حرب تشرين حرب التحرير أو التجيير..

ونادى حافظ الأسد  - على التقية المعهودة - : يا أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ...

وانطلق الجنود أبطالا  يستعيدون ما احتُل من أرضهم ،وفي غضون ساعات، كانوا يخترقون صفوف العدو، ويقفزون فوق خنادق جنوده وبلوكوساته، كثير من جنود العدو ظلوا مختبئين " وراء جدرهم " حتى وصل الأبطال السوريون خلال ساعات ضفاف بحيرة طبريا، وكانوا فوق قمة جبل الشيخ ....كان النصر سريعا بهمة الجنود وتضحياتهم ، وكذا كان الخذلان سريعا بهمة القادة، خيانتهم أو عباطتهم...

 كان الخذلان من الأغبياء الذين لم يدرسوا في دورات التأهيل العسكري  شيئا، عن تطوير الهجوم ، ولا عن متابعة الجندي المتقدم بالوحدات الملحقة. وصل الجنود المنتصرون إلى حيث وجب عليهم أن يصلوا ، عانقتهم الأرض التي انتظرتهم طويلا ، ونظروا خلفهم،  فلم يجدوا أحدا ..لا اتصالات ولا تعليمات ولا أوامر ولا شيء عن تطوير الهجوم، ولا شيء عن تطهير المحرر، ولا شيء عن موقع التمركز الجديد، ولا شيء عن خط الدفاع المتقدم الجديد، ولا عن امتداد شبكة الأصدقاء من الكتائب والسرايا والفصائل عن يمين وشمال.. ..

  لاشيء من كل ذلك ، ولا مدد من الذخيرة ولا خبز ولا ماء أيضا...

  وقادة الفصائل والسرايا  وأغلبهم من الضباط المجندين الأعوان ، أصبح كل واحد منهم معزولا مخذولا  وفي موقع القائد العام  وعبيه أن يتحمل مسئولية جنوده الذين هم مثل إخوانه ...في وقت بدأ فيه العدو يقود عملية الهجوم المعاكس، ورمي تمهيده من الطيران والمدفعية ، فوق رؤوس جنود شجعان، لم يكونوا يعلمون عن طبوغرافيا مواقعهم  إلا أنهم فوق أرضهم !! وكانت الهزيمة، على طريقة " الانسحاب الكيفي" المصطلح الذي اخترعه قادة البعث منذ السابعة والستين يوم انسحب قائد الجبهة أحمد المير  على حمار ...

هذه هي الحكاية حكاية التحرير المجيد لصاحب " التشرينين"

من يحسن الظن يقول هو  الجبن والإخفاق والجهل والغباء  والجبن

ومن يعرف الحقيقة يعلم أنه في البدء كانت الخيانة والعمالة والغدر  ..

و نحتاج في ذكرى هذا اليوم  - وكم نحتاج - نحتاج إلى عارف بالأرض يعدد لنا أسماء القرى التي خسرنا  جميعا حتى العاشر من تشرين ..أقول عشرون ويرد علي مطلع بل ثلاثون ..!!

نحتاج إلى من يوثق لنا : جيل الوافدين الذين نُصبت خيامهم حول دمشق ..

ويحدثنا: عن القنيطرة المحررة لماذا لم تُعمر ولم تسكن بعد !!

إن الحقيقة التي يجب أن نعلم، ونعلّم أن السادس من تشرين نسج من نسيج الخامس من حزيران ، وكان النساج واحدا .عُبيطان ..أو خوينان..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 949