قسد... الحالة الكردية الشاذة...

أعزائي القراء.. 

إن بروز ماسمي بقسد كعصابة كردية مسلحة تشكلت إبان  الثورة السورية ، كان ظهوراً  شاذاً تم دعمها صهيونياً وامريكيا ً، ليس حباً بهذه العصابة بل لأنها السلم الذي ستتسلقه اسرائيل وصولاً لهدفها  الذي تلخصه عبارة :

 "حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل".

وسبب هذا الدعم هو  ان  قلة اعداد اليهود لايحقق لهم  حلمهم بوصولهم للفرات و النيل،  فكان  دعمهم لعملائهم في المنطقة هي استراتيجيتهم التي عملوا عليها ومازالوا من اجل السيطرة على الامة العربية في  مصر وبلاد الشام باحتلال هذين النهرين  وما يحيط بهما  من ثروات ضخمة عن طريق وسيط عميل يضمن لهم هذه السيطرة فكان تصنيع قسد  .

ولكن اذا استثنينا عصابة قسد المدعومة ايضاً من حزب انفصالي تركي  هو حزب العمال ، يتبين لنا ان  التلاحم العربي - الكردي هو تلاحم قديم  وان قسد هي الحالة الشاذة ، حتى ان عائلات عربية  تكنى بالكردي ومن الأعلام البارزين العرب ممن أطلق عليه اسم «كردي» من قبائل شمر التي توطنت في بلاد الشام، الشيخ كردي بن سميط، والشيخ كردي بن هزاع الشعلان 

هذا، وقد برز في العهد العثماني العديد من الأسر والأفراد ممن حمل لقب الكُردي وهم عرب ، منهم على سبيل المثال الفقيه الشافعي محمد بن سليمان الكُردي المولود في دمشق، والمتوفي  في المدينة المنورة. له مؤلفات عديدة منها: «الحواشي المدنية على شرح ابن حجر الهيثمي للمقدمة الحَضْرَمية».

وممن برز من علماء آل الكُردي في بيروت العلامة القاضي أحمد درويش الكُردي من كبار علماء وفقهاء بيروت ومن خطباء الجامع العمري الكبير، وجامع السلام وجامع جامعة بيروت العربية وسواها من مساجد وجوامع بيروتية.

كما برز العالم الشيخ أمين بن سليم الكُردي البيروتي الشافعي من خيرة علماء بيروت، ولد في بيروت عام 1971، تخرج من مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ثم من كلية الشريعة الإسلامية التابعة لجامعة بيروت الإسلامية في دار الفتوى.

وبالمقابل هناك شخصيات كردية من المشاهير والادباء والسياسيين  والفنانين العرب الذين عرفناهم على مدار تاريخنا ترجع أصولهم إلى الكرد بينما كنا نظنهم عرباً أمثال: المفكر قاسم أمين، والأديب عباس محمود العقاد، وأمير الشعراء أحمد شوقي، والشاعرة عائشة التيمورية، والقاص محمود تيمور، والفنانان التشكيليان أدهم ومحمد سيف وانلي، والفنانة سعاد حسني وأختها الفنانة نجاة الصغيرة والفنان رشدي أباظة وغيرهم كثر..

اذن نستطيع ان نلخص موضوعنا ونقول : ان انصهار العرب والكرد في بلاد الشام ومصر  هو انصهار تاريخي وديني عززته الخلافة الايوبية  مما جعل من الصعوبة التمييز بينهما حتى بالكنية.

وعلينا جميعاً عرباً و كرداً الانتباه الى المخطط الصهيوني الذي يسعى لدق اسفين الفرقة بيننا  من اجل تحقيق مصالحه ، وما اختراع قسد الا كأختراع داعش الغاية منهما تفتيت  سوريا من اجل شعار "حدودك يا إسرائيل من الفرات الى النيل ".

إنه شعار سيرميه السوريون في مزابل التاريخ .

فلننتبه  جميعاً عرباً  وكرداً  لما يحاك لنا من مؤامرات ، فالعصابة الطائفية في دمشق مع عصابة قسد وداعش هم عصابات ارهابية يشكلون اصابع الغدر الصهيوني في بلادنا ، وتكاتفنا  كفيل بالقضاء عليهم لنيل حريتنا وبناء مستقبل بلادنا المشرق.

وسوم: العدد 950