إيران أقوى دولة في العالم

أحمد الجمال الحموي

إيران أقوى دولة في العالم

أحمد الجمال الحموي

خرجت الجمهورية الايرانية الاسلامية منهزمة من حرب استمرت أكثر من ثمانية اعوام شنتها على العراق أيام حكم الرئيس صدام حسين رحمه الله تعالى. ومما ينبغي ذكره هنا وهو معروف لدى المطلعين , أن ثلاث دول اجتهدت في تقديم السلاح لايران هي: ليبيا القذافي واسرائيل وسوريا حافظ الأسد. وكانت هذه الدول سخية في دعمها لايران سخاءا  لا حدود له

ولم تخرج ايران بزعامة الخميني من تلك الحرب منهزمة فحسب بل خرجت منهكة اقتصاديا لضخامة النفقات والخسائر واجتماعيا لكثرة القتلى وما نتج عن هذا من أرامل وأيتام وعسكريا لفقدها الكثير من التها الحربيه هذا عدا الدمار الذي أصاب بعض المدن.

والسؤال الذي يطرح هو: هل استطاعت ايران خلال اكثر من عقدين بقليل مضيا بعد توقف الحرب أن تلتقط أنفاسها وان تبني قوة عسكرية تخيف العالم كله ويعجز عن مواجهتها الغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي فيقف كالمشلول أمامها,علما أن هذا الغرب لم يتردد يوما في استخدام القوة حيثما يريد وعندما يريد حتى لو كانت الدوله التي يهاجمها على حدود روسيا كما حصل في الحرب على أفغانستان. فلماذا يمنح العالم وخاصة الغربي منه ايران فرصة بعد أخرى ومهلة بعد مهلة ويقدم لها العروض والرشاوى برفق ورقة لاجل أن تتخلى عن برنامجها النووي. وحتى اسرائيل تلك الدولة المعربدة الخارجة على القانون الدولي والتي لم تتوقف عن اعلان خوفها من برنامج ايران النووي لم تزد على التهديد بالكلام وهي التي لم تتوان عن ضرب المفاعلات النووية العراقية مرتين مرت طائراتها فيهما في أجواء بعض الدول العربيه ومنها تلك التي تتبجح بالمقاومة والممانعة فلم تحرك ساكنا ولم تنبس ببنت شفه ولعل ذلك المرور مدبر ومتفق عليه.

انه من المستبعد بعد التأمل أن تكون ايران قد استطاعت بناء قوة تضاهي قوة الغرب فضلا غن أن تجاوزه وتتفوق عليه|, وليس من المعقول أن تتمكن دولة مهزومة منهكة من الوصول الى هذا المستوى , بل قصارى ما يمكن ان تصل اليه هو ترميم المدمر ومحاولة اللحاق بالغرب واللهاث وراءه مقلدة اياه في تصنيع الات الحرب والدمار.

فلماذا اذن هذا الموقف العالمي والغربي المتردد حيال سعي ايران نحو امتلاك السلاح النووي بعد الاسراع الى ضرب مفاعلات العراق سابقا.

اننا هنا أمام احتمالين مستبعدين وجود احتمال ثالث.أذكرهما بلا ترتيب تفضيلي.

1- أن الاعلام الايراني ناجح نجاحا منقطع النظير وقد استطاع أن يصور لأهل الارض بمن فيهم الغربيون أن ايران قوة لا تقهر وليس بمقدور أحد أن يهاجمها او يقتحم حماها المنيع,ولا أن يحول دون مضيها لتحقيق طموحاتها النووية وأنها خلال العقدين الذين تليا حربها مع العراق أصبحت أقوى من العالم أجمع ثم صدق الغرب الحرب النفسية الاعلامية الايرانية فاستكان بشقيه وراح يستجدي ايران بمفاوضات هزلية تعود في كل مرة من حيث بدأت وهي اقرب الى العبث منها الى المفاوضات راجيا أن توقف اندفاعها نحو امتلاك السلاح النووي.

ومعنى هذا أن مخابرات تلك الدول مخفقة فاشلة اذ كان عليها أن تعرف وتحذر دولها من حرص ايران على تطوير اسلحتها النووية في وقت مبكر وقبل ان تشب عن الطوق فتصح ماردا عصيا على التطويع.

أو أن تلك الأجهزة العريقة مخفقة من ناحية أخرى وهي انها وقعت في فخ الاعلام الايراني الذي يوحي بأن ايران قوة لا تقهر فصدقت هذا وأقنعت به دولها فقيدت حركتها عن القيام بأي عمل عسكري يلجم طموحات ايران الدوليه وفي كلا الحالين فان مخابرات تلك الدول تكون أوهن من بيت العنكبوت.

2- هو أن تلك الدول ومنها الولايات المتحده تعرف حقيقة ايران وهي موقنة أنها لم تصبح أقوى من العالم كله لكن ثمة اتفاقات خفية يتقاسم فيها الغرب وايران الغنائم والنفوذ على حساب أمتنا العربية والاسلاميه لأسباب كثيرة يحتاج بيانها الى مقالة . ومما يقوي هذا الاحتمال قيام أمريكا بالقضاء على حكم طالبان في أفغانستان ليصبح كثير من مناطقها مجالا للهيمنة وللتحرك الايراني بل ليزيد نفوذها في المنطقة بشكل عام والا فلماذا كان لايران دور كبير في مساعدة الولايات المتحدة على احتلال افغانستان كما أعلن بعض القادة الايرانيين هذا من غير مواربة.

ومما يقوي هذا أيضا احتلال الولايات المتحدة للعراق وانهاء حكم صدام حسين ثم تقديم العراق لقمة سائغة لايران تسرح فيه وتمرح وتنشر الطائفية والموت الزؤام وترفع الخونة من الصفويين الى سدة الحكم بعد أن جاؤوا الى العراق على دبابات المحتلين. ومن عجيب صنع الله أن أنطق كبار قادة ايران فصرحوا على الفضائيات بأنه لولاهم ما استطاعت الولايات المتحدة احتلال العراق واسقاط الحكم الوطني فيه.

بعد هذا أنصح حكام العرب ألا يقعوا ضحايا الحرب النفسية الايرانية وألا ينخدعوا بتخويف الغرب منها وألا يخضعوا لمطالب الولايات المتحدة التي تعارض مصالح أمتنا فمصالحنا فوق مصالح الأعداء سواء أكانوا غربيين أم شرقيين,أمريكيين أم ايرانيين وويل لمن لا يفهم هذا ولا يعمل به.

والحمد لله رب العالمين

نائب رئيس جمعية علماء حماه سابقا

عضو مؤسس في ر ابطة ادباء الشام

عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين

غضة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين