ما أكثر سمات الموت في الكيان الإسرائيلي !

كل الدنيا تصف حكومة نتنياهو الحالية بأشد الحكومات المتطرفة في تاريخ إسرائيل لاحتوائها في ائتلافها على رئيس حزب " العظمة اليهودية " إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومي ، وبتسليئيل سموتريتش رئيس حزب " الصهيونية الدينية " وزيرا للمالية ، وأرييه درعي رئيس حزب " شاس " وزيرا للداخلية ، وآفي ماعوز رئيس حزب "  نوعم    " مسئولا عن المناهج التعليمية التي ينوي أن ينوي توجيهها توجيها دينيا متشددا  . إنها حكومة " سيارة الدفع الرباعي " نحو الهاوية .   وسائقها نتنياهو نفسه يظهر في نسخة متغولة  التطرف تخالف سلوكه نسبيا في الحكومات الخمس التي سبق له رئاستها . وفي إسرائيل ذاتها نقمة وغضب واستياء وخوف من المهاوي التي تجري نحوها الحكومة الحالية ، ومظاهرة تل أبيب ذات الآلاف الخمسة ، يوم السيت ، صورة من صور النقمة والغضب والاستياء والخوف ، ووصف المتظاهرون نتنياهو بالمجرم ، وهو وصف لعصابة  حكومته  منه نصيب مضمون وافٍ . وبدأت الحكومة تطلق ألسنة لهب تطرفها وعدوانيتها نحو الفلسطينيين متنمرة مستعجلة  ، ففرضت عقوبات على عدة شخصيات رسمية في السلطة الفلسطينية ، منها رياض المالكي وزير الخارجية ، انتقاما من قرار الأمم المتحدة طلب رأي من محكمة العدل في لاهاي لتحديد ماهية الاحتلال الإسرائيلي للضفة ، واقتطعت 37 مليون دولار من أموال المقاصة التي تجبيها لصالح السلطة على البضائع الواردة إلى الضفة وغزة ، وستدفع هذه الملايين لمن تسميهم ضحايا الإرهاب الفلسطيني من الإسرائيليين ، ومعلوم أنها تقتطع منذ سنوات من أموال المقاصة مبلغا يساوي ما تصرفه السلطة لعائلات الأسرى  والشهداء . وينوي إيتمار بن غفير ( اسمه يعني بالعبرية جزيرة النخل بن كثير ، وغفير هنا هي نفس الكلمة العربية الدالة على الكثرة " جاؤوا الجماء الغفير " ) . وينوي بن غفير تقليل زيارة أعضاء الكنيست العرب للأسرى الفلسطينيين لاعتباره إياها تعزيزا وتحريضا على الإرهاب . وكل وزراء الحكومة الجديدة في سباق متهور  للإضرار بالفلسطينيين والتنكر لحقوقهم الوطنية والإنسانية ، والاندفاع صوب تصفية نهائية لقضيتهم   يتوهمها هؤلاء السفهاء المتوحشون ويتمنونها . وينعقد الإجماع في إسرائيل على ضحالة وغرارة الثلاثي بن غفير وسموتريتش  وماعوز وصبيانية تصرفاتهم ، ووصف إسرائيليون كثيرون بن غفير بالجبن والطيش واللامسئولية واللصوصية حين اقتحم باحات المسجد الأقصى 13 دقيقة في كنف حراسة مشددة من الشرطة والمخابرات ، وحقره لابيد لإثارته نصف العالم على إسرائيل بعد اقتحامه الأحمق للباحات ، وشبه  حاخامٌ سموتريتش بالحمار حين رفع الضرائب عن المشروبات المحلاة في دولة بها أكثر من مليون مريض بالسكري ، وتصنف  أكثر دول العالم بترا للأعضاء بسببه . انتخاب نتنياهو لتشكيل سادس حكومة في حياته السياسية ، واحتشاد هذا العدد من السفهاء الأغرار فيها ؛ يوضحان مدى إفلاس إسرائيل وفراغها من شخصيات سياسية وأمنية رفيعة المستوى ، وهذا علامة على ضعف بنيوي حقيقي ، وهي بهذا الضعف تقترب كثيرا من دول الأنظمة الاستبدادية التي يتوالى عليها حكام معدومو الموهبة والأهلية والنزاهة للحكم وإدارة  الأوطان ، ولا تكفي قشرة الانتخابات الديمقراطية الرقيقة لستر هذا الضعف الإسرائيلي الذي هو بشرى لنا بقرب انحدار هذا الكيان الشرير السام واندحاره . ويا له من ضعف إسرائيلي هذا الذي جلاه بن غفير حين أمر بمنع الاحتفال بتحرر عميد الأسرى كريم يونس بعد 40 عاما سجنا ، وتم الاحتفال ، فغضب ، وطلب من رئيس الشرطة يعقوب شبتاي فتح تحقيق فيه . يستهول ويستكثر على الفلسطينيين الشعور والسلوك الإنسانيين الفطريين . ويخطط أهل التوجهات الدينية في حكومة نتنياهو إلى إدارة  الاقتصاد الإسرائيلي انطلاقا من معايير توراتية لا صلة لها بالأنظمة الرأسمالية والاشتراكية والمختلطة في إدارة الاقتصاد ، وفي خططهم منع الفتيات من التعليم الجامعي ، وهذا توجه طالباني أفغاني بهوية يهودية . عدونا يقوده مجموعة مجانين يبشروننا بتدميره ذاتيا ، وفوق هذا التدمير الذاتي ، يحشدون أقصى ما يستطيعون من مسوغات نفور العرب والمسلمين منهم ، والعزم على اقتلاعهم من المنطقة ، ويدفعونهم نحو صدام حتمي قدري معهم . في الأساطير الإغريقية الوثنية أن الآلهة إذا أرادت قتل إنسان أصابته بالجنون قبل قتله . وكان الروائي الفلسطيني إميل حبيبي يذكر الإسرائيليين بالحكمة الصينية " الجزيرة العاقلة لا تخاصم البحر الذي تقع فيه . " ، ماذا كان سيقول لو عاش وشاهد العصابة الحالية من مجانين الجزيرة الإسرائيلية في المحيط العربي الإسلامي ؟! أصاب  شاعرنا  محمود درويش حين وصف أهلها ب " عابرون في كلام عابر." ، فهاجوا عليه هياجا عاصفا ، وكان هياج رئيس وزرائهم بيجين متميزا في عصفه ، وبان أن الوصف انقض  حارقا منذرا على وتر حساس مرتعش في نفوسهم ، فأي دولة هذه التي تهتز لعبارة شاعر ولو كان في مقام محمود درويش العظيم ؟! للحياة في الكائنات سمات ، وللموت فيها سمات ، وما أكثر سمات الموت في الكيان الإسرائيلي التي تبشر بانتصار العرب والمسلمين في صدامهم القدري معه إن أداروه متحدين لا متفرقين ، وأقصوا من يوالونه ويحالفونه منهم في خيانة مطلقة لأمتهم وعقيدتهم التي اختارها الله _ عز قدره _ لهم وللإنسانية كافة دون إكراه لأي إنسان على اعتناقها حتى الذين أشرق نورها في أرضهم ، وبلسانهم العربي المبين .  

وسوم: العدد 1015