مَوَاقِعُ الفَشَلِ اللُّغَوِيِّ وَالفِكْرِيِّ

د. أحمد إبراهيم مرعوه

هِيَ مَوَاقِعُ لِبَعْضِ المَحْسُوبِينَ عَلَى زُمْرَةِ البَشَرِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ الظُّهُورَ، حَتَى لَوْ كُسِرَتْ الظُّهُورُ، لِذَا عَمِلُوا عَلَى نَشْرِ الغَثِّ مِنَ الأَعْمَالِ الَّتِي تَحْتَوِي عَلَى الرُّدُودِ الجِنْسِيَّةِ لِبَعْضِ الشَّوَاذِّ، وَهَذِهِ الرُّدُودُ الَّتِي لَوْ أَرَادَ سَائِلُهَا السَّتْرَ لِنَفْسِهِ لَذَهَبَ إِلَى عِيَادَةِ الطَّبِيبِ، خَاصَّةً إِذَا مَا كَانَ مَرِيضًا عُضْويًا، لِأَنَّ المَرْضَى بِهَذِهِ الأَمْرَاضِ لَا يَفْعَلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ هَكَذَا، لَكِنْ هَذِهِ الشَّرِيحَةُ نَوْعٌ مِنَ المَرْضَى النَّفْسِيِّينَ، الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَلَذَّذُوا بِسُؤَالٍهِمْ للاسْتِمْتَاعِ بِرُدُودِ الشَّوَاذِّ أَمْثَالِهِمْ سَوَاءً كَانُوا مِنَ المَحْسُوبِينَ عَلَى المُخَنَّثِينَ مِنَ الذُّكُورِ، أَوْ المُسْتَرْجِلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ!

وَنَسُوقُ إِلَيْكُمْ بَعْضًا مِنْ مُقْتَطَفَاتِ الرُّدُودِ لِإحْدَى المُستَرجِلاتِ، الَّتِي اِشْتَهَرَتْ بِالرَّدِّ عَلَى الْأسْئِلَةِ إِيَّاهَا، وَالَّتِي لَمْ تَجِدْ ضَالَّتَهَا إِلَّا فِي أحَدِ مَوَاقِعِ الْفَشَلِ، كَمَا أَرْدَفْنَا سَابِقَا، وَالَّتِي سَمَحَتْ لِلشَّوَاذِّ أَنْ يُرَاسِلُوهَا جِنْسِيًّا، لِتُعَالِجَ مَرَضَ صَاحِبِهَا، وَالَّذِي يَظْهَرُ فِي التَّلَذُّذِ بِهَذِهِ الْأسْئِلَةِ، بِالْإضَافَةِ إِلَى التَّفْتِيشِ فِي أَسْرَارِ الْمُعَاقِينَ نَفَسِيًّا وَجِنْسِيًّا.

الْمُهِمُّ كَتبْتُ لَهُ تَعْلِيقًا مُعَنْوَنًا بِسِتْرِ الْفَضَائِحِ أَوْلَى مِنْ نَشْرِهَا، وَأَتْبَعْتُهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (١٩)﴾ [النور: 19]. وقال رسول الله ﷺ: «مَا كَانَ الفُحْشُ فِي شَيءٍ قَطُّ

إِلَّا شَانَهُ وَلَا كَانَ الحَيَاءُ فِي  شَيءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ»([1]).

وَكَانَ مِنَ الأَجْدَرِ لَهُمْ الْكِتَابَةَ فِي الْحَثِّ عَلَى الْفَضِيلَةِ، وَعَدَمِ اِنْتِشَارِ الرَّذِيلَةِ، وَاتِّبَاعِ تَوْعِيَةٍ أَكْثَرَ مُوَاءَمَةً، لِأَنَّ مَنْ يَحُومُ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ.

كَمَا أَنَّ الرِّجَالَ لَا يُفَضِّلُونَ الْكِتَابَةَ فِي هَذَا الْكَلَامِ اسْتِحْيَاءً، وَلَوْ أَرَدْنَا لَكَتَبْنَا مَقَالَاتٍ أَكْثَرَ مِنْهَا عُدَّةً وَعَدَدًا!

مَاجِسْتِير: أَحْمَدُ إِبْرَاهِيمُ مَرْعُوه

 

([1]) أخرجه الترمذي (١٩٧٤) باختلاف يسير، وابن ماجه (٤١٨٥)، وأحمد (١٢٦٨٩) واللفظ لهما. من حديث أنس بن مالك.

وسوم: العدد 906