تحدي الكيماوي قريب فماذا نحن فاعلون ...؟ّ!

للمُمَسِّكين بالقرار

زهير سالم*

[email protected]

تحدي استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبنا في سورية غير موجه للرئيس الأمريكي أوباما صاحب الخط الأحمر ، ولا لعصبة مجلس الأمن مجتمعين ومتفرقين ، ولا للقانون الدولي ، ولا حتى لدول الجامعة العربية حكوماتها وشعوبها ؛ تحدي استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبنا موجه إلى الشعب السوري ، وإلى المدينة والبلدة والقرية السورية ، إلى الإنسان السوري الرجل والمرأة والطفل إلى الحيوان والنبات . يجب أن تكون هذه الحقيقة ماثلة أمام أعيننا جميعا ، حاضرة على أجندة الذين يمسكون بقرار المعارضة في كل الهيئات والمجالس والتشكيلات والجماعات والأحزاب ولا أستثني أحدا ..

المعارضة السورية المشغولة عن واجباتها ، المنفصلة عن واقعها ، العاجزة عن إدراك واجباتها ومهماتها ؛ ما تزال تلعب لعبتها  ( فكا وتركيبا ) يذكّر بقول الشابي :

نبني فتهدمها الرياح  ..فلا نضج ولا نثور

أكثرت المعارضة السورية العتب أو اللوم  لصاحب الخط الأحمر ، وأعلنا مجتمعين ومنفردين اليأس من المجتمع الدولي تقريعا أو حثا له ؛ ولكن كل هذا لا يعفينا من حقيقة أن كل شاة معلقة بعرقوبها . وأن خطر الكيماوي  يتهددنا نخن ، وأن التعامل مع هذا الخطر الماحق والقادم هو جزء من مسئوليتنا ..

وإذا كان أحد من المعارضين الصادقين والجادين لا يظن أن بشار الأسد  يملك أي وازع أخلاقي أو إنساني وطني يمنعه من استعمال هذا السلاح الفتاك والقاتل ، وأنه قد يلجأ إليه سواء على نطاق محدود ، أو على نطاق واسع يأسا أو انتقاما أو تعويلا على موقف دولي هو الأعلم بحقيقته ؛ فإن المطلوب من هيئات المعارضة السياسية والثورية أن تعد للأمر عدته . وأن تملأ الكنائن قبل الرماء . و كذا إذا كان معارض عاقل لا يظن أن بإمكان  الثوارا والسياسيين  أن يتصدوا بما يملكون من أدوات للنتائج التدميرية لهذا السلاح  ؛ فإن عاقلا أيضا لا يشك أن بإمكاننا بقليل من التفكير والإعداد والاستعداد أن نخفف من هذه النتائج ومن آثارها وتداعياتها..

ومن هنا تأتي مطالباتنا الأساسية   ..

أن تتوقف قوى المعارضة في تشكيلاتها المختلفة ، عن التشاغل بالصغائر ، وافتعال المشاكل ، واختلاق المعارك الصغيرة التي لا تكاد تنتهي بينما دماء أبناء شعبنا تسيل ، والمتآمرون عليه يحيطون به ، والكيد له لا ينقطع من القريب والبعيد ..

ثم أن يوضع تحدي خطر استعمال الأسلحة الكيماوية ضد أبناء شعبنا على جدول أعمال الممسكين بقرار المعارضة ، ليجيبوا على سؤال : ماذا يمكننا لو حصل أن نفعل ؟ وماذا يمكننا ان نقدم ؟ وكيف يمكننا أن نقلل من حجم الخسائر ونحمي عددا أكبر من الأبرياء ؟ مطلوب ان نفكر بهذا بعيدا عن الإعداد لبيانات الشجب والإدانة وتحميل المسئولية لهذا الطرف أو ذاك ؟!

مطلوب حلقة بحث يشارك فيها مختصون أكثر من سياسيين . يضعون برامج المواجهة على قواعدها العلمية .

هل يمكن مثلا أن يضعوا برنامجا وطنيا للتوعية العامة للمواطنين جميعا كيف يمكن أن يتصرفوا إذا فاجأهم العدوان بهذا السلاح ؟ كيف يحمون أنفسهم وأطفالهم ،  أو كيف يعالجون المصاب بعد الإصابة ؟

هل يمكن ان نوظف قنوات إعلامية عربية ووطنية للعمل على خدمة هذا المشروع وإيصال المعلومة الصحيحة إلى المحتاجين لها في الوقت المناسب ..؟

أليس من المهم أن يضع المختصون ترتيبا لأولويات المناطق الأكثر تهديدا بأن يستخدم بشار الأسد فيها هذا السلاح . ونحن نعلم أن العوامل الديمغرافية والجغرافيا السياسية ستلعب دورها في تحديد هذه المناطق . وأن القتلة سيتجنبون  في مرحلة ما المناطق القريبة من الحدود لما سيجره عليهم ذلك من مسئولية ، ولكن هل تستمر هذه السياسة حتى الضربة الأخيرة ..

ثم ألا يمكن أن نتحول من لغة الشجب والإدانة إلى لغة المطالبة الإيجابية بتأمين عدد أكبرمن الكمامات الواقية لأبناء الشعب السوري وتغطية المناطق حسب أولوية تعبوية بحماية الثوار لحماية الثورة ، ثم حماية المناطق الأكثر تهديدا حسب ما سبق الإشارة إليه ..

هذه الكلمات معذرة إلى ربنا . وذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد .

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية