لم يهربوا من الاشتباكات هربوا من سياسات الطاغية القمعية

تنويه مهم حول حديث بعض الجهات المسؤولة عن "اللاجئين السوريين الهاربين من الاشتباكات في بلادهم.."

اللاجئون السوريون عموما لم يهربوا من الاشتبكات في بلادهم فقط..

اللاجئون السوريون خرجوا من وطنهم اتقاء لشر سياسات بشار الاسد القمعية ببعديها العسكري والأمني.

هربوا من الاعتقال، والانتهاك، والتجنيد في مهمة قاتل، وهربوا من التعذيب، ومن ملاحقات الأجهزة الأمنية التي تحصي على الناس الأنفاس، وتحاسبهم على عقائدهم وعلى رأيهم، وعلى انتمائهم..

وما حدث ويحدث في سجون بشار الاسد، مما تحدثت عنه الوثائق، أسوء مما حدث بتأثير قصف السارين والبراميل.

وسورية لن تكون آمنة بوقف الاشتباكات، كما يزعم بعض المريبين، سورية لن تكون آمنة ما دام فيها بشار الاسد، وسياساته الاستبدادية، وأجهزته القمعية، وميليشياته الارهابية. ومساندوه من قوى الاحتلال بأبعادها الطائفية روسية وإيرانية…

هذه حقائق لا يزيغ عنها إلا مراوغ..

وواجب كل هيئات المعارضة العليا، أن تجهر بهذا، وتصدع به، وتؤكده، وتناضل لتحول دون الزج بمجاميع اللاجئين الفارين من جحيم الاستبداد تحت أقدام الطاغية من جديد، بمثل هذه المرواغات اللفظية.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1036