ما مصدر أكثر الوضع والكذب والافتراء واللخم في تراثنا الاسلامي !!؟؟

سؤال يظل يلح علي؟؟ من أي باب جاءتنا هذه الريح الخبيثة؟؟ والذي تعلمناه من قومنا: الباب الذي تأتيك منه الريح سده واستريح.

لأحاول الإجابة على هذا ربما أستطيع أن أشير أولا إلى ما اختلط بثقافتنا الاسلامية النقية من ثقافات الأمم والشعوب والأديان. ومع أنه قد كان في هذه الثقافات الكثير من الحق العقلي أو العلمي، فقد كان فيها أيضا الكثير من الأفكار والأساليب الملفعة بالقداسة وهي من صميم الباطل.

لا يذهب ظننا في هذا المقام إلى الاسرائيليات في العهدينالقديم والجديد فقط، بل حتى الهندوسية والبوذية والحلولية والاتحادية والهرطقات الغنوصية والفلسفات العدمية السوفسطائية؛ كل هذه الأديان والدعوات كان لها تجليات بشرية وفكرية في تاريخنا وتراثنا ، وفي بعض الكتب المحسوبة علينا.

والمصدر الثاني للباطل والزيف في تاريخنا العلمي والثقافي: مذهب أهل الرفض بكل طبقاته وتفرعاته، ومنذ أيام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، حيث قال له بعض الغلاة: أنتَ أنتَ، يعنون أنه الله -جل الله- فأمر بإحراقهم، فقالوا له: الآن ازداد يقيننا أنك أنتَ أنتَ، لأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار!!

كل الموسومين بالإمامة بعدسيدنا علي رضي الله عنه، لم أقرأ عنهم إنكارا على الذين يغلون فيهم. فقط كانوا يديرون ظهورهم لهم؛ فإذا سئلوا أنكروا. وفي دوواين الشعراء وكتابات الكتاب الكثير من الأباطيل التي يضحك منها الصغير. وهل حديث الغيبة منا ببعيد، وقد زعمت الغيبة في دعاويهم لأكثر من إمام .

ومن حفظ حجة عليً فيما أروي ويروي. وأقصد الإنكار العملي على المدعين، كإنكار سيدنا أمير المؤمنين علي عليه السلام. وزعموا للكذاب الثقفي النبوة.

وزعمواع أن محمد بن الحنفية مقيم برضوى عنده عسل وماء. وأنه سيعود بعد موته قائدا للجيش..

عن الكيسانية أحدثكم. وقبر الثقفي يعبد حتى اليوم من دون الله.

ومن ثغرة هؤلاء الغلاة من الرافضة تسلل زيف كثير.

ألا نتساءل عقليا فقط كيف يصدق جمهور من المسلمين في عهد جعفر الصادق، بالقول بالبداء على الله، عندما يختلف أتباعه على ولديه إسماعيل المتوفى في حياة أبيه وموسى..!! وقدكان رحمه الله تعالى حيا بين ظهرانيهم، فكيف لم يحسم بينهم الخلاف!!

المصدر الثالث لتسلل الزيف والخرافة إلى تراثنا وثقافتنا الاسلامية مذهب الخرافيين، على اختلاف مذاهبهم أيضا، وهي كثيرة. وإذا كان التصوف الحق هو علم تهذيب النفس، ونفي الرعونات عنها، وتطويعها لبارئها، والسعي لحالة عرفانية نورانية، لا تحيد عن الشريعة قيد أنملة؛ فإن رهبانية النصارى والبوذيين والهندوس، ومذاهبهم في ازدراء الجسد وتعذيبه وتلويعه، طلبا للسمو الروحي؛ كما ظن بعض هؤلاء، لم يكن من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا من طريقته، وأفضل نص يرد على دعاوى هؤلاء أحاديث الثلاثة الذين تقالوا عبادة سيدنا رسول الله.

ولعلي أو لعلك حين تبحر في كتب مدعي التصوف أمثال هؤلاء تقرأ عجبا. وفي كتاب عوارف المعارف للسهرودي السني وليس القتيل، الكثير من أخبارهم. وانظر حكايات الملامتية. وولعهم بالنجاسات والقاذورات، وتفويتهم للواجبات، ويظن أنه كلما دعاك لازدرائه أكثر كان لله أقرب،

وكما كان التصوف السني النقي الملتزم بالكتاب والسنة مدرجة عروج للسالكين. فقد كانت نزغات الشياطين في غير هذه السبيل أكثر وأكبر..

أعطيكم إمارة حتى لا تسرعوا بالإنكار علي: فأكثر من قتل على الزندقة في تاريخ المسلمين، كانوا من هذا الفريق. وجلهم قُتل بتوقيع المفتين الأربعة.

ملاحظة شخصي الضعيف لا يميل إلى قتل الناس على مثل هذا، وأقول لعل لهم عذرا لم يدر به المفتون.. ولكن من يبالي بقول فطيم التي في سوق الغزل. دوري على الخشين يا فطوم.

وأغلقوا على أمتنا ثغرات هذه الريح..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1049