السنوات الذهبية القادمة للمسلمين بالغرب و…..الشرق!!!

المسلمون (رغم ضعفهم وهوانهم) مازالو ربما الطائفة الوحيدة بالعالم التي مازلت تمتلك قاعدة أساسية صلبة وبوصلة مشتركة تجمع اتباعها رغم خراب أجزاء من بناءها وتعفن أجزاء أخرى …………مشهد رمضان صيامه وقيامه وصلاة العيد بعده حول العالم بل إن موسكو ذاتها كانت شاهدة على تجمع هائل وتناغم مذهل لعشرات الألوف من المصلين قدم دليلا إضافيا على القوة الكامنة لدى أتباع الاسلام بغض النظر عن خليفتهم وأفكارهم……….وتشتتهم.

المسلمون رغم أمراضهم المزمنة هم ربما من سيحدد المنتصرِ بالحرب القادمة الكبرى والمتكافئة بين أمريكا وحلفائها من جهة والصين وموسكو وأتباعاهما من جهة أخرى ….هم وحدهم من يمتلك رجال أشداء كالأفغان ….ورجال أصحاب عقيدة راسخة لا تغريهم كل مغريات الدنيا وأموالها والتي أسكرت شعوب العالم كله وخدرت رجولتهم ….هم وحدهم من يمتلكون عاطفة دينية جياشة قد تتحول إلى قوة جبارة إذا تم تسخيرها كما يجب …..بل هم من يملكون مفاتيح الممرات المائية الحيوية بين طرفي النزاع المحتملين وخنق أحداها.

أطراف الحرب العالمية القادمة شرقا وغربا بدوا بالفعل في محاولتهم جذب المسلمين إلى صفوفهم ….روسيا الملحدة سلحت مجاهدو الشيشان وأسبغت على قائدهم الرتبة العسكرية الأعلى وغازلت تركيا الأطلسية وتواصلت بمودة مع دول الخليج النفطية …موسكو ومعها الصين تجاهدان بقوة من أجل كسب باكستان النووية وتحييد أفغانستان العنيدة…..الغرب بدوره يبذل الكثير من أجل مصالحة شاملة بين الإسلام السياسي المحارب وقادته المقهورين ( بعد أن فهموا اللعبة وقواعدها كما يعتقد وبعد أن تم التخلص من المعاندين منهم) وبين حكامهم ….بل يسعى بقوة لتقارب سني شيعي (إن قبلت إيران تغيير بوصلتها و القفز نحو الغرب) ……تمهيدا لتحالف بين الأخوة الأضداد وبين الدولة العبرية يكون خط المواجهة الأول مع الشرق.

يراهن المحللون على حتمية إعلان تحالف الشرق الأوسطي مع إيران أو بدونها قبل نهاية الصيف القادم ….تحالف سيسبقه ربما بعض الخطوات الودية الملغومة للمسلمين (بعد تصعيد محسوب) من حليفهم المحتمل القادم تخص المسجد الأقصى واطلاق سراح الأسرى وحصار غزة بمعية أصدقاء تل أبيب العرب الجدد لتسهيل قبول ذلك الحلف لدى الشعوب المعاندة ……ربما لهذا السبب تتجنب تل ابيب أي صدام كبير مع غزة وأخواتها رغم الضربات المؤلمة المتتالية الغير المسبوقة منذ عقد ويزيد.

سنوات الدلال للمسلمين ستشمل حتى مسلمي الغرب والذين سيجدون أنفسهم بلا مقدمات مركز اهتمام غير مسبوق ورعاية غير معهودة من قادة الدول الغربية ومراكز القوة هناك …….خمس سنوات او يزيد ربما ستكون كافية لانتهاء الحرب ……….والبدء بتقسيم الغنائم ومعها ربما تغيير الوعود والتملص من التعهدات …..حينها ربما ستنتهي سنوات العسل بين الاقوياء ممن يمتلك تغيير قواعد اللعبة وبين حلفائهم المسلمين ….وتبدأ معها فترات الصدام والملاحقات وربما أكثر من ذلك.

إذا كان الدهاء يقتضي ان ينحني الإنسان أمام العاصفة الهوجاء القادمة ……فإن الحكمة والبصيرة تدفعان المسلم (دول وجماعات وأفراد) إلى ….التخطيط والعمل منذ اللحظة للمرحلة البعد القادمة القاسية بعد……….شهر العسل الطويل والملغوم.

وسوم: العدد 980