في فقه الموقف الأمريكي ...!!

الولايات المتحدة الأمريكية تدفع دول الإقليم إلى التعامل مع بشار الأسد، ثم تعلن استنكارها للتعاون معه؟؟!!

هو الحشف وسوء الكيلة...

ولن أطيل، في الشرح، فالاستراتيجية الأمريكية أو ضح, ومنذ أوباما والاتفاق النووي مع إيراني، أخلت الولايات المتحدة ظهر الدول العربية التي كانت منغمسة في الشأن السوري، ورفعت عليها العصا الإيرانية الغليظة تهديدا ووعيدا، وأجرى أوباما مقابلته الشهيرة مع وول ستريت جورنال، قبيل توقيع الاتفاق، التي تغزل فيها ما وسعه الغزل بالدبلوماسي الإيراني والسياسي الإيراني. ونال منها كل النيل من الإنسان العربي, ورأينا من حينها محمد بن زايد يهرع في زيارة إلى طهران وتتبعه بقية دول المنتظم. منهم إلى روسية ومنهم إلى الصين، ثم كان الفصام الخليجي الذي أشبه حفرة غور الانهدام.

من ناحية أخرى قامت الولايات المتحدة بدعم وتجميع القوى المصنفة إرهابية والمضارة لتركية من جماعة أوجلان، منذ تدخلها في سورية 2014، لمصادرة الموقف التركي الذي كان مندقعا في تأييد الثورة السورية. والذي بلغ أوج اندفاعه في عملية إسقاط الطائرة الروسية من قبل طيارين أتراك في أواخر 2015، وما استتبع ذلك من خذلان الناتو للدولة التركية، مما أدى إلى الاستدارة التركية التي أنجبت أستانا وسوتشي وكل هذا البلاء...

لا نبغي من تحقيق هذا استجرار عداوة مع الولايات المتحدة، ولا مع غيرها من دول العالم. كل الذي نريده هو الأمن والأمان لشعبنا وبلادنا. ولكن يجب أن نكون قادرين غلى قراءة المتغيرات السياسية بمسبباتها الحقيقية...

لا يخدعنا اليوم أن الولايات المتحدة تستنكر انغطافة دول الإقليم نحو نظام مستبد قاتل مبير، حقيقة هذا النظام لا تخفى على أحد من دول المنطقة، وقادتها، ولكنها عملية الإلجاء الأمريكي بكل وسائل الإلجاء الظاهرة والخفية. وعلى ضوء هذا ينبغي أن نعلم، وان نتصرف، وأن نبني السياسات أيضا...

ثلاثة حلفاء استراتيجيين في هذه المنطقة للولايات المتحدة وهم حسب الترتيب:

الكيان الصهيوني ، مشروعا وكيانا وإنسانا...

دولة الولي الفقيه: مشروعا طائفيا للتفتيت والتخويف..

بشار الأسد وزمرته : أداة إبادة وقتل "وتأديب"

نحن الذين يجب علينا أن نفهم، ويحق لنا أن نتألم ، ويطلب منا وقد أحسنا البداية أن نحسن النهاية .

(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1014