضًا، مع تمتّع السعودية بنفوذٍ هائل في جميع أنحاء العالم الإسلامي باعتبارها الوصيّة على أقدس موقعين في الإسلام.

ففي شباط/فبراير، صرّح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أنه واجبٌ ديني على أتباع الإسلام واليهودية أن يعرفوا بعضهم البعض ويتعاونوا من أجل خير المجتمع.

وفى رمضان هذا العام، نرى من خلال مسلسل "أم هارون" السعودي أن المنطقة تعود إلى حقبة كان فيها ودٌّ بين الجيران، عندما كان اليهود أصدقاءً لا أعداء. ويجسد هذا تقدّمًا وتغييرًا مذهلين.

ويقول: لقد تحدثتُ الخريف الماضي عن الأخوّة البشرية في الجامعة الغريغورية المرتبطة بالفاتيكان. وأخبرت الجمهور، الذي كان معظمه من الكرادلة والأساقفة، أن نبوءة الأنبياء القدماء هي السلام، فنبوءة إبراهيم هي السلام، ونبوءة السيد المسيح هي السلام، ونبوءة محمد هي السلام. تتوق البشرية بشكلٍ كبيرٍ للسلام.

ويقول وهو بحالة فخر وزهو بما حقق: حوّلت هذه الحقبة المترابطة الجديدة، التي نجد أنفسنا فيها الآن، عالمنا إلى قرية صغيرة يمكن تحقيق السلام فيها. ففي الشرق الأوسط، الذي شهد الكثير من العنف لفترةٍ طويلة، يوجد السلام في متناول اليد، ويمكن أن يبدأ ببرنامجٍ تلفزيوني.

هذا هو الصهيوني لاودر الذي تجمعه مع عدد من الحكام العرب صداقة ود وتبادل للخبرات، والتنسيق في السياسات والعلاقات الاجتماعية والأمنية، والحلول التي تقربهم من العدو الصهيوني التي تقوم على أكذوبة السلام بين هذه الحكومات وبين الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يخنق أهلنا في غزة ويحتل مسجدنا وقدسنا، ويضم الأراضي الفلسطينية، ويطرد أهلها سعياً للاستيلاء على فلسطين كاملة، ويكتفي هؤلاء الحكام المهرولين وراء تطبيع رخيص يرضي الكيان الصهيوني، دون أن يفكروا للحظة واحدة بمصلحة شعوبهم والاستماع لرأيهم فيما يصنعون ويفعلون.

المصدر

*العربي الجديد-7/5/2017

*المعرفة-كانون الأول 2009

*المصري اليوم-18/5/2020

*موقع خبرني-3/5/2010

*العربي الجديد-7/5/2017

*وكالة تسنيم الدولية للأنباء-2018/8/14

وسوم: العدد 895