دموية الكيان الصهيوني مرجعها عقيدة فاسدة محرضة على سفك الدماء بشهادة كتاب لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه

بداية لا بد من الإشارة إلى أن الغرب الصليبي عقيدة ، والتي يظهرها ويخفيها ، والعلماني ادعاء وتصريحا، يصر على أن طوفان الأقصى هو اعتداء على الكيان الصهيوني ابتداء أو هو فعل ليس له سابق  ، أوليس ردة فعل على ما سبق من ممارسات العناصر الصهيونية المتطرفة عقيدة في المسجد الأقصى ، وقد أرسلت ضفائر شعرها الدالة على تطرفها ، وعاث فيه فسادا منكلة برواده من المصلين ذكورا وإناثا، شبابا وشيبا ، والعالم الغربي يتفرج على ذلك دون أن يحرك ساكنا ، أو يشجب أو يندد بما يقترفونه من إجرام بتحريض من عقيدتهم المحرضة على العنف وسفك دماء المسلمين ، وبحراسة من جيش وشرطة الكيان الدموي ، وبتشجيع منها .

ولمّا جاء طوفان الأقصى كردة فعل على ذلك ، أقام الغرب الصليبي الدنيا ، ولم يقعدها ، وأعطى الضوء الأخضر للكيان الدموي كي يروي غلته من سفك  دماء أبرياء مواليد ، وأطفال، ونساء ، وعجزة ، ومرضى  في قطاع غزة ، بعدما انهزم أما المقاومة الباسلة التي حطمت أسطورة جيشه الذي لا يهزم ، وأبانت على عنكوبية بيته أمام العالم . ولا زال إلى حد الساعة يتلقى الضربات الموجعة بعد مرور ما يزيد عن شهر من بدء الطوفان  ، وقد تورط في مستنقع غزة كما وصفه  بذلك مؤيدون من الصليبيين الذين نصحوه بألا يدخله . وكلما ذاق مرارة الهزيمة  أمام أبطال حماس ، أمطر بأطنان من القنابل الغربية أمريكية وأوروبية الأحياء السكنية ، وهدم دورها فوق رؤوس الأبرياء العزل  بمواليدهم ـوصبيانهم وشيوخهم ، ومرضاهم .

ولا بد من التذكير أيضا  بأن الكيان الصهيوني الدموي قد أعلن أنه يخوض حربا عقدية جهارا نهارا، ولم يخف ذلك ، ولم يصرح بأنه يخوضها باعتباره كيانا علمانيا ، وبذلك أقام على نفسه حجة بأن دمويته هي من وحي عقيدة محرفة  محرضة على سفك الدماء، كما يشهد بذلك العهد القديم من الكتاب المقدس الذي يضم إليه العهد الحديث للصليبية ، وفيما يلي نص واحد فقط ، مع وجود نصوص أخرى مماثلة له ، وهو كاف كدليل على الدموية والوحشية ، ويوجد في الأصحاح الخامس عشر من سفر صموئيل الأول، وقد  جاء فيه ما يلي  :

" و قال صموئيل  لشاول ، إياي أرسل الرب لمسحك ملكا على شعب إسرائيل . والآن اسمع صوت كلام الرب . هكذا يقول رب الجنود . إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر . فالآن اذهب واضرب عماليق ، وحرّموا كل ما له ، ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا، وامرأة ، طفلا ،ورضيعا ، بقرا ،وغنما ، جملا ،وحمارا .فاستحضر شاول الشعب وعدّه في طلايم مئتي ألف وعشرة آلاف ... "

ويمضي هذا الأصحاح بعد ذلك في سرد ووصف ما فعله شاول  من تقتيل في العماليق ، وما أبقاه من جياد الأنعام من غنم وبقر مخالفا بذلك  توجيهات الرب كما بلغه بها صموئيل ، وقد لامه على ذلك لأنه مخالف لتعاليم الرب ، وزاعما أنه تركها ليقدمها قربانا للرب ،  والحقيقة أنها أبقاها لبطنه وبطون جنده .

هذه هي العقيدة التي يصدر عنها الكيان الصهيوني الدموي ، والذي زال منذ نشأته  يقتّل  الفلسطينيين أصحاب الأرض، ويطردهم منها ، ويستولي على بيوتهم ، ومزارعهم وأنعامهم تماما كما فعل شاول مع العماليق .

و هذا النص التوراتي وأمثاله التي فيها تحريض على سفك الدماء، وعلى الإبادة الجماعية  يطلع عليه الصليبيون ، ويعرفونه جيدا ، لأنه يوجد في الكتاب المقدس الذي يضم  عهدهم الجديد جنبا إلى جنب  إلى عهد اليهود القديم ، ومع ذلك لا يستنكرون هذه الدموية ، ولا ينكرون الكذب على الرب ـ  تعالى علوا كبيرا عما يصفون ـ  والذي لا يمكن أن يأمر بهذه الفظائع ، وهو القائل في الرسالة التي ختمت بها الرسالات ، و هي رسالة فاضحة لما جاء  في سابقاتها من تحريف ، وفيها قوله تعالى   :

 (( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قرّبا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسط إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأ صبح من النادمين من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون )).

وكفى بهذا النص القرآني شاهدا على ما في النص التوراتي أعلاه  من تحريف ، ذلك أن الله عز وجل الذي قضى بأن قتل النفس الواحدة هو بمثابة قتل الناس جميعا ،لا يضح أن يأمر بالإبادة الجماعية كما جاء في النص التوراتي ؟ والذي جاء فيه إنما هو من إسراف بني إسرائيل بعدما جاءتهم رسلهم بالبينات .

وإن تعجب ، فعجب بعض من هم على ملتنا ممن ينادون بما سموه الديانة الإبراهيمية أو البيت الإبراهيمي ، وهم يدعون أن كتاب الله عز وجل يلتقي مع العهدين القديم والجديد على ما بينه وبينهما من خلاف عقدي كبير، وكفى شاهدا على ذلك أنه يعتبر قتل النفس الواحدة بمثابة قتل للناس جميعا ، وهما يبيحان سفك الدماء ، والإبادة الجماعية للناس ، وحتى للحيوان ، والجماد .

وأكثر عجبا من ذلك أن الصهاينة يلقنون لأبنائهم في المدارس النصوص التوراتية الدموية ، في حين أن دولا عربية إما مرتبطة بما يسمى معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني أو مطبعة معه، تحذف من المقررات الدراسية في بلدانها النصوص التي يرد فيها ذكر ما كان من شر ومكر اليهود بما في ذلك عقيدتهم الدموية  ، والتي تعتبر  نصوصا محرضة على الكراهية مقابل إبقاء الكيان الصهيوني على نصوصه التوراتية الداعية إلى الدموية والإبادة الجماعية . وما يحدث اليوم في قطاع غزة تطبيق إجرائي وعملي لها  ، وكفى به دليلا .

 فهل سيقتنع أصحاب ما يسمى بالبيت الإبراهيمي بأن الكيان الصهيوني لن يتخلى عن دمويته أبدا حتى تتخلى الأفاعي عن سمها ؟

وسوم: العدد 1058