مشاعر المغاربة الدينية خط أحمر وكل من سولت له نفسه الاستهانة بها فلا يلومنّ إلا نفسه

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع فيديو نقل لحظة قيام قوات الأمن باقتحام  لمقهى  أو مطعم ارتادتهما جماعة من المتجاسرين على مشاعر المغاربة الدينية ، واستفزازهم بإعلان إفطارهم العلني في واضحة النهار إعلانا إشهاريا  متبجحا .

ومعلوم أن من يفطرون نهارا  من المسلمين  المغاربة في شهر الصيام من غير أصحاب الأعذار الشرعي ، أومن غير المسلمين هم فئة من العصاة المحسوبين على الإسلام، وهم صنفان : صنف يفطر مع إخفاء إفطاره  دون أن نكون له نية استفزاز الصائمين  ، وهؤلاء لا أحد يقتحم عليهم بيوتهم أو أماكن تسترهم ليلومهم أو يحاسبهم على إفطارهم ،وأمرهم إلى خالقهم إن شاء غفر لهم وإن شاء حاسبهم ، وصنف آخر يصرون على إعلان إفطارهم في الأماكن العمومية ، وهؤلاء ينطلقون من خلفية مبيتة ، وهي إشهار مروقهم من الإسلام مع أنهم يحسبون عليه ، ويتذرعون من أجل ذلك بما يسمونه حرية  وحقا مشروعا ، وقد دأبوا كلما حل شهر الصيام على ترديد أسطوانة حق الإفطار العلني ، مستفزين بذلك مشاعر الشعب الدينية التي تعتبر خطا أحمر ، لا يسمح لأي كان أن يستهين بها في دولة إمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين . وكل من سولت له نفسه الاقتراب من هذا الخط الأحمر، فلا يلومنّ إلا نفسه .

وما قامت به السلطات من اقتحام للمكان الذي تجمّع فيه المفطرون علنا تحديا لمشاعر الأمة الدينية ،هو تصرف مشروع وقانوني ، وهو من مسؤولياتها التي لا يمكن أن ينتقدها بسببه  المنتقدون من المحرضين على التجاسر على الشعائر الدينية ، وهم يخلطون في ذلك  بين ما يسمونه  حقوقا وحريات تحكمها ضوابط وقوانين ، وبين الاستخفاف والاستهانة بهذه الضوابط والقوانين ، وذلك بتعمد الإساءة إلى مشاعر غيرهم الدينية ،واستفزازهم وهم في وضعية  أو حالة تعبدية في أيام شهر الصيام .

ومعلوم كما سبق ذكره  أنه لا أحد يتجسس على من أفطر في رمضان خاليا في عقر داره، ولا أحد يقتحمها عليه  ليمنعه أو ليحاسبه  ، وهو بذلك يتمتع بحريته وحقه الذي يدعيهما ، لكنه حين يقتحم هو على الأغلبية العظمى الأماكن العمومية التي هي ملك عام للجميع ليمارس فيها ما يدعيه حقا وحربة على حساب مشاعرها الدينية ، وعلى حساب حقها ، فإنه بذلك  يتعمد عن سبق إصرار استفزازها والإساءة إليها  .

ومعلوم أيضا أن كل فعل يراد به الاستفزاز يكون عادة و بالضرورة له رد فعل أقوى وأشد منه في حال عدم تدخل الجهات المسؤولة على تطبيق القانون .ولا شك أن تكرار هذا الاستفزاز كل عام من شأنه أن يولد غضبا لدى الرأي العام قد تصاحبه ردود أفعال غير محمودة العواقب .

وأخيرا نقول إن إصرار المفطرين عمدا نهارا جهارا إنما  يتعمدون إثارة البلبلة والفوضى في بلد آمن لزعزعة أمنه واستقراره، ولهذا يجب أن يحاسبوا على ذلك  ر على غرار ما هو جار به العمل بالنسبة لكل من يتعمد استهداف أمن واستقرار الوطن . ويجب تعميم التصدي لكل تصرف طائش ومتهور يراد من ورائه الإساءة  المتعمدة إلى مشاعر الأمة الدينية من قبيل ما يدعو إليه البعض ويروجونه من تهتك واستهتار يمسان بالقيم الدينية والخلقية ، وهم أصحاب خلفيات وتوجهات تدعو إلى المروق من الدين .

ولا شك أن ردع أصحاب المحلات والأماكن التي تقدم الطعام والشراب لمتعمدي استفزاز مشاعر الأمة الدينية في رمضان  بإفطارهم العلني ، سيجعلهم عبرة لغيرهم ، كما أن  معاقبة متعمدي الإفطار، سيجعلهم أيضا عبرة لغيرهم . وإذا ما تم السكوت والتساهل مع هؤلاء ، فإنه ستترتب عن ذلك عواقب وخيمة لأن الأمة لا يمكنها أن تسكت أو تصبر على المساس بمشاعرها الدينية إلى ما لا نهاية . 

وسوم: العدد 979