متضامنون مع الأردن الشقيق.. ضد محاولات الاختراق الأسدية

في تاريخ العلاقات الأردنية- الأسدية يحفظ التاريخ الدبلوماسي سجلا حافلا من محاولات الاختراق، التي لم تكد تتوقف على مدى سني حكم الأسدين. وعلى الرغم من حرص الحكومات الأردنية المتعاقبة؛ على الارتباط بسياسة حسن الجوار بين البلدين الشقيقين الجارين، إلا أنه عندما قيل للشرير: كن صالحا؛ أجاب يصبح لي اسمان..

منذ قيام حكم الاسد الاب، وباسم الحرية طورا والاشتراكية أخرى، والتحرير ثالثة ظلت محاولات اختراق أمن الأردن وزعزعة استقراره، سياسة ممنهجة لدى النظام الأسدي، وقد توجت تلك المحاولات بمحاولة فاشلة سنة ١٩٨١ لاغتيال رئيس الوزراء الأردني الراحل، مضر بدران، وكان لها الأمن الأردني بالمرصاد، حيث تم الإيقاع بالمجرمين، وكانوا ممن شاركوا في مجزرة تدمر، فسجلت اعترافاتهم، وكانت أبلغ اعتراف..!!

إثارة القلاقل، وتهريب الأسلحة، لأسباب لا قومية ولا وطنية، دائما كانت لعبة مستساغة لدى الحكم الأسدي لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة..

في عصر الكبتاغون، وبعد أن قام بشار الأسد بتدمير سورية ، وتهجير الملايين من سكانها، ووقعت مسؤولية استقبال الكثير منهم على عاتق الأردن الشقيق؛ ما زالت محاولات النيل من أمن الأردن واستقراره بالإصرار على تمرير شحنات الكبتاغون، لتدمير صحة الإنسان الأردني من جهة، ولجعل الأردن ممرا لشحنات السموم إلى باقي دول الخليج العربي..

ولا يزال الأمن الأردني يصع يده يوميا على آلاف الحبوب، التي تشحن عمليا ضمن الكثير من السلع الغدائية القادمة من لبنان أو سورية، كما يتم التهريب الذي يشكل شكلا من أشكال الحرب عبر البر والجو في الطائرات المسيرة..!!

وإلى جانب شحنات الكبتاغون، وفي الوقت الذي يدير فيها نظام الأسد الظهر، لكل ما يجري في فلسطين وفي غزة وفي الجولان وفي الداخل السوري من قصف صهيوني شبه يومي، يقوم هذا النظام الآبق بتهريب شحنة من الصواريخ إلى أرض الأردن، بغية زعزعة أمن الأردن، والنيل من استقراره. وفي الوقت نفسه ما تزال الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات تشكل تهديدا مباشرا في الحال والاستقبال، لأمن الأردن ولأمن المنطقة العربية أجمع..

وإنه لمن حق أن نستذكر أن جلالة الملك عبد الله الثاني كان أول من حذر الأمة من خطر الهلال الشيعي، في وقت كان المخطط الإيراني يبدو أقرب إلى الخيال.

نعتقد نحن أبناء هذه الأرض وأصحاب هذه الهوية، أن انتصارنا في هذه المحنة الصعبة لن يكون إلا بوحدتنا. وامتلاكنا الرؤية الصادقة المستشرفة. لا يجوز لأحد من السوريين أفرادا وقوى سياسية أن يقف متفرجا على محاولات الاختراق الأسدية- الإيرانية على السواء، سواء كان هذا الاختراق للأردن الشقيق، أو لأي بلد عربي آخر.

نحيي رجال الأمن الأردن في تصديهم الدؤوب لكل المحاولات البائسة واليائسة.

لقد كانت معركتهم الأخيرة والتي استمرت ١٤ ساعة ضرورية ومشرفة في ملاحقة فلول العصابات التي ما تزال تعيث في الأرض فسادا..

ونعلن وقوفنا مع أشقائنا في الأردن قيادة وشعبا، ضد هذه المحاولات العداونية، وندين نحن السوريين كل محاولات النيل من وحدة الأمة، ومن مصالح كل قطر من أقطارها.

قوتنا في وحدتنا. وفي أخذنا جميعا الحذر ضد إرادة عدونا المشترك الواحد، فعدو السوريين هو بلاشك عدو للأردنيين..وعدو للعرب أجمعين

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1062