رداً على معهد واشنطن !!

"إسرائيل" هي الرابح الأول والرابح الأكبر للمخرجات الكبرى للحدث السوري!!

تأمل ما أقول ولا تعجل عليّ!!

بين يدي عيد الأضحى المبارك، نشر "معهد واشنطن" مقالا للكاتب الصهيوني ايهود يعاري بعنوان "كيف خسرت إسرائيل الحرب في سورية"

و"معهد واشنطن" مركز دراسات صهيو- أمريكي. ذو أثر بالغ في صنع السياسات الأمريكية، ولاسيما ما يتعلق منها بشرقنا العربي. يجب أن نتجنب ما استطعنا عنوان "الشرق الأوسط" وكنت قد قرأت كتاب برنارد لويس الكاتب اليهودي -البريطاني- الأمريكي- الصهيوني ،منذ ستين عاما، كتاب "الغرب والشرق الأوسط" يعجب فيه كيف ابتلع العرب والمسلمون عنوان "الشرق الأوسط" بسهولة ويسر.

في مقال الكاتب الصهيوني "ايهود يعاري" يحسم الكاتب فيه أن إسرائيل قد خسرت الحرب في سورية، ويبنى ذلك على أن إيران قد ربحت الحرب، وأصبحت جارة لإسرائيل.

المقال في حقيقته مقال طامع، لا يقنعه شيء.. اسفنج يشرب ولا يروى ولسان حال كاتب المقال، كان يجب أن نحصل على أكثر!!

وقلت منذ البداية لاتعجل عليّ بمعنى أن ما سأقرره لا يدعم نظرية أن الثورة السورية كانت مؤامرة كونية ضد سورية، أو ضد بشار الأسد. وستظل في وعينا وإدراكنا ثورة حق وحرية.

وهذا لا ينفي أنني سأشهد بين يدي الله تعالى، أن انتصار السوريين، بكل مطالبهم المحقة، كان قريبا، وكان سهلا، ولم يكن لا الاسرائيليون ولا الروس ولا الايرانيون ولا الأمريكيون ليستطيعوا إحباطها، لو تولى أمرها قادة حقيقيون من رتبة "القوي الأمين"

هذا دفاع عن الثورة، وليس ولوجا في عالم المماحكات.

المكاسب الإسرائيلية حتى الآن مما حدث في سورية ، أنها استطاعت بالتعاون مع حلفائها الاستراتيجيين بشار الأسد، والإيرانيين، والروس والأمريكيين: كسر شوكة الجيش السوري، حيث اعتزله الشرفاء من أبنائه وقياداته، ووقع اليأس منه، وتأكد الشك فيه.

ثم كسبت إسرائيل من وراء قرارها الاستراتيجي "الاصرار على حماية الاسد"، فقتلت ولو بالوساطة أكثر من مليون سوري، وشردت أكثر من نصف الكتلة البشرية التي تقلق وجودها الجيوسياسي. يغني الصهاينة اليوم: خلا لك الجو فبيضي واصفري.

وما يلعب عليه كاتب المقال بحق هو طبيعة العلاقة الصفوية- الايرانية!! وهي علاقة لا تلتبس إلا على ضحايا التضليل الإعلامي. من أبناء المنطقة، بمن فيهم قيادات فيما يسمى النضال الفلسطيني!!

إسرائيل والصهيونية العالمية كانت موجودة مع الخميني منذ تطايرات أشرطة الكاسيت الداعية إلى ثورة الملالي من باريس.

هل تذكرون أن أشرطة الشيخ المصري الكفيف "عبد الحميد كشك" رحمه الله تعالى، قد منعت من التوزيع، ومنع ذلك الشيخ الكفيف من الخطابة، في قلب القاهرة، بينما كان آية الله الخميني يجد فضاءه ومجده في قلب باريس العلمانية، وتخدمه في الفضاء العربي، إذاعة مونتي كارلو، بكل حضورها في ذلك الزمان!!

وفضيحة إيران غيت، والسلاح الصهيوني الذي يدعم إيران في مواجهة العراق، وتفاهمات عناقيد الغضب التي تجعل إسرائيل تستبدل بكتائب جيش لبنان الجنوبي، و أنطون لحد وسعد حداد، كتائب حزب الله وحسن نصر الله!!

إيران لم تدخل العراق ولا سورية ولا اليمن تسللا، ولامن وراء وراء، وإنما دخلت كل تلك الأقطار على عين، جهارا نهارا، وبإرادة واتفاق..

حتى في معارك النسويات يحاول بعض الفرقاء تحسين بنود عقد ما يتم في المخادع، ولعل في هذا بعض التفسير. مما نسمع ونرى..

في سورية لم ينتصر أحد من السوريين..

انتصرت أولا إسرائيل

وثانيا الروس

وثالثا وربما سابعا إيران..

سورية وأهلها كانوا وقود المعركة..

وتابعت صدى مقال معهد واشنطن فوجدته قد احتفى به من أهل الخبابة فريق،ومن أهل السذاجة آخر، عن اليمين والشمال عزين!!

كلما استيقظ من سكرته

حذب الزق إليه واتكى

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1039