ذيول أو أذناب العلمانية الفرنسية يشفقون على الرئيس الفرنسي المسيء إلى الإسلام من الجالية المسلمة

ذيول أو أذناب العلمانية الفرنسية يشفقون على الرئيس الفرنسي المسيء إلى الإسلام من الجالية المسلمة ، ويخشون على علمانية فرنسا منها

من إبداع الله عز وجل  في خلقه أن  خلق حيوانات بذيول أو أذناب في مؤخراتها تستر عوراتها ، وتذب  بها عنها الذباب وغيره من الحشرات التي تؤذيها ، ولبعضها فيها مآرب أخرى ، وفيها من المنافع ما علمه عند الخالق المصمم سبحانه وتعالى .

وللناس في ذيول الحيوانات وأذنابها  أقوال منها أن السياط تشبّه بأذناب البقر، لأن هذا النوع من الأنعام تتميز ذيوله بالطول ، وهو يحركها باستمرار لطرد الذباب الذي لا يغادره ، ونظرا لكثرة حركتها شبهت بالسياط . ومنها قولهم هذا ذنب هذا إذا كان تابعا له ، وقولهم هو في ذيل ذائل إذا اشتد هوانه بسبب تبعيته .

وإذا كانت  بعض الحيوانات توظف ذيولها للتعبير عن ضراوتها كما هو شأن الأسود ، فإن البعض الآخر يوظفها لإظهار الخضوع كما هو شأن الكلاب وربما وظفتها أيضا  للوشاية بالطرائد في عمليات الصيد ،بينما يوظفها نوع ثالث في اللعب والعبث بها كما هو الشأن بالنسبة للسنورات التي تتسلى بها.

ومن تكريم الله عز وجل للإنسان وتفضيله على كثير ممن خلق تفضيلا أنه لم يشن خلقه بذيل يجره خلفه إلا أن بعض الناس ممن تهون عليهم كرامتهم يستعيضون عن الذيول التي لم يهنهم بها سبحانه وتعالى بالبحث عن عوض لها ، ويكون هذا العوض هم أنفسهم حين يرضون لأنفسهم أن يكونوا أذنابا وذيولا ذائلة  لغيرهم .

وللعلمانية في بلاد الإسلام ذيول ذائلة لها من المحسوبين على الإسلام يتولون الحديث باسمها نيابة عنها . ولقد تحركت بعض هذه الذيول الذائلة  مؤخرا للدفاع عن زلة الرئيس الفرنسي العلماني الذي أساء إلى الإسلام متهما إياه بأنه يعيش أزمة في كل العالم ، ولو أنه قال إنه يعيش أزمة في فرنسا  لما استثار المسلمين في كل أرجاء المعمور ، وقد عدت الذيول ذلك مجرد خيانة لسان .

وتحركت الذيول لتذب عنه النحل الإسلامي  المستنفر حين استفزه بتجاسره على الإسلام، فانهال عليه باللسع الموجع . وكانت تلك الذيول ممن تجاهر بعلمانيتها تسد مسد أذناب البقر إلا أن ذيولا أخرى منافقة تحاول إخفاء علمانيتها وما هي بخافية ، سدت مسد أذناب الكلاب المبصبصة  ، وحاولت طمس معالم ماضي فرنسا الاستعماري التي ألحقت شرا وبيلا ببلادنا با إهانة أهلها واستنزاف خيراتها نصف قرن أو يزيد حتى إذا رحلت جيوشها عنا طوحت بأبنائنا  فوق أراضيها وقد أفقرتهم فقرا مدقعا  زمن احتلالهم لاستغلالهم  بعد ذلك في شق طرقها السيارة ، وحفر أنفاق قطاراتها ، وتشييد بناياتها ، وإنشاء  مصانعاها ومعاملها ومزارعها  وبساتينها... بنفس الأساليب المهينة التي كانت تعاملهم بها وهي تحتل أرضهم ، وتستنزف خيراتها  تأخذ الكثيرمنها ، وتعطيهم مما فضل عنها من فتات ، ومع ذلك ترى الأذناب  العلمانية المبصبصة  عندنا تلك الإهانة فضلا يحسب لفرنسا ، وتعد حياة من استغلت سواعدهم وعقولهم في صنع رفاهية شعبها نعيما أنعمت به عليهم ، وترى أنهم هاجروا إليها خماصا وعادوا بطانا وكأنهم الطير الذي يطعمه رب العزة جل جلاله ، وويل لمن انتقدها فهو عند الأذناب منكر جميل ومستوجب ذم .

وما حقد الأذناب  العلمانية المبصبصة على الإسلام وأهله  في فرنسا وغيرها من البلاد العلمانية إلا لأنه لم ينس ماضيها الاستعماري واحتلالها البغيض ، واستغلالها المقيت ، وعداءها وحقدها الصليبي الأسود على الإسلام الذي قاومها وأذاقها أهله  مر العلقم . وإن الذي تخشاه فرنسا العلمانية هو اكتساح الإسلام حماها فاتحا لا محتلا لأنه يخاطب فطرة رعاياها ، فيقارنون بين عنصرية علمانيتها  وسماحة الإسلام ،فيختارونه ملة ودينا عن طيب خاطر كما اختاره من كلن قبلهم من  أهل الملل والنحل الضال أهلها عن فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله جل شأنه .

والذي تعاني منه علمانية فرنسا وغيرها من الأقطار العلمانية وهي تظنه أزمة إسلام هي أنها أقطار فاشلة في استيعاب مختلف العقائد و القيم والثقافات لأنها تظن مغرورة أن قيمها العلمانية هي التي يجب أن تسود، وتبتلع كل القيم المخالفة لها . وإنها لترفع شعار حرية الاعتقاد زورا وادعاء ،وهي في الواقع  تضيق على هذه الحرية كأشد ما يكون التضييق حتى أن المرأة المسلمة فيها حيل بينها وبين لباسها وهو أبسط حقوق الإنسان . فإذا  كانت المرأة المسلم تمنع من حقها في ارتداء لباسها وفق قناعتها ووفق ذوقها، فهل ستسمح لها العلمانية  الفرنسية وغيرها من العلمانيات بغير ذلك من الحقوق  ؟ وإن كانت هذه العلمانية  تتدخل للإنسان المسلم  حتى في طعامه ،وتفرض عليه طعامها"المسكّر" كما يسميه المغاربة، ويقصدون به لحوم الأنعام غير المذكاة على الطريقة الإسلامية، فهل ستسمح له بغير ذلك من حرية الاعتقاد والتعبير وإبداء الرأي كغيره من أهل العقائد الأخرى ؟ ألم تشرّع فرنسا العلمانية قانونا يجرم إدانة الكيان الصهيوني وهو قانون تم تطويره من قانون معاداة السامية إلى قانون معاداة الصهيونية بل ومعاداة نتنياهو تحديدا  ،وفي المقابل تستبيح  حمى الإسلام وأعراض المسلمين ولا ترى في ذلك بأسا أو مانعا ؟

إن ما تشكو منه فرنسا العلمانية  من ردود أفعال عنيفة من بعض رعاياها المسلمين هي المسؤولة عنه  في حقيقة الأمر لأنها لا تبالي بأفعالها و لكنها تشكو من ردود الأفعال عليها . وأمام فشلها في الوفاء بما تتبجح به علمانيتها من ضمان حرية الاعتقاد تحاول تحميل  المسؤولية للخارج ، للسلفية الوهابية، وما تسميه الإسلام السياسي أو الإخواني ، وما تسميه الإسلام التركي أو العثماني ... إلى غير ذلك من النعوت. ولو كانت حقا كما تدعي من ضمان لحرية الاعتقاد لرأينا في فرنسا فسيفساء بشرية تزينها ولا تشينها كما تزعم . ولقد بقي الإسلام تسعة قرون في جنوبها يترجم فعلا لا قولا ضمان حرية الاعتقاد حيث احتضنت الأندلس المسلمة  فسيفساء من نصارى ويهود وغيرهم، وكانت عبارة عن مجتمع بديع الزخرفة حتى أعاده الحقد الصليبي إلى سواد مقيت من العنصرية سجل عليها التاريخ فظائع ضد المسلمين عن طريق محاكم التفتيش الرهيبة .

وما تنوي فرنسا القيام به ضد الجالية المسلمة من مزيد تضييق عليها في حرياتها لا تجرؤ على مثله بالنسبة للجالية اليهودية ، والويل لها والثبور وعواقب الأمور إن حدثت نفسها بذلك ، وكفى بذلك شهادة على ازدواجية مكيالها ، وعنصرية علمانيتها .

وتبقى كلمة أخير تقال لأذنابها أو ذيولها  إن  الرئيس الفرنسي قد قال فأفهم ، فلماذا تتحركون لاجترار ما قال  وتبريره ؟ ومتى كانت الذيول أو الأذناب تعبر عن غير ما يعبر عنه من يجرها خلفه ؟   

وسوم: العدد 898