فرنسا العلمانية توقف خطيبا لاستشهاده في خطبته بآيات قرآنية وأحاديث نبوية

لقد تجاوزت فرنسا حدودها التي كان عليها أن تقف عندها في تعاملها مع شأن إسلامي خاص بالجالية المسلمة المقيمة فوق أراضيها حين تدخل وزير داخليتها  لتوقيف خطيب استشهد بآيات قرآنية وأحاديث نبوية في خطبته بذريعة أنها مخالفة لتوجه فرنسا العلماني .

 ويعتبر هذا التصرف سابقة تهدد حرية  وحق الجالية المسلمة في ممارسة شعائرها الدينية  في بلد علماني ،كما أنه تجاسر صارخ على القرآن الكريم والحديث الشريف من خلال تحكيم العلمانية فيهما  بحيث أعطت لنفسها  الحق  في  رفض ما لا يناسبها من نصوصهما  ومنع تداولهما في المساجد ، وهو أمر مستهجن إذ كيف يجرؤ هذا البلد المتشدق حكامه برعاية حقوق الإنسان وحريته على مثل هذا الفعل الشنيع الذي يمس أقدس حق وأقدس حرية  لدى الإنسان المسلم من خلال إجباره على تعطيل  نصوصه الدينية المقدسة أثناء ممارسة عبادته ، وهي نصوص لا مندوحة له عنها ، ولا يستقيم أمر تدينه إذا ما ساير رأي العلمانية الفرنسية فيها .

وبهذا التصرف الدالة على الرعونة  يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن فرنسا العلمانية قد خرجت من طور التمويه على عداوتها للإسلام إلى طور التصريح بها لأنها وجدت نفسها وجها لوجه أمام اتساع دائرة التدين الإسلامي الذي لم يعد مقتصرا على الجالية المسلمة بل تعدى ذلك إلى مواطنيها الذين لم يجدوا في إلحاد ومادية  العلمانية  ما يلبي حاجته الروحية .

وأمام هذا التحدي تحاول فرنسا العلمانية تقييد الإسلام بقيود علمانية حتى بلغ الأمر بها  حد التصريح بما سمته إسلاما فرنسيا تتحكم فيه وزارة داخليتها التي أصبحت تراقب ما يتناوله الخطباء في خطبهم من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية تعتبرها  محظورة ومهددة لعلمانيتها .

وهذا الذي أقدمت عليه فرنسا إنما يدل على مدى شعورها بالهزيمة والفشل أمام انتشار دين الله عز وجل بين شريحة  عريضة من مواطنيها لم يعد ينفع معها  استعمال أسلوب الافتراء على الإسلام  والتخويف منه واتهامه بالتهم الباطلة والملفقة  من قبيل العنف والإرهاب  واحتقار المرأة  وإهانتها ... إلى غير ذلك من الأباطيل .

وعلى فرنسا العلمانية أن تعلم علم اليقين أنه بقدر ما يضيق الخناق على الإسلام   يزداد قوة وانتشارا وتمكنا من القلوب الخالية من أدران علمانيتها التي تحارب فطرة الله التي فطر الناس عليها . ومهما بلغت حربها عليه فلن تبلغ درجة حرب الجاهلية عليه يوم نشأته لوأده في مهده لأن الله عز وجل أراده دينا للعالمين وأظهره على الدين كله . وعليها أن تعلم أيضا أنها إنما تقدم له خدمة كبرى من  خلال  إضمار أو إظهار عداوتها له .

 وعلى العلمانيين في فرنسا أن يتصوروا كيف سيكون شعورهم لو أن بلدا مسلما منع جاليتهم المقيمة فيه من حقهم في ممارسة حياتهم وفق نمط عيشهم العلماني ؟

و أخيرا يبقى أن نقول للمسلمين في فرنسا مواطنين وجاليات عليكم بالثبات على دينكم ،  واصبروا على تمسككم به صبر الماسك على الجمر، ولا تساومنكم العلمانية فيه لأنه لا عزة ولا كرامة ولا قيمة لكم دونه .

وسوم: العدد 940