موقف حول مصر

مركز القدس

مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي  تقدير موقف :  سفير إسرائيلي في القاهرة بمهمات أمنية

قالت صحيفة معاريف " إن لجنة التعينات في وزارة الخارجية الإسرائيلية أقرت تعيين سفير إسرائيل في جنوب السودان "حاييم كورن" سفيراً لإسرائيل في مصر .  

وقال المركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي " يعد كورن من الشخصيات الإسرائيلية المختصة في رسم علاقات إسرائيل في القارة الأفريقية  ، حيث  تقلد مناصب مهمة في وزارة الخارجية الإسرائيلية  وتحديدا في قسم التخطيط الإستراتيجي ، و يعرف عن هذا القسم صلته الوثيقة بالأمن الإسرائيلي وتنسيقه الكامل معه .

وتابع المركز " تنقل كورن في عمله الدوبلوماسي  بين نيبال ، والإسكندرية ككقنصل فيها ، وشيكاغو ، ثم إنتدب سفيرا لإسرائيل في جنوب السودان ولا زال على رأس عمله ، وإتهم الرجل من قبل الحكومة السودانية وفي أكثر من مناسبة مشاركته في توتير العلاقة بين البلدين وتحشيد العلاقة بين الجنوب والخرطوم .

 لكن حضور الرجل بدأ في وزارة الخارجية حين تقلد مديرًا لدائرة الشرق الأوسط ودائرة التخطيط فيها ، مما جعل الرجل يحظى بثقة المستويات السياسية الإسرائيلية والأمنية ، بالإضافة لكونه إكاديميا إسرائيليا ، حيث عمل محاضر في جامعة حيفا ، وباحثا في جامعة شيكاغو ، كما كتب أطروحة الدكتوراه الخاصة به عن مدينة دارفور السودانية .

ولسمعة كورن في جنوب السودان والجدل الذي دار حولها رفضت تركمانستان توليه منصب السفير لديها حيث أبلغت وزارة الخارجية التركمانستانية إسرائيل بذلك .

وعن تعيين السفير الإسرائيلي في القاهرة قال أ. علاء الريماوي مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي  " إن المتابع لتاريخ العلاقة المصرية الإسرائيلية يرى أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة حافظت على غلبة التكوين الأمني لطاقمها العامل ، وظلت المرجعية الأمنية للسفارة حاضرة في كافة المراحل التاريخية التي مرت بها العلاقة الإسرائيلية المصرية .

وأضاف الريماوي منذ العام 1980 تعاقب على منصب السفير الإسرائيلي في القاهرة أكثر من 11 سفيرا إسرائيليا وميزهم خاصية واحدة وهي قربهم من الدوائر الأمنية الإسرائيلية وهم  الياهو بن الياسار (1980-1981) و موشيه ساسون  (1981-1988) و شيمون شامير  (1988-1991)إفرايم كوفلك (  1991 -1992 ) .

بالإضافة إلى ديفيد سلطان ( (1992-1996و تسيفي ميزائيل  (1996-2001) و جدعون بن عامي  (2001-2003).

 وأيلي شاكيد في يناير (2004-2005 ) شالوم كوهن   (2005-2009) وإسحاق لفينون من العام( 2009 ، 2011) ، و ياكوف عمياتي من 2011 ولا زال على رأس عمله .

وأشار الريماوي ويرجع سبب هذه الخاصية إلى أسباب موضوعية يمكن الإستدلال عليها من خلال المراحل التي تطورت بها العلاقة الإسرائيلية وهي .

1 . مرحلة الإختبار والفهم : وهذه المرحلة أعقبت  إتفاق السلام المصري الإسرائيلي "كامب ديفيد"  في العام 1978 ، وإستمرت حتى العام 1985 ، حيث حرص راسم السياسة الإسرائيلي فهم نوايا الجانب المصري تجاه إسرائيل ، لذلك تميز البناء الدوبلوماسي في هذه المرحلة بنوعين من الشخصيات ، نوعيات ذات درايه أمنيه في الشان المصري ، وشخصيات ذات قدرات عالية على صنع العلاقات العامة .

2 . مرحلة البناء والإنتشار : وإستمرت من العام 1985 وحتى العام 1992  وفي هذه المرحلة أسست إسرائيل علاقة متينية مع نظام الحكم في مصر ، وفتحت علاقات راسخة مع كافة المستويات الأمنية والسياسية ، وأضحت العلاقة تقوم على بعد مؤسسي دخلت في تكوينه دول غربية مختلفة ، حيث كان للولايات المتحدة في هذه المرحلة حضورا فاعلا وقويا ، فتميزت هذه المرحلة بكثافة دور البعثة الدوبلوماسية ، بل فتحت قنوات تجاوزت البعثة إلى تنسيق رأسي مع قمة الهرم السياسي والأمني الإسرائيلي .

3. مرحلة الرسوخ والعمل المشترك : وإستمرت من العام 1992 وحتى العام 2010 ، ميز هذه المرحلة الإتفاق بين الجانبين على قواعد عامة للمنطقة ، بل تجاوز الأمر ذلك حتى غدت مصر بوابة العلاقة الإسرائيلية مع العالم العربي ، وغدت الأداة المنفذة لهذه العلاقة .

وحرصت إسرائيل على تأسيس تنويع طاقمها الدوبلوماسي بين سياسيين وأمنيين ، لكن شكل العلاقة أضحى منفتحا على كافة المستويات " .

4. مرحلة التوجس والحذر : وهي المرحلة التي أعقبت ثورة يناير حتى عزل الرئيس محمد مرسي ، حيث شاب العلاقة الإسرائيلية المصرية نوعا من العلاقة الترقبية ، وإن ظل الجانب الأمني حاضرا في هذه المرحلة ، وهنا لا بد من التنويه إلى أن الأمن الإسرائيلي كان الجهة الدوبلوماسية الفاعلة في هذه المرحلة وبشكل مباشر .

5. مرحلة ما بعد عزل الرئيس محمد مرسي : هذه المرحلة تطورت فيها العلاقة الإسرائيلية المصرية إلى أبعد مما كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع مبارك ، وتطور شكل العلاقة إلى أخذ صفة الدوبلوماسية العسكرية ، بل تجاوزه إلى تنسيق فاعل تبادلت فيه إسرائيل مع مصر رزما من الإحتياجات المتعلقة بكل طرف خاصة في ملفات سيناء ، غزة ، العلاقة مع الغرب وإعترافهم بالحكم الجديد في مصر .

وتابع الريماوي هذه المراحل الخمس حرصت إسرائيل البناء عليها من خلال الدفع بشخصية تجمع بين الدراية في ملف القارة الإفريقية ، والتخصص في ملف السودان ، والخبرة السابقة في مصر ، بالإضافة إلى المعرفة الأمنية بهذه المنطقة .

خلاصة الموقف : إن إسرائيل ترى في مصر عنصر الإستقرار في المنطقة ، وترى في تقلبات الأوضاع فيها خطرا وجوديا عليها ، كما أنها ترى في  حكم الإسلاميين بوابة لتحول مصر دولة معادية ومحور تطرف ضد إسرائيل .

هذه القناعات ظلت المحرك الرئيسي وراء السلوك الإسرائيلي في العلاقة مع مصر وباعث إختيار قنوات التنسيق بين البلدين  ، لذلك فإن أدوات التنسيق مع مصر ظلت لسيقة بمكتب رئيس الوزراء ومجلسه الأمني المصغر ، وهذا ما كان حاضرا في هذه المرحلة في أكثر من أي وقت مضى .

علاء الريماوي مدير مركز القدس رام الله 

رقم هاتف 0595234380 

المركز يقدم خدمة الترجمة الإعلامية ، الدراسات في الشأن الإسرائيلي والقدس ، كما يقدم تغطية إخبارية " تقارير عن مواضيع إعلامية في الشأن الإسرائيلي".