تحويل الجيوش العربية الى مليشيات متنازعة.. الهدف المشترك لاسرائيل وايران

اعزائي القراء.. 

منذ ان اغتصب اليهود فلسطين في عام ١٩٤٨  وسياستها تقوم على خلق الفرقة بين العرب  ونشر الخلافات فيما بينها . واستطاعت اسرائيل ان تحقق نجاحاً ، ولكنه كان نجاحاً متواضعاً .فقسمت  حكام العرب الى فئتين : فئة  كانت عميلة للسوفييت  ودعوا انفسهم بالتقدميين ، وفئة كانت عميلة لامريكا واطلقوا عليهم الدول الرجعية  ، الرجعيون والتقدميون  كان لهم موقف واحد داعم  تجاه القضيةالفلسطينية ولو نظرياً ، بل ان  الدعم المادي  للفلسطينيين  كان  يصل من الدول الرجعية ، بينما الدول التقدمية كانت تقدم الخطب العصماء  ومهرجانات التصفيق والزعيق دعما للقضية الفلسطينية.

المهم.. 

ان اسرائيل لم تكن مقتنعة بهذه الفرقة العربية ، ولم تستطع الحصول على نتائج افضل من ذلك بل كانت تسعى لفرقة اوسع لضمان استقرار افضل . فكان لابد من تفكك الامة العربية الى شظايا اكثر صغرا حتى يتحقق لها الاستقرار المنشود. فكان اختراع نظام الخميني .

تعالوا ننظر ماذا حصل بالامة العربية بعد وصول هذا  الخميني وماهو الدعم الذي قدمه لاسرائيل .

 العراق قبل العميل الخميني كان متعاف عسكرياً وعلمياً ،وجيشه لم يكن يعتمد على التشتت الطائفي فكان متوازناً ومتجانسا ًوما ان وصل الخميني  لحكم ايران حتى بدات العمائم الايرانية تنبح منذ اليوم الاول بالطائفية ليوصلوا صوتهم الى العراق والبحرين وشرق السعودية ولبنان ، اما سوريا فلم يكن لهم سوى اعداد قليلة من الشيعة ، ولكن اعتمادهم  كان على اقربائهم من الفئة النصيرية المتسلطة على الحكم  فعن طريق هؤلاء كان مخططهم  للوصول الى سوريا. 

اليوم لم يعد العراق رجعيا او تقدميا   ولم تعد سوريا رجعية او تقدمية، بل حولت ايران هذه الدول الى مجموعة عصابات تتحكم بها  ورثت شعارات الصمود والتصدي لتضحك بهم على البسطاء .

كم مليشيا اليوم في العراق ؟  

عدوا معي :

عصائب أهل الحق- سرايا طليعة الخراساني- كتائب سيد الشهداء- حركة حزب الله النجباء

كتائب حزب الله-سرايا السلام-فيلق الوعد الصادق- منظمة بدر...

هذه هي العصابات الايرانية التي تتحكم اليوم بالعراق  بينما كانت  رجعية فقط ثم تقدمية لاحقاً، وفي الحالتين كان لها جيش  متجانس واحد .

اما سوريا. فقد نقلوا لها هذه العصابات ، كونها تفتقر لوجود طائفة شيعية هامة بين سكانها ، فاستوردوا لها عصابات من لبنان ومن العراق ومن ايران ومن باكستان ومن افغانستان  واضافوا لهم بقايا عصابات الاسد فحولوا سوريا الى كيان عراقي جديد  ، اما وضع لبنان فكلنا نعرفه ونعرف من يسيطر عليه اليوم .

ولا اريد في هذه العجالة ان اتوسع لشرح الحالة اليمنية والمصرية والتي تحول جيشها في عهد السيسي الى مجموعة قيادات عسكرية سيطرت على الحالة الاقتصادية والسياسية ، كل اهتمامها تلقي رشاويها من الرز الاماراتي عن طريق الانقلابي السيسي .

هذا هو الوضع العربي الجديد بعد دخول ايران على خط الدعم لاسرائيل . بينما كما اسلفت  كان حكام العرب يتبعون توجهين  فقط  في ظاهرهم الخلاف وفي باطنهم التوافق ، ولم يكن للتوجه الطائفي اي دور لاسياسياً ولا عسكرياً في التسلط على البلاد العربية .

الخلاصة:     

لقد فشلت اسرائيل بتحقيق استقرارها  قبل انقلاب الخميني ، ووصلت اليوم الى  اهدافها كاملة بوجود نظام الخميني المدعوم سراً وعلناً من امريكا والغرب واسرائيل وروسيا ، فبالاضافة لتفكيك الامة العربية الى شظايا مليشياوية وسياسية، سرعت كيانات عربية كانت مترددة  الى  الجلوس في حضن اسرائيل خوفاً من  وصول ميليشيات الملالي   اليهم .

وبعد ذلك نجد من العرب البسطاء  من يجعل إعلام الفرس في العراق ولبنان وفلسطين هو  معيار الوطنية، دون ان يتعلموا  شيئًا من دروس الماضي  .

هكذا استمر حكم نظام اسد العميل خمسين عاماً وهذا ما يخطط له اعداؤنا لنظام الملالي .

الاول دغدغ مشاعر البسطاء بالعروبة والقومية العربية 

والثاني طرح شعار الدولة  الايرانية الاسلامية مشركو  قريش كانوا اكثر ايماناً منهم .

سوريا اليوم بوحدة ثوارها وشعبها تستطيع اقتلاع هذه  المليشيات  فكلهم مستوردون وليس لهم جذور في وطننا ،فلنعمل معاً على اقتلاعهم  بمقاومة شعبية مدروسة ، والله الموفق .

وسوم: العدد 932