النظام يعتقل فلسطينيين بعد عودتهم لسوريا..

حصلت "عربي21" على معلومات تؤكد اعتقال النظام السوري لعدد من الفلسطينيين بعد عودتهم من لبنان وأوروبا إلى سوريا.

وأكد قريب أحد المعتقلين، لـ"عربي21"، اعتقال ابن عمه وزوجته قبل أسبوع، من قوات الأمن التابعة للنظام، عند الحدود السورية- اللبنانية.

وأضاف مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن قريبه الفلسطيني اضطر لدخول سوريا لزيارة والدة زوجته المريضة، مشيرا إلى أن قوات الأمن اقتادت ابن عمه وزوجته إلى "فرع فلسطين"، دون معرفة الأسباب.

وبعد ذلك، تم الإفراج عن الزوجة، بعد توقيفها والتحقيق معها لمدة ثلاثة أيام، في حين لا يزال الزوج موقوفا حتى الآن، وفق المصدر، الذي أشار إلى أن قريبه الذي يعمل بورشات البناء في لبنان لا علاقة له بأي نشاط سياسي، وليس عليه خدمة علم أو خدمة احتياط.

وكانت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، قد أكدت، الخميس الماضي، اعتقال النظام لأكثر من 15 لاجئا فلسطينيا بعد عودتهم من أوروبا ومن لبنان، بينهم 13 شخصا اعتقلوا بعد عودتهم من لبنان، ولاجئ بعد عودته من السويد، وآخر من هولندا.

وأضافت أن العديد من اللاجئين الفلسطينيين الذين عادوا للاستقرار بدمشق أو زيارتها، تم استدعاؤهم من قبل الأفرع الأمنية السورية للتحقيق معهم، مبينة أنها لم تستطع توثيق أسماء كل المعتقلين؛ بسبب تكتم ذويهم وخوفهم من الملاحقات الأمنية والإخفاء القسري.

وعن أسباب الاعتقالات، قال المنسق العام لـ"تجمع مصير" الفلسطيني– السوري، المحامي أيمن أبو هاشم، إن النظام السوري جنّد شبكات من المخبرين في لبنان أوروبا، لمراقبة تحركات الفلسطينيين، والإبلاغ عن أي نشاط سياسي لهم، مرجعا ذلك إلى أن النظام ينظر للناشطين الفلسطينيين المعارضين على أنهم مصدر قلق وإزعاج لنظامه، لأنهم كشفوا مخططات النظام الهادفة إلى تدمير مخيم اليرموك الفلسطيني بضواحي دمشق.

تقارير أمنية

وتابع في حديثه لـ"عربي21" بأنه قد يكون سبب اعتقال هؤلاء هو تقرير أمني من شبكات المخبرين، وغالبا هي تقارير مضللة وكيدية، لأن الفلسطيني المعارض للنظام، حاله حال السوري، لا يستطيع أن يدخل سوريا، حيث يعلم أن مجرد الوصول يعني الاعتقال.

وبحسب أبو هاشم، فإن النظام يستدعي أي فلسطيني مقيم في الخارج للتحقيق، للحصول على معلومات عن أسماء الناشطين الفلسطينيين، مشيرا في هذا السياق إلى استدعاء النظام لفلسطيني لمرتين على التوالي للتحقيق في الأفرع الأمنية، بعد عودته من النمسا، ولغرض تقصي أي نشاط مناهض له بين الأوساط الفلسطينية في النمسا.

ومن بين أسباب الاعتقال الأخرى، أشار المحامي الفلسطيني إلى رغبة النظام في التضييق على الفلسطينيين الذين غادروا سوريا؛ لمنعهم من العودة مجددا، ولا حتى للزيارة.

التجنيد الإجباري

من جانبه، قال عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، الكاتب ماهر شاويش، إن معظم أسباب اعتقال الفلسطينيين من النظام هي أسباب أمنية، وبعضها مرتبط بالتجنيد الإجباري.

وأضاف لـ"عربي21": "حذرنا من اعتقالات النظام، وأوضحنا للفلسطينيين أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة، فضلا عن الاقتصادية والاجتماعية، لا تشكل بمجملها بيئة مناسبة للعيش، ولا محفزا للعودة"، مختتما بقوله: "كل الأنباء والأخبار الواردة من الداخل السوري لا تشجع على العودة، وما يثير الاستغراب أن يعود بعض الفلسطينيين رغم كل ذلك".

وبحسب معلومات حصلت عليها "عربي21" في وقت سابق، يقبع في سجون ومعتقلات النظام السوري حاليا نحو 2000 معتقل.

وتؤكد مصادر فلسطينية أن النظام اعتقل منذ اندلاع الثورة السورية، في العام 2011، أكثر من 12 ألف فلسطيني، أفرج عن القسم الأكبر منهم، وقضى منهم تحت التعذيب أكثر من 600 معتقل، وبقي منهم للآن نحو 2000 معتقل.

وسوم: العدد 934