ألا يجدر بالدول العربية والإسلامية أن يكون لها جيش موحد يستنفر خلال حدوث الكوارث ؟

ألا يجدر بالدول العربية والإسلامية أن يكون لها جيش موحد مكون من عناصر الحماية أو الوقاية المدنية يستنفر خلال حدوث الكوارث ؟؟؟

 بداية نعبر عن حزننا العميق على ما حل بأشقائنا أتراكا وسوريين ، ونعزيهم في مصابهم الجلل ، ومع  شدة الألم لا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ونحسب ضحايا كارثة الزلزال الذي ضرب أرضهم شهداء إن شاء الله تعالى عنده ، و نرجو أن يكون جزاؤهم جنة النعيم ، ونسأله تعالى أن يلهم كل مفجوع في ضحاياه جميل الصبر والسلوان .

وبعد ، وأنا أتابع المشاهد المؤلمة لما خلفته كارثة هذا الزلزال المدمر ، و قد صادف ذلك حوار دار  عن بعد بيني وبين أحد الفضلاء من ذوي الخبرة في مجال الإنقاذ خطر ببالي سؤال لماذا لا يكون عندنا معشر العرب والمسلمين جيش موحد مكون من عناصر الحماية أو الوقاية المدنية يستنفر خلال حدوث الكوارث بكل أنواعها ؟

ولقد وافقني على هذا التساؤل الفاضل المحاور ، واقترح بدوره أن تكون الدول العربية والإسلامية الغنية هي الممولة  لهذا الجيش بعدته وعتاده  ، وتكون مساهمة الدول التي دونها غنى بالعنصر البشري  المدرب .

ومعلوم أن فكرة تكوين هذا الجيش المكافح لكل الكوارث  من زلازل ،  وأعاصير ، وفيضانات ، وحرائق .... لهي فكرة راشدة مرجعيتها إسلامية لأن أمتنا هي بمثابة الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومعلوم أن وجود هذا الجيش من شأنه أن يبث الطمأنينة في كل البلاد العربية والإسلامية ، وفي غيرها من البلاد الأخرى ، وهو مما أمر به الله تعالى من تعاون على البر الذي منه مواجهة ما يهدد الحياة البشرية وأمنها وسلامتها .

وعسى أن يلهم الله تعالى حكماء أمة الإسلام عربا وعجما التوفيق والسداد لتفعيل فكرة هذا الجيش ، وجعلها واقعا معيشا في أقرب الآجال . وإنه لمما يدعو إلى تفعيل هذه الفكرة هو ما عايناه اليوم بسبب حجم كارثة الزلزال الذي ضرب أشقاءنا في تركيا وسوريا . وما الزلزال الذي ضرب أشقاءنا في أفغانستان منا ببعيد ، وكذلك الشأن بالنسبة  للفيضانات التي غمرت بلاد أشقائنا في باكستان والسودان ، والحرائق التي نشبت في دول المغرب العربي ، والمجاعات الضاربة في  بعض بلاد القارة السمراء نذكر منها بلاد أشقائنا في الصومال .

وفي الأخير نأمل أن يصير حلم تكوين جيش الحماية أو الوقاية المدنية العربي الإسلامي حقيقة ، ونرى عناصره بقبعاتهم الحمراء وبعتاد وازن  محاكيا  لعناصر جيش الأمم المتحدة  من ذوي القبعات الزرق الذين يحمون الأمن والسلام في ربوع العالم .

وسوم: العدد 1018