المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية 6-10

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية 

- الجزء السادس -

ذكرنا في الجزء الخامس كيف قامت داعش بتنفيذ الدور المناط بها بمحاربة المعارضة المسلحة والاستيلاء على المناطق المحررة ليعود جيش النظام ومليشيات ايران باستردادها منها في مرحلة لاحقة بتمثيلية اشبه بفلم توم آند جيري المضحك للاطفال ، فبعد ان كان الثوار يحاصرون جبل قاسيون والقصر الرئاسي أصبحوا بسبب داعش يدافعون عن أنفسهم في دير الزور وحلب والرقة وغيرها

وأكثر من ذلك فقد إستولت داعش على حقول النفط في شرق سورية بكل بساطة خلال عام ٢٠١٣. ويُعتقد، منذ ذلك الحين، أن النظام السوري مول داعش من خلال شراء النفط منها دعماً لاستمرارالمؤامرة على الشعب السوري . حيث توسعت العلاقات بينهما اكثر من كون النظام مجرد زبون عادي للنفط الداعشي، إلى إدارة بعض منشآت النفط والغاز بالاشتراك مع داعش الإرهابية.

ففي العلن، يدعي كل من الطرفين المتحاربين أنهما أعداء ألداء، لاسيما وأن داعش تعهدت بالإطاحة بالأسد حسب إعلامها. ولكن الظهور المبيت لهذه الحركة كان يصب في خدمة مصالح الأسد والذي اضحى نظامه حصناً للجماعات الارهابية.

وبتاريخ التاسع من نيسان / أبريل ٢٠١٣ أعلن "أبو بكر البغدادي"والمُلقب بأمير دولة العراقالإسلامية،أعلن في تسجيل صوتي الوحدة بين دولة العراق الإسلامية وجبهة نصرة أهل الشام في سوريا تحت مُسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).ورغم الجدل الذي تبعَ الاعلان في أوساط القاعدة وخلافاتها وانشقاقاتها، إلا أن هذا الاعلان لم يكترث له السوريون علىالأرض بعد ان استوعبوا مؤامرة داعش وعمالتها لنظامي الأسد والملالي برعاية مخابراتية غربية.

وبحلول شهر نيسان / أبريل ٢٠١٤ تمكنت داعش من فرض وبسط سلطتها علىالمحافظات السورية التي تغطي معظم البلاد خاصة تلك التي توجد على طول الحدود الإقليمية: الحسكة، ودير الزور،و الرقة، وحمص، و حلب، و إدلب، و حماة، وريف دمشق لتصل الى اللاذقية.

وحتى ذلك التاريخ لم تعط الأوامر بدخول المليشيات الشيعية لسوريا لاستكمال مهمتها في حربها على الشعب السوري وذلك بانتظار امرين هامين:

الاول : بلوغ الغضب الشعبي ضد داعش اقصاه.

والثاني: انتظار الضوء الأخضر من إيران والتي كانت تتفاوض مع إدارة اوباما حول نشاطها النووي المريب ، حيث تحاول إيران إدخال بند سري شفوي في الاتفاقية النووية يشير إلى اعطاء امريكا الضوء الأخضر لتمدد المليشيات المنضوية تحت إمرتها في سوريا .

إزداد الغضب الشعبي من التصرفات الارهابية لداعش أثناء إحتلالها المدن السورية ، ولكن المثير للدهشة إحتلالها لمدينة تدمر الأثرية عبر تقدم أرتال عرباتها من المنطقة الشرقية عبر صحراء مكشوفة دون تصيدها بالطيران من قبل قوات الأسد ، وكان الأمر متيسراً بسهولة فائقة ، فانسحب جيش الأسد من تدمر بمعارك وهمية لتحتلها قسد ببساطة شديدة وكانت الغاية من ذلك اقتراب داعش من الحدود اللبنانية من اجل اعطاء مبرر لحزب الله بالتدخل، وغاية أخرى هي تدمير سجن تدمر ذو التاريخ الأسود وذكرياته منذ ثمانينات القرن الماضي باقامة المذبحة الشهيرة بقيادة رفعت أسد مازالت اثارها بالذاكرة حيث دماء الشهداء بقيت مطبوعة على جدرانه ، فتم تدميره لإخراج هذا السجن من الذاكرة ،ولكن لابد من تعويضه، فتم بناء سجن بقربه دفعت تكاليفهإيران عملاً بسياسة الأسد القائلة: أهدم سجناً وأبني آخر اقذر منه .

وبعد إنتهاء المهمة قام الروس مع جيش الأسد باخراج داعش من تدمر وتم الإعلان عن الانتصار باقامة حفلة كورالية قدمتها فرقة فنية حضرت خصيصاً من موسكو.

وبغية زيادة الحقد على داعش قامت الأخيرة بتمثيلية مبرمجة في عام ٢٠١٥ بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً ، رغم ان شواهد عديدة تفيد بان العملية كانت تمثلية مدبلجة من أجل زيادة السخط العربي والعالمي على افعال داعش والابتعاد عن تأييد الثورة السورية.

واستكمالاً لمسرحية داعش فقد قام العميل الليبي حفتر بصناعة فلم مدبلج يصور إعدام مصريين أقباط ، كما استعمل السيسي (حقه) بإجراء مسرحيات لملاحقة داعش في سيناء .

ومن أجل إيصال جرائم داعش إلى اقصى الشرق ، فقد قامت بإعدام رجل ياباني كانت تحتجزه بعد نفاد مهلة وضعتها داعش لطوكيو، مما لاقى إدانة دولية واستنكارا لهذا العمل "الوحشي". وحتى الان لا يعرف اذا كانت العملية مدبلجة أم لا.إضافة إلى أن اقتراب داعش من الحدود اللبنانية سهل لها التحرش بلبنان بزرع متفجرات وافتعال اشتباكات مع عناصر الامن اللبناني اضافة الى إشراك حزب الله بالدفاع المسرحي عن لبنان ، هذا الاشتراك الذي طال انتظاره ، حيث انتهت هذه الاشتباكات بمحاصرة مجموعات من داعش واستسلامها لحزب الله ، واستكمالاً للمؤامرة أعاد حزب الله هذه المجموعات بباصات مكيفة إلى سوريا لتستقر من جديد في شرق الفرات .بعد كل هذه التطورات جاءت الأوامر بدخول المليشيات الطائفية سوريا حيث تم الاتفاق مع الرئيس اوباما باغماض عينيه عن الغزو الايراني لبلاد الشام دون ردود افعال مرصودة ذات قيمة نظرا لان أفعال داعش الارهابية مهدت لهذا الغزو لتدخل الثورة السورية منعطفا جديداً.

أعزائي القراء..

في الجزء السابع نتابع المؤامرة على الشعب السوري بدخول المليشيات الطائفية سوريا لاستلام دور داعش في محاربة الشعب السوري تحت ذريعة محاربة الارهاب الداعشي.

- الجزء السابع -

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية .

أعزائي القراء …

أنهينا الجزء السادس من المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي والضوء الأخضرالامريكي بتدخل إيران في سوريا والعراق قد تم تفعيله بعد الإتفاق على البرنامج النووي الايراني وادخال البند السري الشفهي بالسماح لإيران بالتمدد غرباً في البلاد العربية وأهمها العراق وسوريا ولبنان ويليهم اليمن . فالطريق أمام تقدم المليشيات الشيعية صار سالكاً في الوقت الذي كان نظام الأسد في حالة ترنح رغم مؤامرة داعش الداعمة بصورة غير مباشرة لنظام الاسد .

ففي شهر حزيران / يونيو ٢٠١٣ أرسلت إيران ٤٠٠٠ جندي على وجه السرعة لمساعدة نظام الاسد وقد علق مسؤول إيراني على العملية واصفاً إياها بأنها «الوحدة الأولى» فقط، أما الكاتب والصحفي روبرت فيسك من ذي إندبندنت فقد كتب معلقاً : إن هذه الخطوة تُؤكد الدعم الشيعي ضد المكون الرئيسي للشعب السوري. منهم جنود من الحرس الثوري الإيراني جنباً إلى جنب مع قوى شيعية أخرى وحزب الله وأفراد من ميليشيا «الباسيج» وفيلق القدس بقيادة النافق قاسم سليماني، شاركوا جميعاً بالاستيلاء على القصير. رغم استبسال الجيش الحر بالدفاع عن المدينة بسلاح محدود ودون دعم، بينما كان سيل المساعدات يتدفق على حزب الله وفيلق القدس دون حساب ، مما أضطر الجيش الحر للتراجع ، وفي القصير أرتكبت أشنع المجازر ، وكمثال واحد من آلاف الأمثلة هو اعتراف عضو تائب من حزب الله ذكر فيه أنه بعد أن أباد الحزب عائلة كاملة وبينما هم خارجون من البيت سمعوا صوتاً وبالتفتيش وجدوا طفلاً لايزيد عمره عن سبع سنوات، فسأله أحدهم عن إسمه فلما أجابه بأنه عمر، قال له الجزار لو ان اسمك غير عمر لتركتك ولكن حق عليك القتل، وكان الطفل يبكي بكاءاً مراً طالباً ان يدعه حياً ، فصرخ القاتل ياحسين واتبعها بوابلمن الرصاص ليسقط الطفل الصغير شهيداً مهشماً حيث نال الرصاص جميع اعضاء جسمه .

أكمل حزب الله وفيلق القدس زحفهم فاتبعوا مجازر القصير بمجزرة النبك بريف دمشق الشمالي في نهاية العام نفسه، وراح ضحيتها ما يقرب من ٤٠٠ مدني، ذبحاً وحرقاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء؛ على يد ميليشيا لواء (ذي الفقار) العراقي وحزب الله اللبناني.

ثم جاء المؤشر الأهم مع ظهور "قاسم سليماني" قائد "فيلق القدس"، الجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني، لا سيما خلال معارك حلب وما تلاها من سيطرة النظام والميليشيات عليها بعد تدميرها

وانسحاب فصائل المعارضة منها.

وكانت هذه المليشيات تنشيء في كل مكان من امكنة استراحتها مزاراً شيعيا بوضع عدة احجار وشاهده على هيئة قبر مع إسم شيعي واحاطته بسياج ليحولوه لمزار لتبرير اقامتهم حوله ،وهذا الاعتراف جاء على لسان شيخ شيعي لبناني ذكر هذه الحقائق عن جرائم المليشياتالايرانية، إضافة إلى الاستيلاء على أي بيت خال من سكانه للاقامه فيه.  

وفي عام ٢٠١٤ ، زادت إيران من انتشار أفراد حرسها الثوري في سوريا معللة ذلك بأنها ترغب في فتح جبهة سورية ضد "إسرائيل" في مرتفعات الجولان وذلك كذريعة لتتقدم باتجاه محافظة درعا.

وفي نفس العام كثفت إيران دعمها على الأرض لبشار أسد ، حيث وفرت له مئات من الخبراء العسكريين لجمع المعلومات الاستخباراتية وتدريب القوات، بالإضافة إلى مزيد من الدعم من طهران جنبا إلى جنب مع شحنات من الذخائر والمعدات من موسكو،. هذه الزيادة من الدعم جاءت بطلب من قائد المليشيات الايرانية النافق قاسم سليماني رئيس فيلق القدس ومعتمد الخامنئي في سوريا ، مستغلاً اندلاع الاقتتال بين مقاتلي الثورة وداعش.

وفي عام ٢٠١٥ وصل أعداد المليشيات على كافة الأراضي السورية لاكثر من ١٠٠ الف مليشياوي سنحدد أسماء كتائبها ومهامها في الجزء الثامن من حقائق عن المؤامرة على الشعب السوري.

- الجزء الثامن -

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية .

ذكرنا في الجزء السابع عن انطلاقة شرارة الهجوم الشيعي الفارسي على سوريا بصمت امريكيوعالمي مطبق، وفي هذا الجزء نتوسع قليلاً لنتعرف على هذه العصابات وأفعالها الإجراميةوأماكن تمركزها .

تنتشر غالبية الميليشيات السورية واللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية المدعومة منإيران، في كلّ من الجنوب السوري والسيدة زينب بدمشق وبريف حلب الجنوبي وريف حماةالشرقي، وحمص وريفها، وفي دير الزور. كما تم تأسيس ما عرف ب"مقرّ البيت الزجاجي" فيمحيط مطار دمشق الدولي واعتباره المركز الرئيس لقيادة القوات الإيرانية والميليشيات متعددةالجنسيات المنضوية تحتها، بالإضافة لمستودعات الذخيرة، تماماً مثل قاعدة "حميميم" بالنسبةللقوات الروسية، كما أستعمل المقر لنقل أجزاء مفككة من الاسلحة الايرانية سواءاً لحزب الله اولمليشيا النظام السوري ليصار الى تجميعها في سوريا ولبنان .ومن ذلك المقر يوجه الخبراءالإيرانيون المسلحين القادمين من إيران والعراق.

ولضمان أمن المطار تصرّ إيران على فرض سيطرتها الكاملة على منطقتي جنوب دمشق والغوطةالشرقية بشكل كامل.

ثم أضحت مدينة البوكمال أكبر مقار القوات الإيرانية داخل الأراضي السورية، بحسب تقرير لـ"العربي الجديد"، وتشهد عمليات تشييع لتجنيد الشبان في الميليشيات الإيرانية، الذين يقبلونعلى الانضمام إليها هرباً من الخدمة في مناطق قوات النظام، فضلاً عن رواتبها المغرية بالنسبةإليهم، والتي تصل إلى نحو ٢٠٠ دولار شهرياً.

يبلغ عدد الميليشيات الطائفية الإيرانيةوالمدعومة من إيران في سوريا نحو ٥٠ تشكيلاً، وتقدّرأعدادهم اليوم بأكثر من ١٠٠ ألف مسلح، باعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني "محمد عليجعفري".

ورغم ذلك تبقى أعداد عناصر الميليشيات غير دقيقة بسبب التعتيم المتعمّد من قبل الإيرانيين ونظامالأسد على حد سواء.وتقسم الميليشيات الطائفية في سوريا، بحسب منشأ عناصرها، إلى أربعةفرق وهي: العراقية واللبنانية والميليشيات الأجنبية (الإيرانية والأفغانية وغيرهما) ورابعاًالميليشيات المحلية (السورية) .

الميليشيات العراقية:

وأبرزها ميليشيا "أبو الفضل العباس" التي يقودها "أبو هاجر العراقي"، وتتخذ من السيدةزينب مقراً لها. نشأت الميليشيا من العراقيين الشيعة الموجودين في سوريا منذ ما قبل الثورة ،وغالبيتهم سكنوا السيدة زينب وجرمانا والتل بريف دمشق. بدأت نشاطها في قمع المتظاهرين ثمصارت تشتبك مع فصائل المعارضة في مناطق حجيرة وعقربا والسيدة زينب.

إزداد لاحقاً عدد عناصر الميليشيا –مع الكتائب التابعة لها- ووصل في آب / أغسطس ٢٠١٧ إلىأكثر من ٧٠٠٠ مسلّح، بحسب "الشرق الاوسط"، وتتوزع مقارها في السيدة زينب وقرب مقامالسيدة رقية وحي "الجورة" الدمشقي المتاخم لحي "الميدان" الشهير، وفي نبل والزهراء بريفحلب.

يتفرع عن أبو الفضل العباس كلّ من "لواء ذو الفقار" بقيادة حيدر الجبوري ولقبه "أبو شهد". ويعد هذا اللواء الأكثر نشاطاً، حيث قاتل في غوطة دمشق الشرقية، ومحيط السيدة زينب،والقلمون، وإدلب، وحلب، وريف حلب الجنوبي، ونبل والزهراء، وهو مرتكب مجزرة النبك. وكتيبة"قمر بني هاشم" عدد مسلحيها نحو ٢٠٠. و"لواء اللطف" الذي لا يتجاوز عدد مسلحيه ١٥٠شخصاً. وأيضاً "لواء المعصوم".

وميليشيا "كتائب الإمام علي" التابعة للحشد الشعبي في العراق، وتضم نحو ١٠٠٠ مسلحيقاتلون في بادية الشام.

وبحسب تقرير لـ "الجزيرة" تعتبر (النجباء) ثاني أقوى ميليشيا عراقية موجودة في سوريا،وتحظى باهتمام ورعاية ودعم الحرس الثوري الإيراني. ويصل عدد أفرادها لنحو ١٠ آلاف مسلح.

ثم كتائب "سيد الشهداء" و"حركة الأبدال". ويتراوح عدد مسلحي كل منها ما بين ١٥٠٠- ١٨٠٠عنصر ينشطون بشكل خاص في البادية.

بالإضافة إلى الميليشيات التالية: "حزب الله العراقي"-عصائب أهل الحق العراقية- لواء "أسد اللهالغالب"-ويقوده أبو فاطمة الموسوي- ""قوات التدخل السريع" أو "أفواج كفيل زينب" ويقودهاأحمد الحجي الساعدي- لواء "الإمام الحسين"، ويتزعمه "أبو كرار أمجد البهادلي" ويبلغ عددمسلحيه نحو ١١٥٠ مسلحاً يتخذون من مدينة حلب مركزاً لهم، وعناصره لا ينحدرون من العراقفحسب وإنما من إيران وأفغانستان وباكستان أيضاً.

وأيضاً، ألوية "الحمد" و"الحسن المجتبى" و"عمار بن ياسر". ويقدر عدد مقاتليها بنحو ١٥٠٠مسلح- لواء "حيدر الكرار"، نحو ١٠٠٠ مسلح- "لواء اليوم الموعود " ويضم مسلحين من جنسياتمتعددة أيضاً، كلواء "الإمام الحسين"، ومن بينهم سوريون من الفوعة وكفريا. ويقدر عدد مقاتليهابنحو ١١٠٠ مقاتل - و"فيلق الوعد الصادق".

ثم تأتي قوات "الشهيد محمد باقر الصدر" وتنتشر في أحياء مدينة دمشق برفقة قوات حفظالنظام التابعة للأسد، وجميع عناصر الميليشيا يرتدون لباس قوى الأمن الداخلي التابع لنظامالمجرم بشار أسد ، ويأتمرون بقيادة ضباط وزارة الداخلية، ويقدر عددهم بنحو ٩٠٠ عنصر- "سرايا طلائع الخراساني" وهم مزيج من مسلحين عراقيين وإيرانيين مهمتهم حماية مطار دمشقالدولي- "لواء بقية الله"، عراقيون وأفغان يقدر عددهم بنحو ٤٠٠ مسلح، ومهمتهم دعم حمايةأسوار مطار دمشق.

الميليشيات اللبنانية:

ويأتي في مقدمتها ميليشيا "حزب الله" وقوامه نحو ١٠-١٢ ألف مقاتل وصاحب مجازر حمصوالغوطة .

ويتوزع عناصر حزب الله في غالبية مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في المناطق المحاذية للحدوداللبنانية السورية من ريف حمص وصولاً إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق. ينضوي تحت إمرتهلواء "السيدة رقية" و"القوة ٣١٣" ويتراوح عددهما بين ١٥٠- ٢٠٠ مسلح لكل ميليشيا منهماويتركزان في البادية الشامية- "سرايا التوحيد" اللبنانية التابعة للنائب اللبناني السابق "وئاموهاب".

الميليشيات الأجنبية (غير العربية):

وتتمثل بالقوات الإيرانية التي تتبع للجيش الإيراني الرسمي والحرس الثوري (الباسدران) وكذلكقوات التعبئة (الباسيج). وبالرغم من القوة العددية الكبيرة للجيش الإيراني، إلا أن طهران سلكتمنذ العام ٢٠١٢ خيار دعم وإرسال الميليشيات إلى سوريا، في حين اكتفت بإرسال خبراء عسكريينمن الحرس الثوري الإيراني لقيادة المعارك.

وتعتمد إيران على أسلوب تشكيل ودعم الميليشيات بالمناطق العربية، كسياسة بدأتها منذ نحوثلاثة عقود في كلّ من لبنان والعراق واليمن وبعض دول الخليج العربي، بهدف توسيع نفوذها فيتلك الدول من خلال مواطنيها المحليين الذين تدعمهم.

أما الميليشيات الأجنبية فهما اثنتان، الأولى ميليشيا "فاطميون" وعناصرها من الشيعة الأفغاناللاجئين في إيران، ويبلغ عددهم نحو ٣٠٠٠ مسلّح، بحسب تقرير (DW)، وقاتلوا في درعا وتدمروحلب. وغالباً ما يشكلون رأس حربة في المعارك، ويرسلون لتنفيذ الاقتحامات والاشتباكات القريبةمع فصائل المعارضة،

أما الثانية فهي ميليشيا "زينبيون" ومقاتلوها من باكستان، وهم أقل أهمية وعدداً من"فاطميون".

ميليشيات سورية محلية:

عبارة عن عشرات من الميليشيات المحلية، تقاتل بأوامر إيرانية، وأبرزها:

- "الغالبون" - سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا" وهم نصيريون من منطقة الساحل، عددهمنحو ١٠٠٠ مسلح-

"كتيبة الزهراء" من أبناء قرية الزهراء، يقدر عدد مسلحيها بنحو ٣٥٠ مسلحاً- "كتيبة شهيدالمحراب" من أبناء مدينة نبّل، وعدد مسلحيها نحو ٥٠٠ مسلح.

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية.

(الجزء التاسع)

تكلمنا في الجزء الثامن عن فشل مليشيات إيران وتوابعها من مليشيات المجرم أسد بتحقيق أي نصر ، رغم حجم الهجمة الوحشية الشرسة من قبل ١٠٠ ألف مسلح صفوي مشبعين بالحقد تم شراؤهم من دول عديدة ، إلا أن وحشية هذه العصابات بقيادة الحرس الثوري الايراني وحزب الله أدت إلى حركة نزوح وهجرة واسعة نتيجة لتهديم بيوت الآمنين وقتل افراد من عوائلهم ونهب ممتلكاتهن، وبالرغم من ذلك عجزت عصابات إيران عن تحقيق تفوق واضح على مسلحي الثورة مما اضطر النافق قاسم سليماني وبتعليمات من الخامنئي بالتوجه لموسكو طالباً الدعمالعسكري، وتحدثت الأنباء عن عدة زيارات قام بها سليماني لموسكو ابتداءاً من شباط / فبراير٢٠١٥ وحتى تموز / يوليو ٢٠١٥ شرح فيها لبوتين وإدارته الوضع المنهار والخطير الذي يهدد بقاء النظام في سوريا. وروّجت "مقالات" روسية لطلب ملحّ قدمه الجنرال الإيراني لتدخل روسيلإنقاذ النظام من الزوال. لم يكن في الأمر رسائل مبطنة فقط، بل إن لوزير الخارجية الروسيالارمني سيرغي لافروف لاحقاً جملة شهيرة أطلقها في كانون الثاني / يناير من عام ٢٠١٧ قال فيها إنه "لولا روسيا لسقطت دمشق". ولم يقرر بوتين إطلاق عملية إنقاذ النظام في دمشق إلا بعد أن وفّر نظيره أوباما له بركة واشنطن و دعماً غربياً لا لبس فيه.

وفي ٣٠ أيلول / سبتمبر من العام ٢٠١٥، أعلنت موسكو انضمامها رسمياً كطرف أساسي داعمٍاً لنظام القاتل بشار الأسد في سوريا، حيث بدأت الطائرات الحربية الروسية وطائرات النقلالعسكرية بالوصول إلى قاعدة حميميم على البحر المتوسط وعلى مدار الساعة محملة بكل أنواعالسلاح ومعدات الدعم اللوجستي تمهيداً لشن غارات جوية في شمال وشمال غربي سوريا، وقد ذكرت إحدى الفتيات والتي تقيم في قرية بجوار قاعدة حميميم : كنت أتصل بالهاتف مع والدتي المقيمة بدمشق أثناء الجسر الجوي الروسي بين روسيا وقاعدة حميميم والذي لم ينقطع لعدة أيام و ل٢٤ ساعة يومياً ، فقد كان هدير الطائرات لا يتوقف حتى انني ووالدتي لم نستطع التفاهم على الهاتف بسبب الضجيج ، مما اضطررنا لالغاء المكالمة والاتصال في وقت آخر.

بدأ بوتين حربه ضد الشعب السوري باطلاق أول صاروخ باليستي من قاعدة روسية باتجاه سوريا باركها كبير الرهبان الروس برسم الصليب على الصاروخ تطميناً لمسيحيي العالم بأن تدخل روسيا في سوريا هو إمتداد طبيعي للحروب الصليبية وحماية لمسيحيي العالم منالارهابيين وطبعاً المقصود هم المسلمون.

وتأييداً لهذا الفعل تقول الباحثة " آنا بورشيكفايا "في كتابها بعنوان "حرب بوتين في سوريا": إن البرلماني الروسي الأرمني الأصل (سيميون باجداساروف) قال في مقابلة على التلفزيونالحكومي: "لو لم تكن هناك سوريا، لما كانت هناك روسيا"، مضيفاً: "إن الرهبان الأوائل في روسيا كانوا سوريين بالولادة، وبدونهم لن تكون هناك كنيسة أرثوذكسية يبني عليها الروس هويتهم التاريخية".

وسواء كانت إدعاءات "باغداساروف" صحيحة أم مزيفة، فإنه يؤكد على حقيقة واضحة وهي أن روسيا تعتبر سوريا مهمة للغاية لها وقاعدة لانتشار نفوذها عالمياً.

وخلال الأسبوع الأول من العمليات، ارتفع معدل الغارات الروسية من حوالي العشرين إلى أكثر من ستين غارة جوية في اليوم لتنتهي بأكثر من ١٠٠ غارة يومياً ، تركزت معظمها على المدنيين فيمواقع سيطرة الثوار السوريين ، وذلك كنوع من الضغط لاجبارهم على الإستسلام ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن مازالت موسكو وبكل قوتها الحربية الجوية تقصف المدنيين بشكل مباشر،واستهداف المنشآت المدنية الحيوية كالمشافي والمدارس والمنازل، حسب ما أثبتت التقارير الأممية والمؤسسات السورية مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان. ترافق ذلك بهجرات جماعية لمناطق شبه آمنة في سوريا وهجرة إلى تركيا وبعض الدول العربية وسط صمت عالمي مطبق لتتزايد معدلات الهجرة بتطور الدمار والمجازر إلى الوصول لبعض الدول الأوروبية وعلى وجه الخصوصالسويد والمانيا والنروج وفرنسا وبريطانيا ودول اخرى.

ومع تدخل روسيا بكل حقدها وإرهابها حاولت إسكات تركيا بعقد صفقات مشتركة بينهما في شمال غرب سوريا تلاها اتفاقيات في الشمال الشرقي لايقاف تمدد مليشيا قسد الارهابية والساعية لتاسيس كيان مستقل باقتطاع جزء كبير من شمال سوريا وجنوب تركيا بالاتفاق مع حزب العمال الكردستاني ودعم امريكي، رغم ان معظم اكراد سوريا لم يكن يناصرون مخططها الانفصالي، الا ان تلقيها دعماً عسكرياً من الولايات المتحدة إستطاعت السيطرة على مناطق عربية بقوة السلاح.

استمر هذا التعاون المشترك بين تركيا وروسيا حيث أدى بالنهاية إلى سقوط حلب بشن غارات روسية مكثفة لم تنقطع مع إسقاط براميل ارهابية من قبل نظام الأسد ،حيث فهم الأتراك منه ان هناك تصميماً لاسقاط حلب حتى ولو تم تدميرها بالكامل كما تأكد لهم اغماض عين امريكا عن إعادة احتلال حلب ، مما دعى الاتراك الاقرار بذلك بعقد هدنة لاخراج العوائل وبعض المقاتلين منحلب إلى ادلب والقرى المحيطة بها.

وبسقوط حلب ووقوف العرب متفرجين على المجازر الكبرى تغير منحى الثورة وتشرزمت الفصائل المقاتلة إلى كتائب صغيرة لا يجمعها وحدة عسكرية و لا إستراتيجية مشتركة كما ظهر بينها كتائب متهمة بعمالتها للنظام وهذا ما سنتكلم عنه في الجزء العاشر، كما سنتحدث عنا لوضع الحالي وأين وصلت المؤامرة على بلادنا بعد تورط اوروبا وامريكا في حرب روسيا علىاوكرانيا، وثورة الشعب الايراني ضد نظام الملالي ، وبذلك نقترب من إنهاء هذه السلسلة من المؤامرة الدولية على شعوب الأمة العربية وعمودها الفقري المسلمين.

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية.

(الجزء العاشر قبل الأخير..)

وصلنا إلى المرحلة الحالية من المؤامرة على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية.

حيث طرأ بعض التغيرات على المخطط بدخول عوامل عديدة عليه أهمها حرب روسيا على اوكرانيا واندلاع الثورة الشعبية في إيران، والازمة الاقتصادية العالمية ممثلة بأزمة الطاقة.

ولتبسيط الأمور سنحلل الحالة بالتفصيل في كل دولة وكل مليشيا لها مطامع في سوريا .

ولنبدأ من سوريا:

بعد تدخل الروس بقواتهم العسكرية حاولوا عن طريق الترهيب والترغيب كسب مواقع عديدة لهم ،فبدأوا بتفكيك المقاومة والجيش الحر أينما وجدوا ، وذلك بإغرائهم برمي سلاحهم وانتقالهم مع سلاحهم الفردي فقط إلى ادلب المحررة ، مما تجاوب البعض منهم ورفض البعض الآخر ،وبقيت الأمور حرجة وقلقة ومتأرجحة وغير مستقرة ، ودلالة ذلك أعمال المقاومة الشعبية التي لم تتوقف حتى الآن وان كانت بمستوى منخفض .

فقد اعتقدت روسيا أن تجميع المقاتلين وعوائلهم في محافظة ادلب سيخلق تنوعاً سكانياً مضطرباً حيث تتخذ من ذلك تبريراً لإعادة إحتلال ادلب مع عميلها الأسد ، الا أن هذا السيناريو لم يحدث رغم استخدام عملاء لهم لاحداث مشاكل واضطرابات في ادلب .

وبقي الوضع مجمداً.

ولكن تمركز الروس في مواقع إستراتيجية اعطاهم نفوذاً، فالساحل السوري بيدهم وثروات سوريا مسيطر عليها روسياً - امريكياً- ايرانياً.وهذا ما يرضيهم في الوقت الحاضر .

الحالة العامة في سوريا :

النظام السوري في حالة تفكك سياسي- عسكري- اقتصادي، ولم يبق من نظام الأسد سوى كرسي مهزوز مع صمغ خاص من نوع كريزي جلو للصق مؤخرته بقاعدة هذا الكرسي ، والجميع يتلاعب به، فالجيش مفكك وقيادات عسكرية تتعرض للاغتيال سواءاً بتصفيتها خوفاً منها او باغتيالها من قبل خلايا المقاومة.

مخابرات النظام تعمل وفق مصالحها بسرقة ونهب الاموال والبيوت .

والاقتصاد في اسوأ حالاته حتى تم تصنيفه بأنه الاسوأ عالمياً ، وصناعة المخدرات بالتعاون مع حزب الله هو سمة الاقتصاد السوري اليوم حيث يتم تهريبها للدول العربية والاوروبية دون ردات فعل جدية أو محاسبة تناسب هذا الخطر الدولي ، حتى الخضار والفواكه اصبح استيرادها منسوريا ولبنان حذراً جداً.

ولولا مصلحة روسيا وايران والدول الغربية بالمحافظة على نظام الاسد لكان منذ سنين قد إنتهىأمره.

إيران ومليشياتها:

استفادت مليشيات إيران من الهدنة الغير معلنة لتوسيع نفوذها في المدن والبلدات السورية عن طريق بناء مدارس دينية لقلب عقيدة السوريين ، وشراء أو مصادرة أراضي وبيوت عن طريق عملاء من سماسرة العقارات ، كما أنها استحوذت على فنادق لبيع الزنى فيها جهاراً نهاراً تحت اسم زواج المتعة وتشجيع الشباب على ذلك ، كما ان استفزازهم وصل إلى تحدي المسلمين بدخولهم جامع بني أمية والرقص فيه وإطلاق السباب علناً على صحابة رسول الله ، ثم الانطلاق بمسيرة استفزازية إلى معلم تجاري هام هو سوق الحميدية عراة الصدور متحدين الشعب السوري بكل فجارتهم دون أدنى حياء ، كما أن تمركزهم في أماكن دينية ادعاءاً منهم لحمايتها كان تحدياً واستفزازاً لا حد له ، علماً ان هذه المزارات كانت في محل احترام المسلمين منذ اربعة عشر قرناً .

والخلاصة أن إيران تحاول الاستفادة من الهدنة الغير معلنة في تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية والدينية بأقل الاثمان .

إيران وإسرائيل :

تعود السوريون والعالم على قيام إسرائيل بغارات ضد مواقع إيرانية في سوريا دون ردات فعل إيرانية ، ويتساءل الكثير من الناس كيف تكون إسرائيل وايران على إتفاق بينما الغارات الاسرائيلية لا تهدأ ضد عصابات إيران؟ والجواب على ذلك هو أن الاتفاق الاسرائيلي -الايراني- الامريكي الذي سمح به الرئيس أوباما بني على ما ذكرته بالفقرة أعلاه دون تطاول إيراني بمحاولة مد نفوذهم أكثر من الاتفاق مع إسرائيل ، إلا ان إيران كانت تحاول تعديل إتفاقها عن طريق زيادة شحنات السلاح للنظام السوري ومليشياتها في سوريا ولبنان ، فكانت تتلقى ضربات إسرائيلية تحذيرية لإعادة إيران إلى اتفاقها.

تركيا وروسيا :

تتعرض تركيا لضغوط داخلية وخارجية باستغلال اعداؤها للانتخابات في العام القادم لإسقاط الرئيس أردوغان وحكومته ، فالمعارضة تتخذ من السوريين حجة لذلك، حيث وصلت الفبركات ضدهم إلى صناعة أفلام سينمائية مسيئة لهم ، مما اضطرت حكومة حزب العدالة إلى مجاراتهم إلى حد ما حرصاً على مستقبل الحزب السياسي ، كما ان روسيا تضغط على تركيا للتواصلالسياسي مع نظام أسد و جر الائتلاف معه لوضع خطة جديدة تقود لحل وسط .

تركيا تجاوبت نظرياً مع الضغوط الروسية الا انه لم يحصل اي تقدم يذكر حتى الآن.

ومازال وضع تركيا حرجاً. وخاصة بعد عملية تفجير ال PKK لشارع الاستقلال في استنبول والذي قد يغير كل التفاهمات السابقة بينها وبين روسيا .

الائتلاف:

بعد تدخل الجميع في سوريا أضحى دور الائتلاف ثانوياً لايتعدى الاستماع وتلقي التعليمات فقط، فلم يثبت الائتلاف جدارته مع الاسف، حيث انقسم على نفسه، واشترت دول عربية واخرى أجنبية بعضهم مع تأكيدنا ان منهم شرفاء ووطنيين ولكن لاحول لهم ولا قوة. وكثيرا ما طالب الشعبالسوري في الداخل السوري وخارجه بعقد مؤتمر عام لاعادة هيكلة المعارضة واجراء انتخابات نزيهة ولكن دون اي فائدة ، حيث بقي الأمر شكليا بيد الائتلاف مع الاسف .

قسد :

مازالت تعتبر نفسها أنها رقم في الحالة السورية الا أنها تشكو من ضآلة حجمها، فهي لا تشكل سوى نسبة ضئيلة جداً من المجتمع السوري وخاصة بعد تخلي الكثير من الأخوة الاكراد عنها ، ولكن الدعم العسكري الذي تتلقاه من امريكا هو سبب بقاءها على الساحة حتى الآن. ويبدو ان تركيا اليوم جادة في اضعافها سواءاً بغارات جوية او بحملة برية وخاصة بعد تفجير شارع الاستقلال في استنبول.

الولايات المتحدة :

حققت الولايات المتحدة نفوذاً في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية وجلست على الطرف الشرقي لمنابع الغاز والبترول حتى تكون رقماً هاماً في التسوية النهائية في سوريا ، وكما إدعى المحتلون الآخرون ان سبب وجودهم في سوريا هو لمحاربة داعش، فكذلك كانت حجتها أيضاً. فقامت حسب إدعائها باغتيال البغدادي وجماعته دون أن تبرز دليلاً على ذلك ، وبالرغم من أن روسيا وامريكا اعلنتا مراراً وتكراراً القضاء على داعش ، الا انهما مازالتا تتخذان من الارهاب الداعشي حجة لاحتلالهما سوريا .

كتائب المقاومة ؛

تمركز الكثير منها في محافظتي ادلب وحلب كما يوجد الكثير منهم محتفظاً بسلاحه في محافظات أخرى حيث يقاومون المحتلين عن طريق أسلوب الكر والفر وقد نجحوا

المؤامرة العالمية على الشعبين السوري والعراقي كمقدمة للسيطرة على الأمة العربية.

الجزء ١١ والاخير مع الملحق .

أعزائي القراء..

بعد أن أوضحنا وبالتسلسل الزمني الخطوات التي تتبع من أجل تنفيذ إستراتيجية السيطرة على الامة العربية عن طريق إخضاع سوريا والعراق اولاً باستخدام جميع المليشيات المنضوية تحت سيطرة ايران واخرى منضوية تحت سيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل ونموذجها مليشيا قسد ، نصل بهذه الحلقة إلى العقبات التي تصادفها هذه الاستراتيجية في إتمام خطواتها، وهذا لا يعني فشلها ولكن قد يعني تأخرها لتعديلها نتيجة لما تصادفه من تطورات دولية لم تكن محسوبة سابقاً وطرأت على الساحة الدولية مجدداً. وأهم هذه التطورات الحرب الروسية على أوكرانيا، وانشغال الولايات المتحدة وأوروبا بها. ومن السخرية أن العالم الغربي وقف صامتاً لفترة طويلة عن تمدد بوتين قيصر روسيا في محيطه الاوروبي وخارج محيطه حتى سيطر على شرق البحر الابيض المتوسط مهدداً أوروبا من الجنوب، ورغم ذلك كان اعتماد أوروبا على غاز روسيا بنسبة تبلغ ٨٠٪؜ بشكل جعلها أسيرة لغازها ،وأكثر من ذلك ساهمت المانيا في ميزانية خط غاز نورد ستريم ٢ دون اي نظر إلى مخاطر ذلك من احتكار روسيا لتقدم الاقتصاد الاوروبي عن طريق محاصرتها بتوريد الطاقة ، وحسب مركز الفكر الاقتصادي في بروكسل، فإنه ومع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، ارتفعت قيمة صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي قبل غزو أوكرانيا بحوالي ٥٠٠ مليون يورو يوميًا. وهذا ارتفاع من حوالي ٢٠٠ مليون يورو في شباط / فبراير. قبل غزو أوكرانيا ،.وتحتاج روسيا إلى أموال أوروبا، إذ بلغت عائدات روسيا من النفط والغاز في عام ٢٠٢١ حوالي ٩،١ تريليون روبلروسي، والتي تحولت في كانون الثاني / يناير من هذا العام إلى ١١٩ مليار دولار، حسبما ذكرت رويترز. ويشكل ذلك ٣٦٪ من ميزانية الدولة.

والآن ، وبعد العقوبات الغربية على روسيا فقد وقع الطرفان في ورطة ، فروسيا فقدت الكثير منالأموال لتنميتها واستمرار بناء قاعدتها العسكرية ،والأوروبيون سيعانون من أزمة طاقة لفترة سنتين على الاقل إذا لم يحدث أي تعديل في العلاقات الغربية الروسية .

لنتحول إلى السياسة :هذه الأزمة الحالية بالطاقة جعلت الولايات المتحدة و أوروبا تستجديان الدول التي أدعت انها ألد اعدائها ، وعلى رأس هذه الدول إيران و فنزويلا،

فبالنسبة لإيران ، فقد إستمرت ببيع غازها وبترولها للعالم دون حسيب او رقيب. وهذا ما ترغب به امريكا اليوم ، حيث تتجول ناقلات البترول الايرانية في جنوب شرق اسيا بالعشرات لتكون جاهزة لتأمين إحتياجات بعض الدول في تلك المنطقة من البترول ، كما أنها تغذي النظام السوري بمتطلباته من البترول بمرور ناقلاتها أمام العالم حيث تزودها بكميات قد تصل الى اكثر من ٣ ملايين برميل شهرياً لتغطية جزء من إحتياجات مناطق الاحتلال الأسدي وحزب الله في لبنان، رغم أن الكمية تبقى غير كافية إطلاقاً إلا أن هذا يعتبر مخالفة لعقوبات امريكا والأوروبيين على إيران.

أما بالنسبة لفنزويلا والتي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي في الأميركتين بعد الولايات المتحدة؛ إذ بلغت ٦،٣ تريليون متر مكعب، بنهاية عام ٢٠٢٠، وفقًا لبيانات شركة بيبي. فقد بدأ استجداؤها ومغازلتها بعد ان حوربت في عهد الرئيس ترامب حتى ظن ان تغيير النظام اضحى قاب قوسين أو أدنى.

ماذا يدل ذلك ؟

يدل على أن كل الكلام المعسول عن مقاطعة إيران والذي تم تصديره للحكام العرب عبر مئات الاقنية الفضائية والتصريحات السياسية هو ضحك على لحاهم ، فإيران تبقى الرديف الأساسي في تنفيذ إستراتيجية الحرب العالمية على الدول العربية وخاصة سوريا بمكونها المسلم العربي ،فمنذ وصول الرئيس بايدن للبيت الابيض ، لم يفرض أي عقوبة على النظام السوري وهو يشاهد. بأم عينيه المخالفات لعقوباته( وللعلم لم تشمل هذه العقوبات المواد الغذائية والطبية والاحتياجات الانسانية، رغم تشدق نظام الاسد بادعائه كذباً عكس ذلك ).

بينما حبوب المخدرات من الكبتاجون إخترقت اوروبا ودول الخليج العربي ، ومنذ استلامه لمنصبه في اليوم الأول رفع العقوبات على الحوثيين عملاء إيران في اليمن، حتى أن بايدن ضغط علىالسعودية للتخلي عن ميناء الحديدة على البحر الأحمر بحجة دواعي إنسانية، بينما الاسلحة واجزاء المسيرات الايرانية تصل للحوثيين عن طريق الميناء بلا انقطاع .إضافة إلى تأجيل مؤتمر فيينا المتعلق بالمفاعلات النووية الايرانية إلى أجل غير مسمى ، وامريكا تعلم أن هذه المدة المجمدة تستغلها إيران للاستمرار في تخصيب اليورانيوم للوصول إلى نسبة ٩٠٪؜ وهي نسبة كافية لانتاج السلاح النووي والذي يعتبر عامل مساعد في تهديد الأمة العربية والاستيلاء على مقدراتها.ومن هذه المعطيات نستنتج أن كل التكتيكات الامريكية والاسرائيلية بالتخلي عن إيران هي للضحك على العرب .

وبالرغم من أن السعودية وبعض دول الخليج قد فهمت هذه السياسة، ولكن الاوراق التي بيدها ليست قوية بما فيه الكفاية لتغييرها حتى باستعمال سلاح النفط، حيث امريكا والغرب يستطيعون تأمين البديل ولو بمعاناة لفترة زمنية محدودة .

نعود لسوريا .

هل هذه التغيرات العالمية تنعكس على الحالة السورية؟.

الجواب نعم ،قد تؤخرها ،ولكن لا تلغيها، ولازالتها يقتضي :

- اتفاق تركي عربي ( ولا ادري اذا كان ذلك ممكنا ) على دعم الثورة السورية بتوحيد فصائلها وتسليحها وتوحيد استراتيجيتها مبعدين كل المندسين في هذه الفصائل وتركها تحت قيادة عسكرية سورية وطنية لها حق التشاور مع الدول الداعمة لها وليس لهم حق توجيهها.مع تامين رواتب لمنتسبيها بما يضمن معيشة عوائلهم بكرامة .

- اعادة هيكلية قيادة الائتلاف وتشكيل جسم وطني متجانس له حق المشاورة مع الدول الداعمة ( ان وجدت ) و له قوة التنفيذ.

- مراقبة المساعدات الواصلة لسوريا وخاصة للمخيمات من قبل جهة وطنية مؤتمنة لها القدرةعلى المحاسبة.

- تنظيف المناطق المحررة من العملاء تماماً وفرض النظام فيها بقوة عسكرية صارمة مع قضاءعادل معتمد .

- عدم التخلي عن مطالب الثورة في ازالة هذا النظام المجرم من جذوره لبناء دولة ديموقراطية حديثة.

- تطوير صناعة السلاح المحلي، فالاعتماد على الغير.. غير مضمون بتاتاً .

- اختبار قائد وطني معتمد ذو كاريزما لقيادة الثورة كما فعل المعارضون الايرانيون باعتماد

وسوم: العدد 1007