بيدرسون يلتقي بفيموف وليس بشار الأسد

بحثاً عن الجدوى، بيدرسون يلتقي الحاكم الفعلي للجمهورية العربية السورية في دمشق .. ممثل الرئيس الروسي: " الكسندر بفيموف"!!

ومع أن تنسيقات السيد بيدرسون مع الجانب الروسي، على المستوى الدولي، مفتوحة وجدية ولا حدود لها؛ إلا أن السيد بيدرسون أحب أن يعطي زيارته جدية ومصداقية أكثر؛ فعمد في زيارته الأخيرة 11- 12 / 12 إلى الاكتفاء بلقاء مجاملة قصير مع فيصل المقداد، ثم ركز جهوده في لقائه المطول مع ممثل الرئيس الروسي في دمشق الكسندر بفيموف على أمل أن يجد منه جدية ومصداقية أكبر لدعم مشروع ما يسمى" اللجنة الدستورية". لمن فاته الخبر في حينه، فإن الرئيس بوتين قد أنعم على السفير الروسي في دمشق، بوصف "ممثل الرئيس بوتين" مما يمنحه موقعا أكثر رصانة وجدية واحتراما. ويؤكد أن سورية قد أصبحت إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي البعيدة. وأن حاكمها الفعلي هو ممثل خاص للرئيس.

بيدرسون الذي لم يلتق، ببشار الأسد المسمى اعتباطا للتيسير أو التسهيل "رئيس الجمهورية" يخرق الأعراف الدبلوماسية حين يلتقي بممثل دولة أخرى، على أرض الدولة التي يزورها، للبحث في شأن تصر زمرة الأسد على أنه " شأن سوري داخلي" . على الأرض السورية، وللبحث في شأن سوري داخلي محض؛ يلتقي بيدرسون ممثل الدولة الروسية؛ فأي خزي؟؟ وأي ذل؟؟ وأي هوان أكثر من هذا ؟؟

تعتبر عملية التجاوز هذه صفعة دبلوماسية قوية على وجه الزمرة الأسدية، التي حاولت أن تجمل الموقف بصورة "معنطزة" للمقداد وهو يخاطب بيدرسون. وزعتها وكالة سانا. ثم بتسريب معلومات عن أن بيدرسون حمل للمقداد مشروع انفتاح دولي يتطلع إليه الأسديون بفارغ الصبر.

بوصفي مواطنا سوريا أو لا وأخيرا، فإنني ولا شك أحسست بعمق الطعنة التي وجهها بيدرسون لدبلوماسية، مفترض أنها تمثل الدولة السورية،، وإن كنا ندينها ونأبها. ومع ذلك فقد استقبل الأسديون الطعنة أو الصفعة بالبرود واللامبالاة، وكأن الصفعة مجرد عارة أو غارة صهيونية جديدة قد تعوّد وجههم وقفاهم عليها. والعجب كل العجب أن الذين وضع بيدرسون مخرزه في أعينهم لم يرف لهم جفن، ولم تدمع لهم عين. وعلى الشام أبكي، وأُبكي البواكيا..

من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 959